نحو مجتمع بحثي عربي نشط
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نحو مجتمع بحثي عربي نشط
نحو مجتمع بحثي عربي نشط
يتّسم المجال العلمي والبحثي في العالم العربي بضعف شبكات التواصل وفضاءات التبادل بين الباحثين، بالرغم من أن الوسائط الجديدة (كشبكة الإنترنت) توفّر آليات متنوّعة لتشبيك الباحثين والمجتمعات البحثية.
وفي هذا الإطار تتنزّل مبادرة البوابة العربية لعلوم الإعلام والاتصال باعتبارها فضاء أكاديميا مستقلّا ومتخصّصا في نشر البحوث والدراسات الأكاديمية في علوم الإعلام والاتصال ومجالاته المختلفة. وفي هذا الإطار تمثّل البوابة مثالا جيّدا للإمكانات الواسعة التي تتيحها شبكة الإنترنت في مجال تشبيك الباحثين وانفتاحهم على المجتمع، فالبوابة آلية تسمح للباحث العربي في مجالي الإعلام والاتصال بعرض بحوثه والتعريف بها لدى المجتمع البحثي العربي، وهي ترنو بالتالي إلى تجاوز عوائق الاتصال العلمي في العالم العربي وخاصة صعوبة سريان المعارف بسبب ضعف النشر العلمي وقلة المجلات العلمية وبطء توزيعا وندرة المؤتمرات.
وقد تأسّست البوابة العربية لعلوم الإعلام والاتصال عام 2007 كمبادرة مفتوحة لجميع الباحثين المؤمنين بالدور المجتمعي للبحث العلمي والمراهنين على أهمية الإنتاج البحثي لتطوير الإعلام في العالم العربي.
وهي من هذا المنظور تسعى لأن تكون مجالا للتفاعل والتواصل يجمع الباحثين (بمختلف أجيالهم واختصاصاتهم) والخبراء والمهنيين والطلاب للنقاش في المسائل ذات الصلة بالإعلام والاتصال. وأثناء السنوات الثلاث الأخيرة ساهم في البوابة ما يقارب الخمسين باحثا (من كل الدول العربيّة) نشروا أكثر من مائة بحث.
وعلى هذا النحو حاولت البوابة المساهمة في تأسيس مجتمع بحثي عربي فاعل ونشط في مجالي علوم الإعلام والاتصال كما أنها مثّلت آلية فعّالة لتجاوز ندرة الفضاءات المخصّصة للنشر الأكاديمي، وقلّة فرص اللقاء والحوار بين الباحثين العرب، ذلك أن تيسير تبادل المعارف والتجارب البحثية يساهم في تطوير الإنتاج البحثي من خلال التعريف بالبحوث المتخصّصة وبإسهامات الباحثين العرب في مجال الدراسات الإعلامية والاتصالية لدى الأوساط الأكاديمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والأوساط المهتمة بمسائل الإعلام والاتصال.
وتتألف البوابة من عدة فضاءات متكاملة أهمّها فضاء "الأرشيف المفتوح" الذي ينشر فيه الباحثون بحوثهم ودراساتهم المنشورة سابقا في مجالات علميّة أو كتب جماعية وذلك من أجل التعريف بإنتاجهم العلمي لدى مجتمع الباحثين العرب وإتاحته لهم. كما تتضمّن البوابة عدّة أبواب مخصصة لنشر الأخبار ذات الصلة بالبحوث العربية في مجال علوم الإعلام والاتصال من خلال توفير المعلومات حول المؤتمرات والندوات.
وأحدثت البوابة أخيرا ركنا جديدا لنشر بحوث الماجستير (ملخصات أو بحوث كاملة) وخلق قاعدة بيانات بيبليوغرافية متخصّصة في مجال البحوث الجامعية (بحوث ماجستير ودكتوراه) تسمح للباحثين الشبان بمعرفة حالة الإنتاج البحثي.
وأخيرا تتضمّن البوابة دليل علوم الإعلام والاتصال الذي يتيح العناوين الإلكترونية لمواقع كليات ومعاهد أقسام الإعلام والاتصال في الجامعات العربية، وعناوين المجلات العلمية المتخصصة، ومراكز التدريب، ووصلات نحو المواقع الشخصية للباحثين، ومجمل المؤسسات ذات الصلة بالتكوين الأكاديمي.
وتسعى البوابة، إذ توفرت لها الإمكانات المادية الضرورية، لتطوير تطبيقات جديدة لعل أهمّها المجلة العربية (الإلكترونية) لعلوم الإعلام والاتصال التي يمكن أن تساهم، في خلق فضاءات نشر جديدة بالنسبة إلى لباحثين العرب.
في سياق يتّسم بندرة آليات النشر العلمي الورقي الكلاسيكي. وبشكل عام تحيلنا مبادرة البوابة إلى إشكالية أوسع تتعلق بالممارسة الجماعية للعلم. فالباحث العربي في حقل علوم الإعلام والاتصال وفي العوم الإنسانية والاجتماعية بشكل عام لا يزال يعمل بطريقة منفردة خارج الأطر الجماعية بسبب قلّة وحدات البحث وضعف ثقافة العمل الجماعي.
وتؤثر محدودية الأطر الجماعيّة في شخصية الباحث وفي إنتاجه، ذلك أن ندرة آليات التواصل والانزواء وانكفاء الباحث على ذاته يخلق نوعا من النرجسية والشعور غير السوي بالتفرد، في حين أن البحث الأكاديمي عمل جماعي بالأساس. ومن جهة أخرى فإن مبادرة البوابة تدعونا كذلك إلى التفكير في الآليات الضرورية لمواجهة محدودية المضمون الأكاديمي والعلمي العربي على شبكة الإنترنت وندرة المبادرات العربية في هذا المجال.
ففي العالم العربي لم نهتم بعد بما يسمّى "الاتصال العلمي" وخاصة بما يسمّى النفاذ الحر open Access، في حين أنه أضحى بعدا أساسيا في إستراتيجيات النشر العلمي في أوروبا والولايات المتحدة. وفي هذا الإطار يبدو من الضروري تغيير نظرتنا للنشر الأكاديمي الإلكتروني الذي أصبحت له مكانة أساسية في منظومة النشر بشكل عام.
فالإنترنت غيّرت الاتصال العلمي أي أنظمة التبادل بين الباحثين، إذ يستخدم الباحثون اليوم كل الآليات الاتصالية الإلكترونية المتاحة لاستثمارها في العملية البحثية كالمدونات للتواصل مع نظرائهم وطلابهم وحتى الجمهور الواسع والشبكات الاجتماعية لتأسيس جماعات افتراضية لتبادل المعلومات والتجارب وللنقاش والجدل. ومن هذا المنظور لا بد من الإيمان بضرورة المشاركة في تجارب بحثية مبتكرة تقوم على مفاهيم التواصل والحوار والتبادل والتخلص من ثقافة الانغلاق التي تدفع بعض الباحثين إلى الإحجام عن إتاحة بحوثهم على الشبكة بدعوى حمايتها من السرقة. فنحن بحاجة إلى هذه الرؤية التواصلية للعلم حتى ينهض مجتمع بحثي عربي فاعل ونشط يساهم في إنتاج المعارف الكونية، إذ تتيح لنا الإنترنت فرصا حقيقية للتفاعل النشط مع الأشكال الجديدة للاتصال العلمي. وفي هذا الاتجاه يتحمّل الباحثون مسؤولية هامّة في هذا السياق لأن تنمية المضمون الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت مسؤولية جماعية وذات علاقة وثيقة بالمبادرات غير المؤسساتية.
إن مشروع البوابة يعكس إذن إدراكا للدور المجتمعي للباحث كفاعل لا يقتصر وجوده على المهام التقليدية، أي التدريس والبحث ذي الأهداف الذاتية والمنفعية المرتبطة بالترقية العلمية والإدارية. إن دور الباحث يت جاوز هذه المهام نحو المساهمة في بناء الثقافة التي تقتضي اليوم الاستخدام الخلاّق للتكنولوجيا.
(صدر هذا المقال في مجلة المنبر الجامعي، جامعة الشارقة)
عنوان البوابة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يتّسم المجال العلمي والبحثي في العالم العربي بضعف شبكات التواصل وفضاءات التبادل بين الباحثين، بالرغم من أن الوسائط الجديدة (كشبكة الإنترنت) توفّر آليات متنوّعة لتشبيك الباحثين والمجتمعات البحثية.
وفي هذا الإطار تتنزّل مبادرة البوابة العربية لعلوم الإعلام والاتصال باعتبارها فضاء أكاديميا مستقلّا ومتخصّصا في نشر البحوث والدراسات الأكاديمية في علوم الإعلام والاتصال ومجالاته المختلفة. وفي هذا الإطار تمثّل البوابة مثالا جيّدا للإمكانات الواسعة التي تتيحها شبكة الإنترنت في مجال تشبيك الباحثين وانفتاحهم على المجتمع، فالبوابة آلية تسمح للباحث العربي في مجالي الإعلام والاتصال بعرض بحوثه والتعريف بها لدى المجتمع البحثي العربي، وهي ترنو بالتالي إلى تجاوز عوائق الاتصال العلمي في العالم العربي وخاصة صعوبة سريان المعارف بسبب ضعف النشر العلمي وقلة المجلات العلمية وبطء توزيعا وندرة المؤتمرات.
وقد تأسّست البوابة العربية لعلوم الإعلام والاتصال عام 2007 كمبادرة مفتوحة لجميع الباحثين المؤمنين بالدور المجتمعي للبحث العلمي والمراهنين على أهمية الإنتاج البحثي لتطوير الإعلام في العالم العربي.
وهي من هذا المنظور تسعى لأن تكون مجالا للتفاعل والتواصل يجمع الباحثين (بمختلف أجيالهم واختصاصاتهم) والخبراء والمهنيين والطلاب للنقاش في المسائل ذات الصلة بالإعلام والاتصال. وأثناء السنوات الثلاث الأخيرة ساهم في البوابة ما يقارب الخمسين باحثا (من كل الدول العربيّة) نشروا أكثر من مائة بحث.
وعلى هذا النحو حاولت البوابة المساهمة في تأسيس مجتمع بحثي عربي فاعل ونشط في مجالي علوم الإعلام والاتصال كما أنها مثّلت آلية فعّالة لتجاوز ندرة الفضاءات المخصّصة للنشر الأكاديمي، وقلّة فرص اللقاء والحوار بين الباحثين العرب، ذلك أن تيسير تبادل المعارف والتجارب البحثية يساهم في تطوير الإنتاج البحثي من خلال التعريف بالبحوث المتخصّصة وبإسهامات الباحثين العرب في مجال الدراسات الإعلامية والاتصالية لدى الأوساط الأكاديمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والأوساط المهتمة بمسائل الإعلام والاتصال.
وتتألف البوابة من عدة فضاءات متكاملة أهمّها فضاء "الأرشيف المفتوح" الذي ينشر فيه الباحثون بحوثهم ودراساتهم المنشورة سابقا في مجالات علميّة أو كتب جماعية وذلك من أجل التعريف بإنتاجهم العلمي لدى مجتمع الباحثين العرب وإتاحته لهم. كما تتضمّن البوابة عدّة أبواب مخصصة لنشر الأخبار ذات الصلة بالبحوث العربية في مجال علوم الإعلام والاتصال من خلال توفير المعلومات حول المؤتمرات والندوات.
وأحدثت البوابة أخيرا ركنا جديدا لنشر بحوث الماجستير (ملخصات أو بحوث كاملة) وخلق قاعدة بيانات بيبليوغرافية متخصّصة في مجال البحوث الجامعية (بحوث ماجستير ودكتوراه) تسمح للباحثين الشبان بمعرفة حالة الإنتاج البحثي.
وأخيرا تتضمّن البوابة دليل علوم الإعلام والاتصال الذي يتيح العناوين الإلكترونية لمواقع كليات ومعاهد أقسام الإعلام والاتصال في الجامعات العربية، وعناوين المجلات العلمية المتخصصة، ومراكز التدريب، ووصلات نحو المواقع الشخصية للباحثين، ومجمل المؤسسات ذات الصلة بالتكوين الأكاديمي.
وتسعى البوابة، إذ توفرت لها الإمكانات المادية الضرورية، لتطوير تطبيقات جديدة لعل أهمّها المجلة العربية (الإلكترونية) لعلوم الإعلام والاتصال التي يمكن أن تساهم، في خلق فضاءات نشر جديدة بالنسبة إلى لباحثين العرب.
في سياق يتّسم بندرة آليات النشر العلمي الورقي الكلاسيكي. وبشكل عام تحيلنا مبادرة البوابة إلى إشكالية أوسع تتعلق بالممارسة الجماعية للعلم. فالباحث العربي في حقل علوم الإعلام والاتصال وفي العوم الإنسانية والاجتماعية بشكل عام لا يزال يعمل بطريقة منفردة خارج الأطر الجماعية بسبب قلّة وحدات البحث وضعف ثقافة العمل الجماعي.
وتؤثر محدودية الأطر الجماعيّة في شخصية الباحث وفي إنتاجه، ذلك أن ندرة آليات التواصل والانزواء وانكفاء الباحث على ذاته يخلق نوعا من النرجسية والشعور غير السوي بالتفرد، في حين أن البحث الأكاديمي عمل جماعي بالأساس. ومن جهة أخرى فإن مبادرة البوابة تدعونا كذلك إلى التفكير في الآليات الضرورية لمواجهة محدودية المضمون الأكاديمي والعلمي العربي على شبكة الإنترنت وندرة المبادرات العربية في هذا المجال.
ففي العالم العربي لم نهتم بعد بما يسمّى "الاتصال العلمي" وخاصة بما يسمّى النفاذ الحر open Access، في حين أنه أضحى بعدا أساسيا في إستراتيجيات النشر العلمي في أوروبا والولايات المتحدة. وفي هذا الإطار يبدو من الضروري تغيير نظرتنا للنشر الأكاديمي الإلكتروني الذي أصبحت له مكانة أساسية في منظومة النشر بشكل عام.
فالإنترنت غيّرت الاتصال العلمي أي أنظمة التبادل بين الباحثين، إذ يستخدم الباحثون اليوم كل الآليات الاتصالية الإلكترونية المتاحة لاستثمارها في العملية البحثية كالمدونات للتواصل مع نظرائهم وطلابهم وحتى الجمهور الواسع والشبكات الاجتماعية لتأسيس جماعات افتراضية لتبادل المعلومات والتجارب وللنقاش والجدل. ومن هذا المنظور لا بد من الإيمان بضرورة المشاركة في تجارب بحثية مبتكرة تقوم على مفاهيم التواصل والحوار والتبادل والتخلص من ثقافة الانغلاق التي تدفع بعض الباحثين إلى الإحجام عن إتاحة بحوثهم على الشبكة بدعوى حمايتها من السرقة. فنحن بحاجة إلى هذه الرؤية التواصلية للعلم حتى ينهض مجتمع بحثي عربي فاعل ونشط يساهم في إنتاج المعارف الكونية، إذ تتيح لنا الإنترنت فرصا حقيقية للتفاعل النشط مع الأشكال الجديدة للاتصال العلمي. وفي هذا الاتجاه يتحمّل الباحثون مسؤولية هامّة في هذا السياق لأن تنمية المضمون الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت مسؤولية جماعية وذات علاقة وثيقة بالمبادرات غير المؤسساتية.
إن مشروع البوابة يعكس إذن إدراكا للدور المجتمعي للباحث كفاعل لا يقتصر وجوده على المهام التقليدية، أي التدريس والبحث ذي الأهداف الذاتية والمنفعية المرتبطة بالترقية العلمية والإدارية. إن دور الباحث يت جاوز هذه المهام نحو المساهمة في بناء الثقافة التي تقتضي اليوم الاستخدام الخلاّق للتكنولوجيا.
(صدر هذا المقال في مجلة المنبر الجامعي، جامعة الشارقة)
عنوان البوابة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رد: نحو مجتمع بحثي عربي نشط
تمخض الجبل فولد فأراً
رياض- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
العـــــمـــــر : 38
عـــدد المساهمـــات : 40
الـمــــــــــــزاج : مرح
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
مواضيع مماثلة
» دروس التكوين عن بعد س2 /أدب عربي
» نصيحة عربي لابنـــه
» قاموس عربي فرنسي للتحميل......
» وفاق سطيف أفضل نادٍ عربي
» قاموس بابيلون عربي فرنسي رائع
» نصيحة عربي لابنـــه
» قاموس عربي فرنسي للتحميل......
» وفاق سطيف أفضل نادٍ عربي
» قاموس بابيلون عربي فرنسي رائع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس