الشّيخ الحسين الورثيلانيّ

الشّيخُ الْحُسَيْنُ الْوَرْثِيلاَنِيُّ

هُوَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَسَنِينَ الْوَرْثِيلاَنِيُّ (1723- 1792م) أو (1739-1778م). أَلَّفَ كِتاباً اِسْمُهُ "نُزْهَةُ الأَنْظَارِ فِي عَالَمِ التَّارِيخِ والأَخْبَارِ" الْمَعْرُوفُ بِالرِّحْلَةِ الْوَرْثِيلاَنِيَّةِ وَصَفَ فِيهِ رِحْلَتَهُ إلى الْحِجَازِ.
كتَبَ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ الصَّغِيرِ عن الشّيْخِ الْحُسَيْنِ قَالَ:
"وُلِدَ، رَحِمَهُ اللهُ، عَلَى مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبِي عامَ خَمْسَةٍ وعِشْرِينَ مِنَ الثَّانِي عَشَرَ (1125) وتُوُفِّيَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ لِي بَعْضُ تَلاَمِذَتِهِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ عَامَ ثَلاَثَةٍ وتِسْعِينَ مِنَ الْقَرْنِ (1193). وبَعْضُهُمْ قَالَ عَامَ أَرْبَعَةٍ وتِسْعِينَ فَعَلَى هَذَا عَاشَ الْمُؤَلِّفُ ثَمَانِيَ وسِتِّينَ أَوْ تِسْعاً وسِتِّينَ سَنَةً (اِنْتَهَى)
هَذَا وقَدْ تَرْجَمَهُ أَيْضاً الْعَلاَّمَةُ الْمُحَقِّقُ والْفَهَّامَةُ الْمَدَقِّقُ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَفْنَاوِيُّ في الْقِسْمِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِتَعْرِيفِ الْخَلَفِ بِرِجَالِ السَّلَفِ الْمَطْبُوعِ بِالْجَزَائِرِ فَقَالَ: "هُوَ الإِمَامُ الْعالِمُ الْعامِلُ الْعَلاَّمَةُ الْكَامِلُ الأُسْتَاذُ الْهُمَامُ شَيْخُ مَشَائِخِ الإسْلاَمِ الْوَرِعُ الزَّاهِدُ الصَّالِحُ الْعابِدُ الْمُتَّبِعُ لأَثَرِ الرَّسُولِ الْجَامِعُ بَيْنَ الْمَعْقُولِ والْمَنْقُولِ، بَحْرُ الْحَقَائِقِ وكَنْزُ الدَّقائِقِ، مُفِيدُ الطَّالِبِينَ ومُرَبِّي السَّالِكِينَ وقُدْوَةُ الْعَلَمَاءِ الْعامِلِينَ وبَقِيَّةُ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ، مُحْيِي السُّنَةِ والطَّاعِنُ فِي نُحُورِ مُخَالِفِيهَا بِالأَسِنَّةِ، نادِرَةُ الزَّمَانِ وبَرَكَةُ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ عَصْرٍ وأَوَانٍ، الْجَامِعُ بَيْنَ الْعِلْمَيْنِ والْكَامِلُ فِي النِّسْبَتَيْنِ، حامِلُ لِوَاءِ الشَّرِيعَةِ والْحَقِيقَةِ، ومَعْدِنُ السُّلُوكِ والطَّرِيقَةِ، ذُو التَّآلِيفِ الْمُفِيدَةِ والتَّصَانِيفِ الْعَدِيدَةِ، الْعالِمُ الرَّبَّانِيُّ والْقُطُبُ الصَّمَدَانِيُّ، والشَّرِيفُ النَّوْرَانِيُّ الشَّيْخُ الْحُسَيْنُ الْوَرْثِيلاَنِيُّ نِسْبَةً إلَى بَنِي وَرْثِيلاَنَ قَبِيلَةٍ بِالْمَغْرِبِ الأَوْسَطِ قُرْبَ بِجَايَةَ التَّابِعَةِ لِلْجَزَائِرِ. كانَ رَحِمَهُ اللهُ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، شَدِيدَ السَّطْوَةِ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، لَيْلَهُ قائِمٌ ونَهَارَهُ صَائِمٌ:
تَرَاهُ يُصَلِّي لَيْلَهُ ونَهَارَهُ * يَظَلُّ كَثِيرَ الذِّكْرِ للهِ سائحاً
مُتَعَلِّقاً بِرَبِّ الأَرْبابِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى الْكَرِيمِ الْوَهَّابِ، قَدِ اسْتَوَى عِنْدَهُ الذَّهَبُ والتُّرَابُ فَهُوَ تَرَكَ الْجِيفَةَ لِلْكِلاَبِ ورَأَى الْمُصْطَفَى فِي الْمَنَامِ فَاحْتَضَنَهُ فَأَوَّلَ ذَلِكَ بِزُهْدِهِ فِي الدُّنْيَا والْحُطَامِ.
[...]
ونَصَرَ اللهُ بِهِ الدِّينَ وقَطَعَ بِهِ دَابِرَ الْمُلْحِدِينَ ولَمْ يَزَلْ مُتَضَرِّعاً للهِ فِي السِّرِّ والنَّجْوَى يَصْدَعُ بِالْحَقِّ ويُقِيمُ السُّنَّةَ صادِقَ اللَّهْجَةِ، واضِحَ الْمَحَجَّةِ، مُسْتَقِيمَ الْحُجَّةِ. قَصَدَ بَيْتَ اللهِ مِراراً وحَجَّهُ طَاهِرَ الْجَنَانِ، رَطْبَ اللِّسانِ، ناشِطَ الأَعْضَاءِ في الْعِبادَةِ والأرْكَانِ،
حَلَفَ الزَّمَانُ لَيَأْتِيَنَّ بِمِثْلِهِ * حَنَثَتْ يَمِينُكَ يَا زَمَانُ فَكَفَرْ
أَخَذَ الْعِلْمَ عَنْ وَالِدِهِ وأَشْيَاخِ وَطَنِهِ ثُمَّ رَحَلَ إلَى الْمَشْرِقِ فَحَجَّ [...] واجْتَمَعَ بِالشّيْخِ الْهماق صاحِبِ الطَّرِيقَةِ الْمَشْهُورَةِ بِالْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ ودَخَلَ مِصْرَ الْقَاهِرَةِ فَوَجَدَها طَافِحَةً بِالْعِلْمِ والْعُلَمَاءِ، نَيِّرَةً زاهِرَةً فَكَرَعَ واسْتَفَادَ وأَخَذَ الْعُلُومَ الْعالِيَةَ عَنْ أُولَئِكَ الأُسُودِ والأَسْيَادِ. فَمِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ: الصَّعِيدِيُّ والْحَفْناوِيُّ والْجَوْهَرِيُّ والنَّفْرَاوِيُّ والْعَفِيفِيُّ والسَّيِّدُ الْبُلَيْدِيُّ والْمَلَوِيُّ والصَّبَّاغُ والْعَمْرُوسِيُّ وخَلِيلٌ الأَزْهَرِيُّ وعُمَرُ الطَّحْلاَوِيُّ والزِّيَّاتِيُّ والإشْبِيلِيُّ وأبُو الْقاسِمِ الرَّبِيعِيُّ والْهاشِمِيُّ وابْنُ شُعَيْبٍ والْكُرْدِيُّ والْفَيُّومِيُّ وأَجَازُوهُ فِي الْعِلْمَيْنِ ثُمَّ رَجَعَ مِنَ الْمَشْرِقِ بَعْدَ أَنِ امْتَلأَ وِطابُهُ وفَاضَ عُبَابُهُ فَعَلَّمَ وأَفادَ وأَلَّفَ وأَجَادَ ودَعَا إلَى اللهِ الْعِبادَ وقَهَرَ الْجَهَلَةَ أَهْلَ التَّصَعُّبِ والْعِنَادِ، فَمِنْ تَآلِيفِهِ "الرِّحْلَةُ السَّنِيَّةُ" الّتي سارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ [...] ومِنْها "شَرْحُهُ عَلَى الْمَنْظُومَةِ الْقُدُسِيَّةِ لِلشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَخْضَرِيِّ فِي التَّصَوُّفِ و"حاشِيَةٌ عَلى السَّكْتَانِيِّ " و"كِتابُ الْمرادِيِّ" و"قَصِيدَةٌ فِيها خَمْسُمِئَةِ بَيْتٍ فِي مَدْحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَالْهَمْزِيَّةِ لَكِنَّها مِيمِيَّةٌ و"شَرْحٌ عَلَى (ال)خُطْبَةِ الصُّغْرَى" و"رِسالَةٌ جَوَاباً عَلَى قَوْلِ بَعْضِهِمْ: خُضْتَ بَحْراً وفُقْتَ الأَنْبِياءَ بِساحِلِهِ" و"رِسالَةٌ فِي حَلِّ اللُّغْزِ الّذِي أَرْسَلَهُ سَيِّدِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْمِلْيَانِيُّ إلَى عُلَمَاءِ فَاسَ فَعَجَزُوا عَنْهُ.
(مقتبس من التّرجمة الموضوعة للمؤلّف في كتاب الرّحلة، تحقيق العلاّمة محمّد بن أبي شنب)
الطّبعة الثّانية، بيروت، 1974

نشكرك على الموضوع ، و معروف أهن أهل بن يورثيلان أهل علم و دين
لكن قرات مؤخرا عن شخصية من ضواحي بني ورثيلان قيل انه اول من الف
في علم الاجتماع : أحفظ شطرا من اسمه وهو ( اولحبيب)
اريد معلومات عنه اذا توفرت عندكم

وقُلْ رَبِّ زِدْنا عِلْما.

هذا لا أعرفه ومن نفعنا بمعلومات عنه له الشّكر.

أشكرك على الموضوع ، فمن لا يسمع برحلة الحسين الورثيلاني و التي دوّن خلالها كل ما عايشه أثناء رحلته إلى الحجاز؟
أما ما ذكرته يا فاتح بخصوص الشيخ أولحبيب ، فهو عين الصواب ، واسمه الكامل :
الشيخ الموهوب أولحبيب الذي كان يقطن قرية نائية ببلدية عين لقراج.

سأخصص مساحة لهذا العالم الفلكي اللغوي الكبير الذي لا يعرفه أحد، و مع ذلك
سيعرفه أغلب الناس لاحقا بفعل اجتهاد أحفاده.

نستعجل ذلك.

المهوب اولحبيب كان يقطن قرية اسمها رصفة

إذا أردت معرفة المزيد عن العالم الشيخ الموهوب أولحبيب و مكتبته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كثيرا كثيرا
بارك الله فيك
جزاك الله جنة الفردوس