حياة الصحابة _ دروس و عبر _
+3
aissa.b
نجمة سيّدأحمد
عاشق الجنه
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حياة الصحابة _ دروس و عبر _
سنتكلم عن رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
أولئك الذين قال الله تعالى فيهم " من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
بطل القصة في هذه المرة الصحابي الجليل : [ مصعب بن عمير ] .
إنه غُرَّةُ فتيان قريش ، ولد في النعمة ، وغُذِّي بها ، وشبَّ تحت خمائلها …
ذلك الفتى الريان ، المدلل المنعم ، حديث حسان مكة ، ولؤلؤة نداوتها ومجالسها ، إنه واحد من أولئك الأبطال الذين صاغهم الإسلام ورباهم " محمد " عليه الصلاة والسلام ….
لقد سمع الفتى ذات يوم ، ما بدأ أهل مكة يسمعونه عن محمد الأمين …
" محمد " الذي يقول إن لله أرسله بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى عبادة الله الواحد الأحد ، أرسل الله عز وجل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا هم لها ، ولا حديث يشغلها إلا الرسول r ودينه ، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعاً لهذا الحديث .
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه ، يجتمعون بعيداً عن فضول قريش وأذاها … هناك على الصفا في دار " الأرقم بن أبي الأرقم " فلم يطل ذلك الفتى التردد ، التلبث والانتظار ، بل انطلق ذات مساء إلى " دار الأرقم " على جبل الصفا تسبقه أشواقه ورؤاه …
ولم تكد تنساب الآيات من لسان الرسول متألقة على شفتيه ، آخذةً طريقها إلى الأسماع والأفئدة ، حتى كان فؤاد " ابن عمير " في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود … فآمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد r .
كانت أم مصعب " خناس بنت مالك " تتمتع بقوة فذة في شخصيتها ، وكانت تهاب إلى حد الرهبة …ولم يكن " مصعب " حين أسلم يحذر أو يخاف قوة على ظهر الأرض قوة سوى أمه .
فلو أن مكة بكل أصنامها وأشرافها وصحرائها ، استحالت هولاً يقارعه ويصارعه ، لاستخف به " مصعب " إلى حين … أم خصومة أمه ، فهذا هو الهول الذي لا يطاق … ! ولذلك قرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
فكان يتردد على الأرقم خفية ، وأمه التي لا تعلم عن إسلامه خبراً …
ولكنه مكة ، وفي تلك الأيام بالذات ، لا يخفى فيها سر ، فعيون قريش وآذانها وأجهزة الرصد لها على كل طريق ، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة ، الواسية …
ولقد أبصر به " عثمان بن طلحة " وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم … ثم رآه مرة أخرى وهو يصلى كصلاة محمد ، فسابق ريح الصحراء وزوابعها في نقل الخبر ، شاخصاً إلى أم مصعب ، ذلك الذي طار بصوابها … واستدعت الأم ولدها ووقف " مصعب " أمام أمه ، وعشيرته وذويه ومحبيه ، وأشراف مكة المجتمعين حوله يتلو عليهم آيات القرآن الكريم البينات عليهم في يقين الحق وثباته ، ذلك القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم ، ويملؤها به حكمة ، وعدلاً وتقى .
وهمت أمه أن تسكنه بلطمة قاسية ، ولكن اليد التي امتدت كالسهم نحوه ما لبثت أن استرخت وترنحت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالاً يفرض الاحترام ، ولكن إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى ، ومع ذلك فإنها تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر ….
وهكذا مضت به إلى ركن قصي من أركان دارها ، وحبسته فيه ، وأحكمت عليه إغلاقه ، وظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة ، فاحتال إلى نفسه حين سمع النبأ ، وغافل أمه وحراسته ، ومضى إلى الحبشة مهاجراً أوَّاباً .
خرج يوماً على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله r حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعاً شجياً .. ذلك أنهم رأوه .. يرتدي جلباباً مرقعاً بالياً ، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة ، وألقاً وعطراً .
[ لقد رأوه وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ، ولكنه ترك ذلك كله حباً لله ورسوله ] .. ! لقد منعته أمه حين يأست من ردته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة .. وأبت أن يأكل طعامها إنساناً هجر الآلهة ، حتى لو كان هذا الإنسان هو ابنها .. ! وفلذة كبدها وأحب الناس إليها .
وبعد رجوعه من الحبشة حاولت حبسه مرة أخرى ، فآلي على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه .. وإنها لتعلم صدق عزمه إذا هم وعزم .
فقالت : اذهب لشأنك ، لم أعد لك أماً : اقترب منها في رفق ولين وقال : [ يا أُمَّه ، إني لك ناصح ، وعليك شفوق ، فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ] أجابته غاضبة مهتاجة : " قسماً بالثواقب لا أدخل في دينك ، فيزري برأيي ، ويضعف عقلي " … ! وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثراً الشظف والفاقة .. وأصبح الفتى المتأنق المعطَّر ، لا يُرى إلا مرتدياً أخشن الثياب ، يأكل يوماً ويجوع يوماً وبعد عودته من الحبشة اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها .. أن يكون سفيره إلى المدينة ، يقفه الأنصار الذين آمنوا به وبايعوه عند العقبة ، ويدخل غيرهم في دين الله ويعد المدينة ليوم الهجرة العظيم …
كان في أصحاب الرسول يومئذٍ من هم أكبر منه سناً وأكثر جاهاً ، وأقرب من الرسول قرابة ..
ولكن الرسول اختار مصعب الخير ، وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة ، ويلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة ، ومنطلق الدعوة والدعاة ، والمبشرين والغزاة ، وحمل [ مصعب ] الأمانة مستعيناً بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم … ولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه ، فدخلوا في دين الله أفواجا .
لقد جاءها يوم بعثة الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلماً هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ، ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله ولرسوله … ؟
هنالك نهض في ضيافة " أسعد بن زرارة " يغشيان معاً القبائل والبيوت والمجالس ، تالياً على الناس ما معه من كتاب ربه .
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الناس " أسيد بن حضير " سيد بني عبد الأشهل بالمدينة ، فاجأه شاهراً حربته ، يتوهج غضباً وحنقاً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينه .. ويدعوهم لهجر آلهتهم ، ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل ، وما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون " مصعباً " مقدم " أسيد بن حضير " متوحشاً غضبه المتلضي حتى وجدوا … لكن " مصعب الخير " ظل ثابتاً ، وديعاً ، متهللاً ، وقف أسيد أمامه مهتاجاً ، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة : " ما جاء بكما إلى حيِّنا ، تسفهان ضعفائنا .. ؟ اعتزلانا ، إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة "… !!
وفي مثل هدوء البحر وقوته ..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته .. انفجرت أسارير مصعب الخير وتحرك بالحديث الطيب لسانه فقال :
[ أولاً تجلس فتسمع .. ؟ ! فإن رضيت أمرنا قبلته .. وإن كرهته كففنا عنك ما تكره ] ..
الله أكبر .. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام .. !!
كان " أسيد " رجلاً أريباً عاقلاً .. وها هوذا يرى مصعباً يحتكم معه إلى ضميره .. فيدعوه إلى أن يسمع لا غير .. فإن اقتنع ، تركه لاقتناعه ، وإن لم يقتنع ترك " مصعب " حيهم وعشيرتهم ، وتحول إلى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضار ولا مضار ..
هنالك أجابه " أسيد " قائلاً : أنصفت .. وألقى حربته إلى الأرض وجلس يُصغي .. ولم يكد مصعب يقرأ القرآن ، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبد الله r ، حتى أخذت أسارير " أسيد " تبرق وتشرق .. وتتغير مع مواقع الكلام .
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به " أسيد ين حضير " وبمن معه قائلاً :
" ما أحسن هذا القول وأصدقه … كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين " .. ؟؟
وأجابوه بتهليلة رجت الأرض رجاً ، ثم قال له مصعب :
[ يطهر ثوبه وبدنه ، ويشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ] .
فغاب " أسيد " عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه ، ووقف يعلن أنه يشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله …
وسرى الخبر كالضوء … وجاء " سعد بن معاذ " فأصغى لمصعب واقتنع ، وأسلم ، ثم تلاه " سعد بن عبادة " … وتمت بإسلامهم النعمة ، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون : إذا كان أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وسعد ابن عبادة قد أسلموا ، ففيم تخلفنا … ؟ هيا إلى مصعب ، لنؤمن معه ، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه … !!
لقد نجح أول سفراء الرسول r نجاحاً منقطع النظير .. نجاحاً هو له أهل ، وبه جدير ..
وتمضي الأيام والأعوام ، وتجيء غزوة أحد .. ويعبئ المسلمون أنفسهم ، ويقف الرسول r وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية واللواء ويقع الاختيار على مصعب الخير ويدعو مصعب الخير ، فيتقدم ويحمل اللواء ..
وتشب المعركة الرهيبة ، ويحتدم القتال ، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه السلام ، ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين ، لكن عملهم هذا ، سرعان ما يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة .. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، وأخذت السيوف الظامئة المجنونة تركز على رسول الله r لينالوا منه .
وأخذ مصعب يقاتل كأنه جيش لَجبٌ عزيز ليرد الكيد عن رسول الله r .
يد تحمل الراية في تقديس…ويد تضرب بالسيف في عنفوان…وأخذ الأعداء يتكاثرون على مصعب،يريدون ان يعبروا فوق جثته الى رسول الله لينالوا منه ويقبل عليه ابن قميئة وهو فارس،فضربه على يده اليمنى فقطعها،ومصعب يقول:وما محمدٌ الا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل…"وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه،فضرب يده اليسرى فقطعها،فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول:وما محمدُ الا رسولُ قد خلت من قبله الرسل…"ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه فىجسده واندق،ووقع مصعب،وسقط اللواء"…وقع مصعب..وسقط اللواء…!! وقع حِلية الشهادة ، وكوكبُ الشهداء..!!وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان…ووقع وهو يعزى نفسه قائلاً مع كل ضربة يقتلع منه ذراعاً :"وما محمدُ الا رسولُ قد خلت من قبله الرسل".. وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..وعند جثمان مصعب،سالت دموع غزيرة وفية..هذا الشاب الذى كان لا يرى قبل اسلامه الا منعماً مدللاً متالقاًمتعطراً،ها هو اليوم لا يجدون ما يغطون به جسده الا نمرة كان اذا وعت على رأه تعرت رجلاه،واذا وضعت على رجليه برزت رأسه،فقال المصطفىصلى الله عليه وسلم"اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر"…يقول خباب بن الأرتّ :"هاجرنا مع رسول اللهr
في سبيل الله، نبتغي وجه الله،فوجبَ أجرنا على الله..فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئاً ـ منهم مصعب بن عمير ـ قُتل يوم أحد..فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نَمِرَة…فكنا اذا وضعناها على رأسه تَعرت رجلاه ، واذا وضعناه على رجليه برزت رأسه ، فقال لنا رسول الله rاجعلوها مما يلي رأسه،واجعلوها على رجليه من نبات الإذخر"…وصدق الله العظيم [من المؤمنين رجالُُ صدقوا ما عاهدوا الله عليه]… وقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام عند ذلك الجثمان الطاهر يتأملون هذا الشاب الذى كان منعماً مدللاً في مكة وما بها أرق حلة منه،ولا أحسن لِمّةً منه ، ثم ها هو اليوم يكفن بنمرة اذا وضعت على رأسه تعرٌت رجلاه واذا وضعت على رجليه برزت رأسه.فالسلام عليك يا مصعب الخير،والسلام عليكم معشر الشهداء..،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. [من الدروس المستفادة من قصة هذا الصحابى الجليل] 0
1 - اذا رسخت محبة الله عز وجل في قلب العبد المؤمن وعمقت جذورها كانت مرضاه الله هي الغاية من كل شيء وآثره على كل شيء وضحى من اجله بكل شيء ، فانظر الى ذلك الشاب الريان المنعم مصعب بن عمير الذى غُذيَّ بالنعمة وشب تحت خمائلها كيف دفعته محبة الله عز وجل ومحبة رسوله الى الخروج من تلك النعمة الوافرة الى حياة الشظف والفاقة فاصبح لا يرى الا مرتدياً أخشن الثياب يأكل يوماً ويجوع يوماً .
2-ان العبد اذا انشرح صدره للإيمان فإنَّ اعتي قوى المعارضة التي تعترضه هي المعارضة الداخلية التي تنشأ من داخل البيت ، ولست القوى الخارجية ، فلو أن مكة بكل أصنامها وأشرافها وصحرائها استحالاً هولاً يصارع مصعب لاستخف بها ولكنه كان يهاب أمه التي تتمتع بقوة شخصتها الى حد الرهبة.
3 -من أسباب العز والنصر والتمكين وضع الرجل المناسب في المكان المناسب،فقد اختار المصطفى r مصعباً ليكون سفيره الى المدينة يفقهُ الأنصار الذين بايعوا المصطفى بيعة العقبة الأولى ،ويدعوا غيرهم الى دين الله ويُعدُ المدينة ليوم الهجرة العظيم،ولقد دخل مصعب المدينة ولم يكن بها سوى اثني عشر مسلماَ ، وهم الذين بايعوا الرسول بيعة العقبة الأولى،ولم يكد يقيم بينهم حتى استجاب معظم أهل المدينة لله ورسوله .
4-الفطنة وفقه الدعوة واللين والقدرة على الإقناع هي من أهم الأسلحة التي يتسلح بها الدعاة فما دخل اللين في شيء الا وازنه وما نُزع منه الا وشانه،…فانظر الى أسيد بن حضير كيف كان شاهراً حربته متوهجاً غضباً وحنقاً على هذا الفتى الى جاء يُفتنُ قوم أسيد عن دينهم،واذا به يقابله مصعب مثل هدوء البحر وقوته ،وفي مثل ضوء الفجر ووداعته،ينساب منه الكلم الطيب على لسانه"أولا تجلس فتستمع.؟ فإذا رضيت أمرنا قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره ، دعاه الى الاحتكام الى الضمير فما كان من أسيد إلا أن قال : أنصفت وجلس يصغى.
5-إنَّ إسلام رؤوس القوم قد يكون رحمة بالعناصر ، وإن إسلام الزعماء والرؤساء والتزامهم بدين الله تعالى يكون رحمة بالشعوب،فمجرد ما أسلم أسيد بن حضير،وسعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة لم يكن أمام الباقين الا الدخول مهرولين أفواجاً في دين الله تعالى.
6- إن واجب حماية هذا الدين ، والدفاع عنه ، قد يكلف الإنسان حياته في سبيل دينه ، فها هو مصعب يحمل اللواء يوم أحد فتقطع يده اليمنى ثم اليسرى ، ثم يطعن بالرمح فيخرُ شهيداً بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والإيمان .
أولئك الذين قال الله تعالى فيهم " من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
بطل القصة في هذه المرة الصحابي الجليل : [ مصعب بن عمير ] .
إنه غُرَّةُ فتيان قريش ، ولد في النعمة ، وغُذِّي بها ، وشبَّ تحت خمائلها …
ذلك الفتى الريان ، المدلل المنعم ، حديث حسان مكة ، ولؤلؤة نداوتها ومجالسها ، إنه واحد من أولئك الأبطال الذين صاغهم الإسلام ورباهم " محمد " عليه الصلاة والسلام ….
لقد سمع الفتى ذات يوم ، ما بدأ أهل مكة يسمعونه عن محمد الأمين …
" محمد " الذي يقول إن لله أرسله بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى عبادة الله الواحد الأحد ، أرسل الله عز وجل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا هم لها ، ولا حديث يشغلها إلا الرسول r ودينه ، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعاً لهذا الحديث .
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه ، يجتمعون بعيداً عن فضول قريش وأذاها … هناك على الصفا في دار " الأرقم بن أبي الأرقم " فلم يطل ذلك الفتى التردد ، التلبث والانتظار ، بل انطلق ذات مساء إلى " دار الأرقم " على جبل الصفا تسبقه أشواقه ورؤاه …
ولم تكد تنساب الآيات من لسان الرسول متألقة على شفتيه ، آخذةً طريقها إلى الأسماع والأفئدة ، حتى كان فؤاد " ابن عمير " في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود … فآمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد r .
كانت أم مصعب " خناس بنت مالك " تتمتع بقوة فذة في شخصيتها ، وكانت تهاب إلى حد الرهبة …ولم يكن " مصعب " حين أسلم يحذر أو يخاف قوة على ظهر الأرض قوة سوى أمه .
فلو أن مكة بكل أصنامها وأشرافها وصحرائها ، استحالت هولاً يقارعه ويصارعه ، لاستخف به " مصعب " إلى حين … أم خصومة أمه ، فهذا هو الهول الذي لا يطاق … ! ولذلك قرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
فكان يتردد على الأرقم خفية ، وأمه التي لا تعلم عن إسلامه خبراً …
ولكنه مكة ، وفي تلك الأيام بالذات ، لا يخفى فيها سر ، فعيون قريش وآذانها وأجهزة الرصد لها على كل طريق ، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة ، الواسية …
ولقد أبصر به " عثمان بن طلحة " وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم … ثم رآه مرة أخرى وهو يصلى كصلاة محمد ، فسابق ريح الصحراء وزوابعها في نقل الخبر ، شاخصاً إلى أم مصعب ، ذلك الذي طار بصوابها … واستدعت الأم ولدها ووقف " مصعب " أمام أمه ، وعشيرته وذويه ومحبيه ، وأشراف مكة المجتمعين حوله يتلو عليهم آيات القرآن الكريم البينات عليهم في يقين الحق وثباته ، ذلك القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم ، ويملؤها به حكمة ، وعدلاً وتقى .
وهمت أمه أن تسكنه بلطمة قاسية ، ولكن اليد التي امتدت كالسهم نحوه ما لبثت أن استرخت وترنحت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالاً يفرض الاحترام ، ولكن إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى ، ومع ذلك فإنها تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر ….
وهكذا مضت به إلى ركن قصي من أركان دارها ، وحبسته فيه ، وأحكمت عليه إغلاقه ، وظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة ، فاحتال إلى نفسه حين سمع النبأ ، وغافل أمه وحراسته ، ومضى إلى الحبشة مهاجراً أوَّاباً .
خرج يوماً على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله r حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعاً شجياً .. ذلك أنهم رأوه .. يرتدي جلباباً مرقعاً بالياً ، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة ، وألقاً وعطراً .
[ لقد رأوه وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ، ولكنه ترك ذلك كله حباً لله ورسوله ] .. ! لقد منعته أمه حين يأست من ردته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة .. وأبت أن يأكل طعامها إنساناً هجر الآلهة ، حتى لو كان هذا الإنسان هو ابنها .. ! وفلذة كبدها وأحب الناس إليها .
وبعد رجوعه من الحبشة حاولت حبسه مرة أخرى ، فآلي على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه .. وإنها لتعلم صدق عزمه إذا هم وعزم .
فقالت : اذهب لشأنك ، لم أعد لك أماً : اقترب منها في رفق ولين وقال : [ يا أُمَّه ، إني لك ناصح ، وعليك شفوق ، فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ] أجابته غاضبة مهتاجة : " قسماً بالثواقب لا أدخل في دينك ، فيزري برأيي ، ويضعف عقلي " … ! وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثراً الشظف والفاقة .. وأصبح الفتى المتأنق المعطَّر ، لا يُرى إلا مرتدياً أخشن الثياب ، يأكل يوماً ويجوع يوماً وبعد عودته من الحبشة اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها .. أن يكون سفيره إلى المدينة ، يقفه الأنصار الذين آمنوا به وبايعوه عند العقبة ، ويدخل غيرهم في دين الله ويعد المدينة ليوم الهجرة العظيم …
كان في أصحاب الرسول يومئذٍ من هم أكبر منه سناً وأكثر جاهاً ، وأقرب من الرسول قرابة ..
ولكن الرسول اختار مصعب الخير ، وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة ، ويلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة ، ومنطلق الدعوة والدعاة ، والمبشرين والغزاة ، وحمل [ مصعب ] الأمانة مستعيناً بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم … ولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه ، فدخلوا في دين الله أفواجا .
لقد جاءها يوم بعثة الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلماً هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ، ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله ولرسوله … ؟
هنالك نهض في ضيافة " أسعد بن زرارة " يغشيان معاً القبائل والبيوت والمجالس ، تالياً على الناس ما معه من كتاب ربه .
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الناس " أسيد بن حضير " سيد بني عبد الأشهل بالمدينة ، فاجأه شاهراً حربته ، يتوهج غضباً وحنقاً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينه .. ويدعوهم لهجر آلهتهم ، ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل ، وما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون " مصعباً " مقدم " أسيد بن حضير " متوحشاً غضبه المتلضي حتى وجدوا … لكن " مصعب الخير " ظل ثابتاً ، وديعاً ، متهللاً ، وقف أسيد أمامه مهتاجاً ، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة : " ما جاء بكما إلى حيِّنا ، تسفهان ضعفائنا .. ؟ اعتزلانا ، إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة "… !!
وفي مثل هدوء البحر وقوته ..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته .. انفجرت أسارير مصعب الخير وتحرك بالحديث الطيب لسانه فقال :
[ أولاً تجلس فتسمع .. ؟ ! فإن رضيت أمرنا قبلته .. وإن كرهته كففنا عنك ما تكره ] ..
الله أكبر .. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام .. !!
كان " أسيد " رجلاً أريباً عاقلاً .. وها هوذا يرى مصعباً يحتكم معه إلى ضميره .. فيدعوه إلى أن يسمع لا غير .. فإن اقتنع ، تركه لاقتناعه ، وإن لم يقتنع ترك " مصعب " حيهم وعشيرتهم ، وتحول إلى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضار ولا مضار ..
هنالك أجابه " أسيد " قائلاً : أنصفت .. وألقى حربته إلى الأرض وجلس يُصغي .. ولم يكد مصعب يقرأ القرآن ، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبد الله r ، حتى أخذت أسارير " أسيد " تبرق وتشرق .. وتتغير مع مواقع الكلام .
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به " أسيد ين حضير " وبمن معه قائلاً :
" ما أحسن هذا القول وأصدقه … كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين " .. ؟؟
وأجابوه بتهليلة رجت الأرض رجاً ، ثم قال له مصعب :
[ يطهر ثوبه وبدنه ، ويشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ] .
فغاب " أسيد " عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه ، ووقف يعلن أنه يشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله …
وسرى الخبر كالضوء … وجاء " سعد بن معاذ " فأصغى لمصعب واقتنع ، وأسلم ، ثم تلاه " سعد بن عبادة " … وتمت بإسلامهم النعمة ، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون : إذا كان أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وسعد ابن عبادة قد أسلموا ، ففيم تخلفنا … ؟ هيا إلى مصعب ، لنؤمن معه ، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه … !!
لقد نجح أول سفراء الرسول r نجاحاً منقطع النظير .. نجاحاً هو له أهل ، وبه جدير ..
وتمضي الأيام والأعوام ، وتجيء غزوة أحد .. ويعبئ المسلمون أنفسهم ، ويقف الرسول r وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية واللواء ويقع الاختيار على مصعب الخير ويدعو مصعب الخير ، فيتقدم ويحمل اللواء ..
وتشب المعركة الرهيبة ، ويحتدم القتال ، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه السلام ، ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين ، لكن عملهم هذا ، سرعان ما يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة .. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، وأخذت السيوف الظامئة المجنونة تركز على رسول الله r لينالوا منه .
وأخذ مصعب يقاتل كأنه جيش لَجبٌ عزيز ليرد الكيد عن رسول الله r .
يد تحمل الراية في تقديس…ويد تضرب بالسيف في عنفوان…وأخذ الأعداء يتكاثرون على مصعب،يريدون ان يعبروا فوق جثته الى رسول الله لينالوا منه ويقبل عليه ابن قميئة وهو فارس،فضربه على يده اليمنى فقطعها،ومصعب يقول:وما محمدٌ الا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل…"وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه،فضرب يده اليسرى فقطعها،فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول:وما محمدُ الا رسولُ قد خلت من قبله الرسل…"ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه فىجسده واندق،ووقع مصعب،وسقط اللواء"…وقع مصعب..وسقط اللواء…!! وقع حِلية الشهادة ، وكوكبُ الشهداء..!!وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان…ووقع وهو يعزى نفسه قائلاً مع كل ضربة يقتلع منه ذراعاً :"وما محمدُ الا رسولُ قد خلت من قبله الرسل".. وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..وعند جثمان مصعب،سالت دموع غزيرة وفية..هذا الشاب الذى كان لا يرى قبل اسلامه الا منعماً مدللاً متالقاًمتعطراً،ها هو اليوم لا يجدون ما يغطون به جسده الا نمرة كان اذا وعت على رأه تعرت رجلاه،واذا وضعت على رجليه برزت رأسه،فقال المصطفىصلى الله عليه وسلم"اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر"…يقول خباب بن الأرتّ :"هاجرنا مع رسول اللهr
في سبيل الله، نبتغي وجه الله،فوجبَ أجرنا على الله..فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئاً ـ منهم مصعب بن عمير ـ قُتل يوم أحد..فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نَمِرَة…فكنا اذا وضعناها على رأسه تَعرت رجلاه ، واذا وضعناه على رجليه برزت رأسه ، فقال لنا رسول الله rاجعلوها مما يلي رأسه،واجعلوها على رجليه من نبات الإذخر"…وصدق الله العظيم [من المؤمنين رجالُُ صدقوا ما عاهدوا الله عليه]… وقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام عند ذلك الجثمان الطاهر يتأملون هذا الشاب الذى كان منعماً مدللاً في مكة وما بها أرق حلة منه،ولا أحسن لِمّةً منه ، ثم ها هو اليوم يكفن بنمرة اذا وضعت على رأسه تعرٌت رجلاه واذا وضعت على رجليه برزت رأسه.فالسلام عليك يا مصعب الخير،والسلام عليكم معشر الشهداء..،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. [من الدروس المستفادة من قصة هذا الصحابى الجليل] 0
1 - اذا رسخت محبة الله عز وجل في قلب العبد المؤمن وعمقت جذورها كانت مرضاه الله هي الغاية من كل شيء وآثره على كل شيء وضحى من اجله بكل شيء ، فانظر الى ذلك الشاب الريان المنعم مصعب بن عمير الذى غُذيَّ بالنعمة وشب تحت خمائلها كيف دفعته محبة الله عز وجل ومحبة رسوله الى الخروج من تلك النعمة الوافرة الى حياة الشظف والفاقة فاصبح لا يرى الا مرتدياً أخشن الثياب يأكل يوماً ويجوع يوماً .
2-ان العبد اذا انشرح صدره للإيمان فإنَّ اعتي قوى المعارضة التي تعترضه هي المعارضة الداخلية التي تنشأ من داخل البيت ، ولست القوى الخارجية ، فلو أن مكة بكل أصنامها وأشرافها وصحرائها استحالاً هولاً يصارع مصعب لاستخف بها ولكنه كان يهاب أمه التي تتمتع بقوة شخصتها الى حد الرهبة.
3 -من أسباب العز والنصر والتمكين وضع الرجل المناسب في المكان المناسب،فقد اختار المصطفى r مصعباً ليكون سفيره الى المدينة يفقهُ الأنصار الذين بايعوا المصطفى بيعة العقبة الأولى ،ويدعوا غيرهم الى دين الله ويُعدُ المدينة ليوم الهجرة العظيم،ولقد دخل مصعب المدينة ولم يكن بها سوى اثني عشر مسلماَ ، وهم الذين بايعوا الرسول بيعة العقبة الأولى،ولم يكد يقيم بينهم حتى استجاب معظم أهل المدينة لله ورسوله .
4-الفطنة وفقه الدعوة واللين والقدرة على الإقناع هي من أهم الأسلحة التي يتسلح بها الدعاة فما دخل اللين في شيء الا وازنه وما نُزع منه الا وشانه،…فانظر الى أسيد بن حضير كيف كان شاهراً حربته متوهجاً غضباً وحنقاً على هذا الفتى الى جاء يُفتنُ قوم أسيد عن دينهم،واذا به يقابله مصعب مثل هدوء البحر وقوته ،وفي مثل ضوء الفجر ووداعته،ينساب منه الكلم الطيب على لسانه"أولا تجلس فتستمع.؟ فإذا رضيت أمرنا قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره ، دعاه الى الاحتكام الى الضمير فما كان من أسيد إلا أن قال : أنصفت وجلس يصغى.
5-إنَّ إسلام رؤوس القوم قد يكون رحمة بالعناصر ، وإن إسلام الزعماء والرؤساء والتزامهم بدين الله تعالى يكون رحمة بالشعوب،فمجرد ما أسلم أسيد بن حضير،وسعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة لم يكن أمام الباقين الا الدخول مهرولين أفواجاً في دين الله تعالى.
6- إن واجب حماية هذا الدين ، والدفاع عنه ، قد يكلف الإنسان حياته في سبيل دينه ، فها هو مصعب يحمل اللواء يوم أحد فتقطع يده اليمنى ثم اليسرى ، ثم يطعن بالرمح فيخرُ شهيداً بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والإيمان .
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
وأنا أقرأ الفقرات الأولى من القصّة، ظننتها من إنشاءك يا عاشق الجنّة فإذا بك تقول بانّها منقولة، فهل نقلتها برمّتها أم أنّك ضمّنتها مقاطع؟
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
اولا اشكرك على المرور
ثانيا .. و الله لم افهم ماذا اردت ان تقولي في ردك ..
معلمتي .. ممكن ان توضحي اكثر ..!!!!
ثانيا .. و الله لم افهم ماذا اردت ان تقولي في ردك ..
معلمتي .. ممكن ان توضحي اكثر ..!!!!
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
هل نقلت القصّة بحذافيرها أم تصرّفت فيها؟ وإذا كنت نقلتها فمن أيّ مصدر؟
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
نقلتها ولم اضف لها و لا حرف
و المصدر هو
منتدى _ ملتقى الارادة -
و المصدر هو
منتدى _ ملتقى الارادة -
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
شكرا على التّوضيح. أرجو قراءة ما يكتبه قلمك أنت عن قريب إن شاء الله.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
لما لا .. ان شاء الله في القريب ....
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
نعم، لا سيّما وأنك في عطلة هذه الأيّام على ما أظنّ...فاغتنمها فرصة وخُطَّ بعض الأسطر.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
مرورك اسعدني
على المرور
على المرور
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
موضوع شيق عن أول سفراء الرسول -ص-
morchid- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العـــــمـــــر : 46
عـــدد المساهمـــات : 275
الـمــــــــــــزاج : طبيعي
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
امين و اياكم
مرور طيب
مرور طيب
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
القابض على الجمر- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
العـــــمـــــر : 34
عـــدد المساهمـــات : 33
الـمــــــــــــزاج : هادئ
رد: حياة الصحابة _ دروس و عبر _
امين و اياكم
على المرور
على المرور
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
كمال- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 1127
الـمــــــــــــزاج : دائما احسن
ليلى 96- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 08/05/2012
العـــــمـــــر : 27
عـــدد المساهمـــات : 303
الـمــــــــــــزاج : مرح
مواضيع مماثلة
» من شعر الصحابة
» صفات الصحابة وزهدهم
» ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم
» نماذج من حب الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام
» أهمية الشعر في حياة الناس
» صفات الصحابة وزهدهم
» ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم
» نماذج من حب الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام
» أهمية الشعر في حياة الناس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس