المساجد الجامعة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المساجد الجامعة
الْمَسَاجِدُ الْجَامِعَةُ
نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقُولَ إِنَّ الْجَامِعَةَ الأُورُوبِّيَّةَ بَدَأَتْ عَلَى نفْسِ النَّمَطِ الّذِي كَانتْ تَسِيرُ عَليْهِ الْجَامِعَةُ الإِسْلاَمِيَّةُ. وإِذَا كَانَتِ الْجَامِعةُ الإِسْلاَمِيَّةُ قَدْ بَدَأَتْ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَإِنَّهَا لَمْ تَقِفْ عِنْدَ الْمَنْهَجِ الدِّينِيِّ الّذِي بَدَأَتْ بِهِ بَلْ تَطَوَّرَتْ مَعَ الْعُصُورِ حَتَّى أَصْبَحَتْ تَجْمَعُ بَيْنَ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ والْمَدَنِيَّةِ، ولاَ يُمْكِنُ لِمُؤَرِّخٍ أَنْ يَنْسَى ذَلِكَ الدَّوْرَ الْعَظِيمَ الّذِي أَدَّتْهُ الْمَسَاجِدُ الْجَامِعَةُ فِي نَشْرِ الْعُلُومِ والثَّقَافَةِ وتَكْوِينِ الْحَضَارَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ.
ذَلِكَ أَنَّ الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ كَانَ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ هُوَ الْجَامِعَةَ الإِسْلاَمِيَّةَ وقَدْ بَدَأَتِ الْمَسَاجِدُ الْجَامِعَةُ فِي مُخْتَلِفِ عَوَاصِمِ الْعَالَمِ الإِسْلاَمِيِّ، فِي أَدَاءِ هَذِهِ الْمَهَمَّةِ الْعِلْمِيَّةِ الْعَظِيمَةِ فِي عَصْرٍ مُبَكِّرٍ. وكَانَ قِيَامُهَا بِهَا فِي الْبِدَايَةِ مِنَ الأُمُورِ الطَّبِيعِيَّةِ الّتِي تَتَّفِقُ مَعَ رُوحِ الثَّقَافَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ الأُولَى، وهِيَ ثَقَافَةٌ تَقُومُ فِي جَوْهَرِهَا عَلَى عُلُومِ الْقُرْآنِ والسُّنَّةِ وقَدْ كَانَ مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ يَكُونَ الْمَسْجِدُ الْجَامِعُ، أَوْ بِعِبَارَةٍ أُخْرَى الْمَسْجِدُ الرَّئِيسِيُّ مَرْكَزاً لِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الثَّقَافَةِ الدِّينِيَّةِ.
فَلَمَّا انْتَهَى الْعَصْرُ الأَوَّلُ وأَخَذَ الطَّابَعُ الدُّنْيَوِيُّ يَظْهَرُ فِي الدَّوْلَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ، بَدَأَتْ الْعُلُومُ الْمَدَنِيَّةُ تَأْخُذُ مَكَانَتَهَا إِلَى جَانِبِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ وبَقِيَ الْمَسْجِدُ الْجَامِعُ، كَمَا كَانَ فِي الْمَاضِي مُنْتَدًى لِهَذِهِ الْعُلُومِ الْجَدِيدَةِ، واسْتَحَالَتْ الْمَسَاجِدُ الْجَامِعَةُ فِي أَنْحَاءِ الْعَوَاصِمِ الإِسْلاَمِيَّةِ الْكُبْرَى إلَى نَوْعٍ مِنَ الْجَامِعَاتِ الدِّينِيَّةِ والْمَدَنِيَّةِ مَعاً، تُدَرَّسُ فِيهَا إِلَى جَانِبِ عُلُومِ الْقُرْآنِ والسُّنَّةِ عُلُومُ اللُّغَةِ والآدَابِ ومَا إِلَيْهَا، وهَكَذَا رَسَخَتْ صِفَةُ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِيَّةُ بِمُضَيِّ الزَّمَنِ ولَمْ يَبْقَ فَقَطْ مَثْوًى لِلصَّلاَةِ والْعِبَادَةِ ولَكِنَّهُ أَصْبَحَ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ مَدْرَسَةً وجَامِعَةً يَجْتَمِعُ فِيهَا مُخْتَلِفُ الْعُلَمَاءِ ويَقْصِدُهَا الطُّلاَّبُ فِي غَيْرِ أَوْقَاتِ الصَّلاَةِ لِلدَّرْسِ والْقِرَاءَةِ عَلَى أَيْدِي أُولَئِكَ الأَسَاتِذَةِ الَّذِينَ كَانُوا أَقْطَابَ عَصْرِهِمْ فِي الْعِلْمِ والدِّينِ.
وقَدْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ الْجَامِعَةُ فِي الْقُرُونِ الثَّلاَثَةِ الأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ، بِالإِضَافَةِ إلَى صِفَتِهَا الدِّينِيَّةِ تُعْتَبَرُ مَرْكَزَ الْقَضَاءِ الأَعْلَى، وقَدْ كَانَ الأسَاتِذَةُ والطُّلاَّبُ يَعْقِدُونَ فِيهَا حَلَقَاتِ الدَّرْسِ كَمَا كَانَ الأَمِيرُ يَخْطُبُ فِيهَا فِي النَّاسِ أَيَّامَ الْجُمُعَةِ، ويَجْتَمِعُ فِيهَا النَّاسُ كُلَّمَا ظَهَرَ أَمْرٌ مِنَ الأُمُورِ الْهَامَّةِ.
كَانَ الْمَسْجِدُ الْجَامِعُ يَجْمَعُ بَيْنَ تِلْكَ الْمَظَاهِرِ والْمَهَامِّ الْخَطِيرَةِ عَلَى أَنَّ الصِّفَةَ الْجَامِعَةَ كَانَتْ تَغْلِبُ عَلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ الْمَشْهُورَةِ فِي تَارِيخِ الْعُلُومِ الْعَرَبِيَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ مِثْلُ: جَامِعِ عَمْرٍو والْجَامِعِ الأَزْهَرِ بِمِصْرَ وجَامِعِ الْقَرَوِيِّينَ بِفَاسَ وجَوَامِعِ قُرْطُبَةَ وإِشْبِيلِيَّةَ وطُلَيْطِلَةَ بِالأَنْدَلُسِ.
وقَبْلَ أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ الْمَسْجِدَ النَّبَوِيَّ بِالْمَدِينَةِ كَانَ مُنْذُ الْعُصُورِ الأُولَى فِي مُقَدِّمَةِ الْمَسَاجِدِ الْجَامِعَةِ، وكَانَتْ حَلَقَاتُ الْحَدِيثِ والْفِقْهِ فِيهِ مِنْ أَشْهَرِ حَلَقَاتِ الْعِلْمِ فِي الْمَشْرِقِ، وقَدْ كَانَ حُضُورُ هَذِهِ الْحَلَقَاتِ يُعْتَبَرُ دَائِماً شَرَفاً عِلْمِيّاً يَتَسَابَقُ إِلَيْهِ الْعُلَمَاءُ الْوَافِدُونَ عَلَى الأُرَاضِي الْمُقَدَّسَةِ، ومَا يَزَالُ الْمَسْجِدُ النَّبَوِيُّ إلَى الْيَوْمِ يَقُومُ بِهَذِهِ الْمَهَمَّةِ الْعِلْمِيَّةِ الْعَظِيمَةِ ومَا زَالَتْ حَلَقَاتُهُ عَامِرَةً بِالأسَاتِذَةِ والْمُسْتَمِعِينَ.
أَمَّا بِمِصْرَ فقَدْ بَدَأَتِ الدِّرَاساتُ الْعَرَبِيَّةُ الإِسْلاَمِيَّةُ بِجَامِعِ عَمْرٍو وكَانَتْ فِي الْبِدَايَةِ تَقْتَصِرُ عَلَى الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ ثُمَّ ضَمَّتْ فِيمَا بَعْدُ جَمِيعَ الْعُلُومِ الأَدَبِيَّةِ الّتِي كَانَتْ مَعْرُوفَةً يَوْمَئِذٍ، وقَدْ قَامَ الْجَامِعُ الأَزْهَرُ بِمَهَمَّتِهِ الْجَامِعِيَّةِ مُنْذُ أَوَاخِرِ الْقَرْنِ الرَّابِعِ الْهِجْرِيِّ ومَا يَزَالُ إلَى يَوْمِنَا هَذَا قَائِماً بِهَا وهُوَ أَبْرَزُ مَثَلٍ لِلْجَامِعَةِ الدِّينِيَّةِ فِي الْعُصُورِ الْوُسْطَى حَيْثُ كَانَتْ تُدَرَّسُ فِيهِ بِالإِضَافَةِ إلَى عُلُومِ النَّحْوِ واللُّغَةِ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلُومِ الْمَدَنِيَّةِ كَالطِّبِّ والْكِيمْيَاءِ والرِّيَاضَةِ والْفَلَكِ والْمُوسِيقَا. وقَدِ احْتَلَّ الأَزْهَرُ مَكَانَتَهُ الْجَامِعِيَّةَ قَبْلَ الْجَامِعَةِ الأُورُبِّيَّةِ بِأَكْثَرِ مِنْ قَرْنَيْنِ ومُعْظَمُ الْجَامِعَاتِ الأُورُوبِّيَّةِ الْعَرِيقَةِ يَرْجِعُ تَارِيخُ ظُهُورِهَا إلَى الْقَرْنِ الثَّانِي عشَرَ الْمِيلاَدِيِّ ومِنْ ذَلِكَ جَامِعَةُ أُوكْسْفُورْدْ وجَامِعَةُ بَارِيسَ.
هَذَا وقَدْ قَامَ جَامِعُ الْقَرَوِيِّينَ بِفَاسَ، وهُوَ أَقْدَمُ مِنَ الْجَامِعِ الأَزْهَرِ بِمِثْلِ الدَّوْرِ الْعِلْمِيِّ الْخَطِيرِ الّذِي قَامَ بِهِ الأَزْهَرُ فِي الْمَشْرِقِ وقَدِ اسْتَمَرَّ عُصُوراً جَامِعَةَ الْمَغْرِبِ الْكُبْرَى. وما يَزَالُ إلَى يَوْمِنَا يُؤَدِّي دَوْرَهُ الْعِلْمِيَّ الْجَلِيلَ فِي صُورَةِ جَامِعَةٍ حَدِيثَةٍ تَجْمَعُ بَيْنَ الْعُلُومِ الْعَرَبِيَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ والْعُلُومِ الْعَصْرِيَّةِ.
وأَمَّا فِي الأَنْدَلُسِ فَقَدْ كَانَتِ الْجَوَامِعُ مُنْذُ قِيَامِهَا مَرَاكِزَ لِدِراسَةِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ واللُّغَوِيَّةِ ثُمَّ اسْتَحَالَتْ بِسُرْعَةٍ إلَى جَامِعاتٍ عِلْمِيَّةٍ يَغْلِبُ عَلَيْهَا الطَّابَعُ الْمَدَنِيُّ. ومُنْذُ أَوَائِلِ الْقَرْنِ الرَّابِعِ الْهَجْرِيِّ نَرَى جَوَامِعَ الأَنْدَلُسِ تَظْهَرُ فِي صُورَتِهَا الْجَامِعِيَّةِ الْوَاضِحَةِ، تَجْذِبُ إلَيْهَا الطُّلاَّبَ لَيْسَ مِنْ أَسْبَانْيَا والْمَغْرِبِ فَحَسْبُ، بَلْ مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْبِلاَدِ الأُورُوبِّيَّةِ ومِنْهُمْ كَثِيرٌ مِنَ الطُّلاَّبِ الْمَسِيحِيِّينَ الّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَ مَثَلَهُمُ الأَعْلَى فِي الدِّرَاسَاتِ الأَنْدَلُسِيَّةِ الّتِي كَانَتْ يَوْمَئِذٍ تَتَفَوَّقَ فِي مَنَاهِجِهَا وعُلُومِهَا عَلى الدِّراسَاتِ الّتِي كَانَتْ تُلْقَى فِي الْبِلاَدِ الأُورُوبِّيَّةِ.
كَانَ جَامِعُ قُرْطُبَةَ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَكْبَرِ جَامِعاتِ الأُنْدَلُسِ وقَدْ نُظِّمَتْ فِيهِ الدِّرَاساتُ الْجَامِعِيَّةُ واجْتَمَعَتْ فِيهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الأَسَاتِذَةِ كَانَتْ تُدَرِّسُ جَمِيعَ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ والْمَدَنِيَّةِ ومِنْهَا الطِّبُّ والرِّيَاضَةُ والطَّبِيعَةُ والْفَلَكُ وهِيَ عُلُومٌ بَلَغَتْ يَوْمَئِذٍ بِالأَنْدَلُسِ كَثِيراً مِنَ التَّقَدُّمِ.
وإلَى جَانِبِ جَامِعِ قُرْطُبَةَ وبَقِيَّةِ جَوَامِعِ الأَنْدلُسِ –وكُلُّهَا تَزْدَحِمُ بِالطُّلاَّبِ- كَانَتِ الدِّرَاسَةُ فِي الْمَسَاجِدِ الْجَامِعَةِ مُنْذُ الْبِدَايَةِ عَلَى نِظَامِ الْحَلَقَاتِ والدُّرُوسِ الّتِي تُعْقَدُ فِي أَرْوِقَةِ الْمَسْجِدِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الطُّلاَّبُ حُوْلَ أُسْتّاذِهِمْ الْمُخْتَارِ.
وقَدْ كَانَتِ الدِّرَاسَةُ فِي الْمَسَاجِدِ الْجَامِعَةِ حُرَّةً لا يَدْفَعُ الطَّالِبُ شَيْئاً مِنَ الرُّسُومِ بَلْ كَانَ الطُّلاَّبُ فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ يَحْصُلُونَ عَلَى الْكُتُبِ وعَلَى الطَّعَامِ والْكِسَاءِ، وَكَانَتْ تُرْصَدُ لِذَلِكَ أَوْقَافٌ وأَمْوَالٌ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَوْ مِنَ الأَغْنِيَاءِ.
وهَكَذَا قَامَتِ الْمَسَاجِدُ الْجَامِعَةُ بِأَعْظَمِ دَوْرٍ فِي نَشْرِ الْعُلُومِ والثَّقَافَةِ فِي أَنْحَاءِ الْعَالَمِ الإِسْلاَمِيِّ كَمَا كَانَ لَهَا دَوْرٌ عَظِيمٌ فِي سَيْرِ التَّعْلِيمِ الأُورُوبِّيِّ وتَطَوُّرِهِ وفِي تَكْوِينِ الْحَضَارَةِ الأُورُوبِّيَّةِ الْحَدِيثَةِ.
محمّد عبدالله عنّان (بتصرّف)
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: المساجد الجامعة
حقا الاروبيون تعلموا من الاسلام وتقدموا اما نحن بعدنا من الاسلام ارجعنا الى التخلف موضوع رائع
رد: المساجد الجامعة
merci pour le sujet
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
رد: المساجد الجامعة
أنا في خدمتكما عفوا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس