قصة معبرة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة معبرة
خرج الطبيب الجراح الشهير واسمه سعيد
من البيت على عجل كي يذهب الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي
الذي سيلقي بحثا فيه وسيلقى تكريما من اكاديمية الجراحين العالمية على انجازاته
الفريدة في علم الطب كان متحمسا جدا ولم يصدق انه وصل الى المطار دون عوائق في
الطريق وصعد الى الطائرة واقلعت وهو يمني النفس بالتكريم الكبير الذي حلم به طوال
حياته المهنية , وفجأة وبعد ساعة من الطيران جاء صوت مضيفة الطيران لتعلن ان
الطائرة اصابها عطل بسبب صاعقة وستهبط اضطراريا في اقرب مطار
توجه الى استعلامات المطاروقال:
انا طبيب عالمي مشهور كل
دقيقة من وقتي تساوي ارواح ناس وانتم تريدون ان ابقى 16 ساعة بانتظار طائرة ؟
هناك مؤتمر عالمي يجب ان اصل اليه .
اجابه الموظف دون اكتراث :
- يادكتور
لست انا من يقرر مواعيد الطائرات ولكن اذا كنت مستعجل لهذا الحد فيمكنك استئجار
سيارة والذهاب بها فالمدينة التي تقصدها لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعات بالسيارة .
رضي سعيد على مضض فهو لا يحب
القيادة لمسافات طويلة واخذ السيارة وظل يسوق وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل
مدرارا واصبح من العسير ان يرى اي شيئ امامه ولم يتنبه الى المنعطف على يمينه وظل
مستمرا بالسير الى الامام وبعد ساعتين من السير المتواصل ايقن انه قد ضل طريقه
واحس بالجوع والتعب فرأى امامه بيتا صغيرا فتوقف عنده ودق الباب فسمع صوتا لامرأة
عجوز يقول :
- تفضل
بالدخول كائنا من كنت فالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة على كرسي
متحرك ان يستعمل تلفونها لان بطارية الهاتف النقال قد نفذت
ضحكت العجوز وقالت :
- اي تلفون
ياولدي ؟ الا ترى اين انت ؟
هنا لا كهرباء ولا ماء حنفية ولا تلفونات
ولكن تفضل واسترح وصب لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك طعام على الطاولة
كل حتى تشبع وتسترد قوتك فامامك طريق طويل يجب ان تعود منه .
شكر سعيد المرأة وجلس يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعي وانتبه فجأة
الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة .
استمرت العجوز بالصلاة والدعاء طويلا فتوجه سعيد لها قائلا :
- يا أم
والله لقد اخجلني كرمك ونبل اخلاقك واغاثتك الملهوف وعسى الله ان يستجيب لكل
دعواتك .
قالت له العجوز :
- ياولدي
انت ابن سبيل اوصى بك الله كل من في قلبه ايمان
واما دعواتي فقد اجابها الله سبحانه وتعالى كلها الا واحدة ولا ادرى
مالسبب ولعل ذلك بسبب قلة ايماني .
قال لها
سعيد :
- وماهي تلك
الدعوة يا أم ؟
الك حاجة في نفسك فاقضيها لك ؟ فانا مثل ولدك
قالت العجوز :
- بارك الله
بك يابني ولكني لست بحاجة لشيئ لنفسي اما هذا الطفل الذي تراه فهو حفيدي وهو يتيم
الابوين وقد اصابه مرض عضال عجز عنه كل الاطباء عندنا وقيل لي ان جراحا واحدا قادر
على علاجه يقال له سعيد ولكنه يعيش على مسافة كبيرة من هنا ولا طاقة لي باخذ هذا
الطفل الى هناك واخشى ان ياخذ الله امانته ويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة
فدعوت الله كل يوم وليلة ان يسهل امرى واجد طريقة اعرض بها هذا اليتيم على الدكتور
سعيد عسى الله ان يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :
- يا أم والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربت
الصواعق وامطرت السماء كي تسوقني اليك سوقا فوالله ما ايقنت ان الله عز وجل يسبب
الاسباب لعباده المؤمنين الا في بيتك هذا سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
من البيت على عجل كي يذهب الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي
الذي سيلقي بحثا فيه وسيلقى تكريما من اكاديمية الجراحين العالمية على انجازاته
الفريدة في علم الطب كان متحمسا جدا ولم يصدق انه وصل الى المطار دون عوائق في
الطريق وصعد الى الطائرة واقلعت وهو يمني النفس بالتكريم الكبير الذي حلم به طوال
حياته المهنية , وفجأة وبعد ساعة من الطيران جاء صوت مضيفة الطيران لتعلن ان
الطائرة اصابها عطل بسبب صاعقة وستهبط اضطراريا في اقرب مطار
توجه الى استعلامات المطاروقال:
انا طبيب عالمي مشهور كل
دقيقة من وقتي تساوي ارواح ناس وانتم تريدون ان ابقى 16 ساعة بانتظار طائرة ؟
هناك مؤتمر عالمي يجب ان اصل اليه .
اجابه الموظف دون اكتراث :
- يادكتور
لست انا من يقرر مواعيد الطائرات ولكن اذا كنت مستعجل لهذا الحد فيمكنك استئجار
سيارة والذهاب بها فالمدينة التي تقصدها لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعات بالسيارة .
رضي سعيد على مضض فهو لا يحب
القيادة لمسافات طويلة واخذ السيارة وظل يسوق وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل
مدرارا واصبح من العسير ان يرى اي شيئ امامه ولم يتنبه الى المنعطف على يمينه وظل
مستمرا بالسير الى الامام وبعد ساعتين من السير المتواصل ايقن انه قد ضل طريقه
واحس بالجوع والتعب فرأى امامه بيتا صغيرا فتوقف عنده ودق الباب فسمع صوتا لامرأة
عجوز يقول :
- تفضل
بالدخول كائنا من كنت فالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة على كرسي
متحرك ان يستعمل تلفونها لان بطارية الهاتف النقال قد نفذت
ضحكت العجوز وقالت :
- اي تلفون
ياولدي ؟ الا ترى اين انت ؟
هنا لا كهرباء ولا ماء حنفية ولا تلفونات
ولكن تفضل واسترح وصب لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك طعام على الطاولة
كل حتى تشبع وتسترد قوتك فامامك طريق طويل يجب ان تعود منه .
شكر سعيد المرأة وجلس يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعي وانتبه فجأة
الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة .
استمرت العجوز بالصلاة والدعاء طويلا فتوجه سعيد لها قائلا :
- يا أم
والله لقد اخجلني كرمك ونبل اخلاقك واغاثتك الملهوف وعسى الله ان يستجيب لكل
دعواتك .
قالت له العجوز :
- ياولدي
انت ابن سبيل اوصى بك الله كل من في قلبه ايمان
واما دعواتي فقد اجابها الله سبحانه وتعالى كلها الا واحدة ولا ادرى
مالسبب ولعل ذلك بسبب قلة ايماني .
قال لها
سعيد :
- وماهي تلك
الدعوة يا أم ؟
الك حاجة في نفسك فاقضيها لك ؟ فانا مثل ولدك
قالت العجوز :
- بارك الله
بك يابني ولكني لست بحاجة لشيئ لنفسي اما هذا الطفل الذي تراه فهو حفيدي وهو يتيم
الابوين وقد اصابه مرض عضال عجز عنه كل الاطباء عندنا وقيل لي ان جراحا واحدا قادر
على علاجه يقال له سعيد ولكنه يعيش على مسافة كبيرة من هنا ولا طاقة لي باخذ هذا
الطفل الى هناك واخشى ان ياخذ الله امانته ويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة
فدعوت الله كل يوم وليلة ان يسهل امرى واجد طريقة اعرض بها هذا اليتيم على الدكتور
سعيد عسى الله ان يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :
- يا أم والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربت
الصواعق وامطرت السماء كي تسوقني اليك سوقا فوالله ما ايقنت ان الله عز وجل يسبب
الاسباب لعباده المؤمنين الا في بيتك هذا سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
رد: قصة معبرة
قصّة معبّرة فعلا ، فالعجوز لم تيأس من روح الله ، لذلك استجاب لدعائها
أميمة- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العـــــمـــــر : 33
عـــدد المساهمـــات : 262
الـمــــــــــــزاج : متوازن
رد: قصة معبرة
سبحان الله
هو الذي قال لنا : " ادعوني أستجب لكم "
هو الذي قال لنا : " ادعوني أستجب لكم "
morchid- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العـــــمـــــر : 46
عـــدد المساهمـــات : 275
الـمــــــــــــزاج : طبيعي
fleur- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 24/12/2009
العـــــمـــــر : 54
عـــدد المساهمـــات : 540
الـمــــــــــــزاج : جيد جدا
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
رد: قصة معبرة
نعم سبحان الله الّذي قدّر هذا وقدّر تشابه التّجارب في كلّ مكان وزمان دليلا على أزليّته ووحدانيّته وعلمه بكلّ شيء. ومثل ذلك هذه القصّة أيضا:
"هاجَرُ في فِرَنْسَا
مِمّا رُوِيَ عَلَيْنا في الْمَسْجِدِ أنّ الشُّرْطَى حَبَسَتْ بَعْضَ الْمُسْلِمين، وكانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وصَغِيرَةٌ بالِغَةُ الْمَرَضِ.
بَيْدَ أَنَّ الْقاضِيَ اشْتَطَّ فَحَجَزَ عَلَى الرَّجُلِ كُلَّ ما يَمْلِكُ –وكانَ مُقْتِراً - فَمَا خَلَّفَ لِصَاحِبَتِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ تُصَرِّفْ بِها أُمُورَها أُوْ تُسْعِفُ بِها ابْنَتَهَا.
وقد كانَتِ الْمَرْأَةُ مَقْطُوعَةً في فِرَنْسا كَمَا غُصْنٍ بِلا شَجَرَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تَسْتَنِدُ إلَيْهِ مِنَ الأَهْلِ أَوِ الأَحْبَابِ. فَجَلَسَتْ في بَيْتِها تَرْمُقُ ذَلِكَ الْجَسَدَ الصَّغِيرَ يَتَعَذَّبُ، تَتَفَطَّرُ كَبِدُها وما تَجِدُ لَهُ حِيلَةً. ثُمَّ إنَّها شَخَصَتْ بِبَصَرِها إلى السَّماء، ودعتْ مَوْلاهَا بِكُلِّ جَوَارِحِها، كَأَنَّمَا العالَمُ حَوْلَها قَدْ بَهَتَ فَغَدَا شَفَّافاً كَالدُّخَّانِ الْمُتَبَخِّرِ، وكَأَنَّ عَقارِبَ السَّاعَةِ قَدْ شُلَّتْ، لأَنَّ كُتْلَةً مِنَ الطّاقَةِ الْمِغْناطِيسِيَّةِ قَدْ عَلَّقَتْ فُؤادَهَا إلى سُدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَتَفَوَّهَتْ:
-يا رَبَّ الأَرْبابِ، يَاأللهُ، يا مَنْ أَنْجَيْتَ هاجَرَ وابْنَها إسْماعِيلَ في وادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ يُدْعَى بَكَّةَ فَرَزَقْتَهُما بِغَيْثٍ مِنَ الْماءِ زَمَّ زَمْ، أَنْجِنِي وابْنَتِي في بِلادِ الْجِنّ، السَّاطِعَةِ شَوَارِعُها بِبَهْرَجٍ فاتِنٍ غَمَّ غَمْ.
قَالُوا: فَمَا إنْ أَتَمَّتْ دُعاءَها ونَكَسَتْ بِرَأْسِها كَأَنَّها مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ في مَعْبَدِ بَنِي إسْرَائيلَ، إذا بِقَرْعٍ عَلَى الْبَابِ. فَقامَتْ مُتَسائلَةً فَإذَا طَبِيبٌ عَلَى الْعَتَبَةْ يَسْتَعْجِلُها الرَّدّ:
-أَيْنَ الْبُنَيَّة؟
أَجابَتْ شِبْهَ سَكْرَى:
- هِيَ هُناكَ.
فَاتَّجَه إلَيْها دُونَ انْتِظارٍ وتَفَحَّصَها حَتَّى عَرَفَ دَاءَها. عِنْدَئذٍ، َسَقَاهَا ما يُخَفِّفُ عَنْها الأَلَمَ وخاطَبَ الْوَالِدَةَ:
-أَحْضِرِيهَا إلى عِيَادَتِي غَداً، مَعَ أَوَّلِ ساعَةٍ.
أَجَابَتْهُ خَجِلَةً:
-أَخْشَى أَنْ يَتَعَذَّرَ عَلَيَّ ذَلِكَ.
سَأَلَ دَهِشاً:
-وَلِماذَا؟
أَجَابَتْ مُضْطَرِبَةَ اللَّحْظِ، تَفِرُّ بِهِ يَمِيناً وشِمالاً:
-لَيْسَ لِي ما أَدْفَعُ بِهِ حُقُوقَك.
اِسْتَمَرَّ:
-ما دُمْتِ لا تَمْلِكِينَ ما يَلْزَمُنِي، لِمَ دَعَوْتِنِي بِالهاتِف إذاً؟
دُهِشَتْ:
-سَيِّدِي…ما دَعَوْتُكَ قَطُّ.
أَلَحَّ الطَّبِيبُ مُسْتَغْرِباً:
-بلْ دَعَوْتِنِي ولِذَلِكَ أَتَيْتُ.
وسُرْعانَ ما أخْرَجَ لَها وَرَقَةً خَطَّ عَلَيْها بِكِتابَةٍ عَجْلَى:
-ألَيْسَ هَذَا عُنْوَانَكِ ورَقَمَ عِمارَتِكِ؟
-بَلَى، هُوَ عُنْوَانِي ومَعَ ذَلِكَ، أُؤَكِّدُ لكَ أَنَّنِي ما دَعَوْتُكَ…عِلاوَةً عَلى فَقْرِي، أَنا أَجْهَلُ حَضْرَتَكَ لا مُؤاخَذَةَ، فَكَيْفَ عَسَى أَنْ أَدْعُوَكَ؟
زَادَ عُجْبُ الطَّبِيبِ وتَفَوَّهَ:
-ما حكايتُكِ؟
فَرَوَتْ عَلَيْهِ قِصَّتَهَا وهُوَ يَسْتَمِعُ بِصَمْتٍ حَتَّى إذَا فَرَغَتْ، قالَ:
-وَمَعَ ذَلِكَ، فَهَاتِي صَغِيرَتَكِ إلى عِيادَتِي غَداً.
وأَوْصَى مُساعِدَهُ بِهِمَا وبِأَنْ يُولِيَهُما عِنايَةً خاصَّةً ولا يَسْأَلَهُمَا شَيْئاً.
والْحَقْيقَةُ أَنَّ إحْدَى جَاراتِ الْمَرْأَةِ، مَرِضَتْ ابْنَتُها في ظَرْفٍ وَاحِدٍ مَعَ صَغِيرَتِنَا، فَدَعَتْ الطَّبِيبَ عَلى أَنَّ اللهَ بَدَّلَ طَرِيقَهُ فَأَخْطَأَ الْبابَ فَكَانَ غَلَطاً فِيهِ صَوَابٌ. "
بارِيس، 2008م
نجمة سيّد أحمد
(في قبب بني مِزْغِنّا)
"هاجَرُ في فِرَنْسَا
مِمّا رُوِيَ عَلَيْنا في الْمَسْجِدِ أنّ الشُّرْطَى حَبَسَتْ بَعْضَ الْمُسْلِمين، وكانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وصَغِيرَةٌ بالِغَةُ الْمَرَضِ.
بَيْدَ أَنَّ الْقاضِيَ اشْتَطَّ فَحَجَزَ عَلَى الرَّجُلِ كُلَّ ما يَمْلِكُ –وكانَ مُقْتِراً - فَمَا خَلَّفَ لِصَاحِبَتِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ تُصَرِّفْ بِها أُمُورَها أُوْ تُسْعِفُ بِها ابْنَتَهَا.
وقد كانَتِ الْمَرْأَةُ مَقْطُوعَةً في فِرَنْسا كَمَا غُصْنٍ بِلا شَجَرَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تَسْتَنِدُ إلَيْهِ مِنَ الأَهْلِ أَوِ الأَحْبَابِ. فَجَلَسَتْ في بَيْتِها تَرْمُقُ ذَلِكَ الْجَسَدَ الصَّغِيرَ يَتَعَذَّبُ، تَتَفَطَّرُ كَبِدُها وما تَجِدُ لَهُ حِيلَةً. ثُمَّ إنَّها شَخَصَتْ بِبَصَرِها إلى السَّماء، ودعتْ مَوْلاهَا بِكُلِّ جَوَارِحِها، كَأَنَّمَا العالَمُ حَوْلَها قَدْ بَهَتَ فَغَدَا شَفَّافاً كَالدُّخَّانِ الْمُتَبَخِّرِ، وكَأَنَّ عَقارِبَ السَّاعَةِ قَدْ شُلَّتْ، لأَنَّ كُتْلَةً مِنَ الطّاقَةِ الْمِغْناطِيسِيَّةِ قَدْ عَلَّقَتْ فُؤادَهَا إلى سُدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَتَفَوَّهَتْ:
-يا رَبَّ الأَرْبابِ، يَاأللهُ، يا مَنْ أَنْجَيْتَ هاجَرَ وابْنَها إسْماعِيلَ في وادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ يُدْعَى بَكَّةَ فَرَزَقْتَهُما بِغَيْثٍ مِنَ الْماءِ زَمَّ زَمْ، أَنْجِنِي وابْنَتِي في بِلادِ الْجِنّ، السَّاطِعَةِ شَوَارِعُها بِبَهْرَجٍ فاتِنٍ غَمَّ غَمْ.
قَالُوا: فَمَا إنْ أَتَمَّتْ دُعاءَها ونَكَسَتْ بِرَأْسِها كَأَنَّها مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ في مَعْبَدِ بَنِي إسْرَائيلَ، إذا بِقَرْعٍ عَلَى الْبَابِ. فَقامَتْ مُتَسائلَةً فَإذَا طَبِيبٌ عَلَى الْعَتَبَةْ يَسْتَعْجِلُها الرَّدّ:
-أَيْنَ الْبُنَيَّة؟
أَجابَتْ شِبْهَ سَكْرَى:
- هِيَ هُناكَ.
فَاتَّجَه إلَيْها دُونَ انْتِظارٍ وتَفَحَّصَها حَتَّى عَرَفَ دَاءَها. عِنْدَئذٍ، َسَقَاهَا ما يُخَفِّفُ عَنْها الأَلَمَ وخاطَبَ الْوَالِدَةَ:
-أَحْضِرِيهَا إلى عِيَادَتِي غَداً، مَعَ أَوَّلِ ساعَةٍ.
أَجَابَتْهُ خَجِلَةً:
-أَخْشَى أَنْ يَتَعَذَّرَ عَلَيَّ ذَلِكَ.
سَأَلَ دَهِشاً:
-وَلِماذَا؟
أَجَابَتْ مُضْطَرِبَةَ اللَّحْظِ، تَفِرُّ بِهِ يَمِيناً وشِمالاً:
-لَيْسَ لِي ما أَدْفَعُ بِهِ حُقُوقَك.
اِسْتَمَرَّ:
-ما دُمْتِ لا تَمْلِكِينَ ما يَلْزَمُنِي، لِمَ دَعَوْتِنِي بِالهاتِف إذاً؟
دُهِشَتْ:
-سَيِّدِي…ما دَعَوْتُكَ قَطُّ.
أَلَحَّ الطَّبِيبُ مُسْتَغْرِباً:
-بلْ دَعَوْتِنِي ولِذَلِكَ أَتَيْتُ.
وسُرْعانَ ما أخْرَجَ لَها وَرَقَةً خَطَّ عَلَيْها بِكِتابَةٍ عَجْلَى:
-ألَيْسَ هَذَا عُنْوَانَكِ ورَقَمَ عِمارَتِكِ؟
-بَلَى، هُوَ عُنْوَانِي ومَعَ ذَلِكَ، أُؤَكِّدُ لكَ أَنَّنِي ما دَعَوْتُكَ…عِلاوَةً عَلى فَقْرِي، أَنا أَجْهَلُ حَضْرَتَكَ لا مُؤاخَذَةَ، فَكَيْفَ عَسَى أَنْ أَدْعُوَكَ؟
زَادَ عُجْبُ الطَّبِيبِ وتَفَوَّهَ:
-ما حكايتُكِ؟
فَرَوَتْ عَلَيْهِ قِصَّتَهَا وهُوَ يَسْتَمِعُ بِصَمْتٍ حَتَّى إذَا فَرَغَتْ، قالَ:
-وَمَعَ ذَلِكَ، فَهَاتِي صَغِيرَتَكِ إلى عِيادَتِي غَداً.
وأَوْصَى مُساعِدَهُ بِهِمَا وبِأَنْ يُولِيَهُما عِنايَةً خاصَّةً ولا يَسْأَلَهُمَا شَيْئاً.
والْحَقْيقَةُ أَنَّ إحْدَى جَاراتِ الْمَرْأَةِ، مَرِضَتْ ابْنَتُها في ظَرْفٍ وَاحِدٍ مَعَ صَغِيرَتِنَا، فَدَعَتْ الطَّبِيبَ عَلى أَنَّ اللهَ بَدَّلَ طَرِيقَهُ فَأَخْطَأَ الْبابَ فَكَانَ غَلَطاً فِيهِ صَوَابٌ. "
بارِيس، 2008م
نجمة سيّد أحمد
(في قبب بني مِزْغِنّا)
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: قصة معبرة
مرور طيب
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
مواضيع مماثلة
» قصة معبرة
» قصة معبرة عن علبة البسكويت
» كلمات معبرة من الحياة
» قصة صغيرة و لكنها معبرة
» ::: ::: كلمات معبرة عن واقع الحياه ::: :::
» قصة معبرة عن علبة البسكويت
» كلمات معبرة من الحياة
» قصة صغيرة و لكنها معبرة
» ::: ::: كلمات معبرة عن واقع الحياه ::: :::
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس