إبليس ينتصر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إبليس ينتصر
[center]إِبْلِيسُ يَنْتَصِر
اِتَّخَذَ قَوْمٌ شَجَرَةً صَارُوا يَعْبُدُونَهَا فَسَمِعَ بِذَلِكَ نَاسِكٌ مُؤْمِنٌ بِاللهِ فَحَمَلَ فَأْساً وذَهَبَ إِلَى الشَّجَرَةِ لِيَقْطَعَهَا. فَعِنْدَمَا اقْتَرَبَ مِنْهَا ظَهَرَ لَهُ إِبْلِيسُ مَانِعاً بَيْنَهُ وبَيْنَ الشَّجَرَةِ وهُوَ يَصِيحُ بِهِ:
-مَكَانَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ! لِمَاذَا تُرِيدُ قَطْعَهَا؟
-لأَنَّهَا تُضِلُّ النَّاسَ...
-ومَا شَأْنُكَ بِهِمْ؟ دَعْهُمْ فِي ضَلاَلِهِمْ!
-كَيْفَ أَدَعُهُمْ ومِنْ وَاجِبِي أَنْ أَهْدِيَهُمْ؟!
-مِنْ وَاجِبِكَ أَنْ تَتْرُكَ النَّاسَ أَحْرَاراً يَفْعَلُونَ مَا يُحِبُّونَ.
-إِنَّهُمْ لَيْسُوا أَحْرَاراً...إِنَّهُمْ يُصْغُونَ إِلَى وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ!
-وهَلْ تُرِيدُ أَنْ يُصْغُوا إِلَى صَوْتِكَ أَنْتَ؟
-أُرِيدُ أَنْ يُصْغُوا إِلَى صَوْتِ اللهِ!
-لَنْ أَدَعَكَ تَقْطَعُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ!
-لاَ بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أَقْطَعَهَا!
فَأَمْسَكَ إِبْلِيسُ بِرَقَبَةِ النَّاسِكِ وقَبَضَ النَّاسِكُ عَلَى قَرْنِ الشَّيْطَانِ وتَصَارَعَا طَوِيلاً إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ بِانْتِصَارِ النَّاسِكِ، فَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانَ عَلَى الأَرْضِ وجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وقَالَ لَهُ:
-هَلْ رَأَيْتَ قُوَّتِي؟
فَقَالَ إِبْلِيسُ الْمَهْزُومُ بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ:
-مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ بِهَذِهِ الْقُوَّةِ...دَعْنِي وافْعَلْ مَا شِئْتَ.
فَخَلَّى النَّاسِكُ سَبِيلَ الشَّيْطَانِ وكَانَ الْجَهْدُ الَّذِي بَذَلَهُ فِي الْمَعْرَكَةِ قَدْ أَتْعَبَهُ فَرَجَعَ إِلَى صَوْمَعَتِهِ واسْتَرَاحَ لَيْلَتَهُ. وفِي الْيَوْمِ التَّالِي حَمَلَ فَأْسَهُ وذَهَبَ يُرِيدُ قَطْعَ الشَّجَرَةِ وإِذَا إِبْلِيسُ يَخْرُجُ لَهُ مِنْ خَلْفِهَا صَائِحاً:
-أَعُدْتَ الْيَوْمَ لِقَطْعِهَا؟
-قُلْتُ لاَ بُدَّ مِنْ قَطْعِهَا.
-وهَلْ تَظُنُّ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَغْلِبَنِي الْيَوْمَ أَيْضاً؟
-سَأَظَلُّ أُقاتِلُكَ حَتَّى تَنْتَصِرَ كَلِمَةُ الْحَقِّ!
-أَيْنَ هِيَ قُدْرَتُكَ؟
وأَمْسَكَ النَّاسِكُ بِقَرْنِهِ وتَصَارَعَا إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ بِسُقُوطِ الشَّيْطَانِ تَحْتَ قَدَمَيْ النَّاسِكِ فَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وقَالَ لَهُ:
-مَا رَأْيُكَ الآنَ فِي قُدْرَتِي؟
-حَقّاً إِنَّ قَوَّتَكَ لَعَجِيبَةٌ...دَعْنِي وافْعَلْ مَا تُرِيدُ.
قَالَهَا الشَّيْطَانُ بِصَوْتٍ مَخْنُوقٍ فَأَطْلَقَ النَّاسِكُ سَرَاحَهُ وذَهَبَ إِلَى صَوْمَعَتِهِ ونَامَ مِنَ التَّعَبِ.
ذَهَبَ اللَّيْلُ وطَلَعَ الصُّبْحُ فَحَمَلَ النَّاسِكُ الْفَأْسَ وذَهَبَ إِلَى الشَّجَرَةِ فَظَهَرَ لَهُ إِبْلِيسُ صَائِحاً فِيهِ:
-أَلَنْ تَرْجِعَ عَنْ عَزْمِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟
-أَبَداً...لاَ بُدَّ مِنْ قَطْعِ هَذَا الشَّرِّ.
-أَتَحْسِبُ أَنِّي أَتْرُكُكَ تَفْعَلُ؟
-إِنْ صَارَعْتَنِي فَإِنِّي سَأَغْلِبُكَ.
فَفَكَّرَ إِبْلِيسُ لَحْظَةً ورَأَى أَنَّ الْمُصَارَعَةَ والْقِتَالَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ لَنْ تُمَكِّنَهُ مِنَ النَّصْرِ فَلَيْسَ أَقْوَى مِنْ رَجُلٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ فِكْرَةٍ أَوْ عَقِيدَةٍ، ولَيْسَ هُنَاكَ بَابٌ يَسْتَطِيعُ إِبْلِيسُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْهُ إِلَى حِصْنِ هَذَا الرَّجُلِ غَيْرَ بَابٍ وَاحِدٍ: الْحِيلَةُ... فَكَلَّمَهُ إِبْلِيسُ بِلُطْفٍ وقَالَ لَهُ:
-أَتَعْرِفُ لِمَاذَا أَمْنَعُكَ مِنْ قَطْعِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ إِنَّنِي أَمْنَعُكَ خَوْفاً عَلَيْكَ ورَحْمَةً بِكَ...فَإِنَّكَ إِنْ قَطَعْتَهَا لَنْ يُحِبَّكَ النَّاسُ الَّذِينَ يَعْبُدُونَهَا. لِمَاذَا تُسَبِّبُ الْمَتَاعِبَ لِنَفْسِكَ؟ لاَ تَقْطَعْهَا وأَنَا أُعْطِيكَ كُلَّ يَوْمٍ دِينَارَيْنِ تَسْتَعِينُ بِهِمَا عَلَى نَفَقَتِكَ وتَعِيشُ فِي أَمْنٍ وَسَلاَمَةٍ.
-دِينَارَيْنِ؟
-نَعَمْ...فِي كُلِّ يَوْمٍ تَجِدُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِكَ.
فَفَكَّرَ النَّاسِكُ طَوِيلاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وقَالَ لإِبْلِيسَ:
- ومَنْ يَضْمَنُ لِي أَنْ تَفْعَلَ مَا تَقُولُ؟
-أَعِدُكَ بِذَلِكَ وسَتَعْرِفُ صِدْقَ وَعْدِي.
-سَأُجَرِّبُكَ.
-نَعَمْ...جَرِّبْنِي.
-اِتَّفَقْنَا.
وَوَضَعَ إِبْلِيسُ يَدَهُ فِي يَدِ النَّاسِكِ وتَعَاهَدَا، وانْصَرَفَ النَّاسِكُ إِلَى صَوْمَعَتِهِ وصَارَ يَسْتَيْقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ ويَمُدُّ يَدَهُ تَحْتَ وِسَادَتِهِ فَتَخْرُجُ بِدِينَارَيْنِ حَتَّى انْتَهَى الشَّهْرُ.
وَفِي ذَاتِ صَبَاحٍ مَدَّ يَدَهُ تَحْتَ الْوِسَادَةِ فَخَرَجَتْ فَارِغَةً...لَقَدْ قَطَعَ إِبْلِيسُ عَنْهُ الذَّهَبَ فَغَضِبَ النَّاسِكُ ونَهَضَ فَأَخَذَ فَأْسَهُ وذَهَبَ لِيَقْطَعَ الشَّجَرَةَ فَأَوْقَفَهُ إِبْلِيسُ فِي الطَّرِيقِ وصَاحَ فِيهِ:
-مَكَانَكَ!...إِلَى أَيْنَ؟
-إِلَى الشَّجَرَةِ أَقْطَعُهَا!
فَضَحِكَ إِبْلِيسُ عَالِياً.
-تَقْطَعُهَا لأَنِّي قَطَعْتُ عَنْكَ الثَّمَنَ؟
-بَلْ لأَمْسَحَ الضَّلاَلَ وأُضِيءَ نُورَ الْحَقِّ.
-أَنْتَ؟!
-أَتَهْزَأُ بِي أَيُّهَا اللَّعِينُ؟
-لاَ تُؤَاخِذْنِي إِنَّ مَنْظَرَكَ يُضْحِكُنِي.
-أَنْتَ تَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الْكَاذِبُ؟
وانْقَضَّ النَّاسِكُ عَلَى إِبْلِيسَ وقَبَضَ عَلَى قَرْنِهِ وتَصَارَعَا لَحْظَةً...وإِذَا الْمَعْرَكَةُ تَنْتَهِي بِسُقُوطِ النَّاسِكِ تَحْتَ أَقْدَامِ إِبْلِيسَ. فَقَدِ انْتَصَرَ وجَلَسَ عَلَى صَدْرِ النَّاسِكِ فَخُوراً يَقُولُ لَهُ:
-أَيْنَ قُوَّتُكَ الآنَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟
فَقَالَ بِصَوْتٍ مَخْنُوقٍ:
-أَخْبِرْنِي...كَيْفَ انْتَصَرْتَ عَلَيَّ أَيُّهَا الشَّيْطَانُ؟
فَقَالَ إِبْلِيسُ:
-لَمَّا غَضِبْتَ للهِ غَلَبْتَنِي ولَمَّا غَضِبْتَ لِنَفْسِكَ غَلَبْتُكَ. لَمَّا قَاتَلْتَ لِعَقِيدَتِكَ انْتَصَرْتَ عَلَيَّ ولَمَّا قَاتَلْتَ لِمَنْفَعَتِكَ اِنْتَصَرْتُ أَنَا عَلَيْكَ.
[/right]-مَكَانَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ! لِمَاذَا تُرِيدُ قَطْعَهَا؟
-لأَنَّهَا تُضِلُّ النَّاسَ...
-ومَا شَأْنُكَ بِهِمْ؟ دَعْهُمْ فِي ضَلاَلِهِمْ!
-كَيْفَ أَدَعُهُمْ ومِنْ وَاجِبِي أَنْ أَهْدِيَهُمْ؟!
-مِنْ وَاجِبِكَ أَنْ تَتْرُكَ النَّاسَ أَحْرَاراً يَفْعَلُونَ مَا يُحِبُّونَ.
-إِنَّهُمْ لَيْسُوا أَحْرَاراً...إِنَّهُمْ يُصْغُونَ إِلَى وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ!
-وهَلْ تُرِيدُ أَنْ يُصْغُوا إِلَى صَوْتِكَ أَنْتَ؟
-أُرِيدُ أَنْ يُصْغُوا إِلَى صَوْتِ اللهِ!
-لَنْ أَدَعَكَ تَقْطَعُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ!
-لاَ بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أَقْطَعَهَا!
فَأَمْسَكَ إِبْلِيسُ بِرَقَبَةِ النَّاسِكِ وقَبَضَ النَّاسِكُ عَلَى قَرْنِ الشَّيْطَانِ وتَصَارَعَا طَوِيلاً إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ بِانْتِصَارِ النَّاسِكِ، فَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانَ عَلَى الأَرْضِ وجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وقَالَ لَهُ:
-هَلْ رَأَيْتَ قُوَّتِي؟
فَقَالَ إِبْلِيسُ الْمَهْزُومُ بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ:
-مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ بِهَذِهِ الْقُوَّةِ...دَعْنِي وافْعَلْ مَا شِئْتَ.
فَخَلَّى النَّاسِكُ سَبِيلَ الشَّيْطَانِ وكَانَ الْجَهْدُ الَّذِي بَذَلَهُ فِي الْمَعْرَكَةِ قَدْ أَتْعَبَهُ فَرَجَعَ إِلَى صَوْمَعَتِهِ واسْتَرَاحَ لَيْلَتَهُ. وفِي الْيَوْمِ التَّالِي حَمَلَ فَأْسَهُ وذَهَبَ يُرِيدُ قَطْعَ الشَّجَرَةِ وإِذَا إِبْلِيسُ يَخْرُجُ لَهُ مِنْ خَلْفِهَا صَائِحاً:
-أَعُدْتَ الْيَوْمَ لِقَطْعِهَا؟
-قُلْتُ لاَ بُدَّ مِنْ قَطْعِهَا.
-وهَلْ تَظُنُّ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَغْلِبَنِي الْيَوْمَ أَيْضاً؟
-سَأَظَلُّ أُقاتِلُكَ حَتَّى تَنْتَصِرَ كَلِمَةُ الْحَقِّ!
-أَيْنَ هِيَ قُدْرَتُكَ؟
وأَمْسَكَ النَّاسِكُ بِقَرْنِهِ وتَصَارَعَا إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ بِسُقُوطِ الشَّيْطَانِ تَحْتَ قَدَمَيْ النَّاسِكِ فَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وقَالَ لَهُ:
-مَا رَأْيُكَ الآنَ فِي قُدْرَتِي؟
-حَقّاً إِنَّ قَوَّتَكَ لَعَجِيبَةٌ...دَعْنِي وافْعَلْ مَا تُرِيدُ.
قَالَهَا الشَّيْطَانُ بِصَوْتٍ مَخْنُوقٍ فَأَطْلَقَ النَّاسِكُ سَرَاحَهُ وذَهَبَ إِلَى صَوْمَعَتِهِ ونَامَ مِنَ التَّعَبِ.
ذَهَبَ اللَّيْلُ وطَلَعَ الصُّبْحُ فَحَمَلَ النَّاسِكُ الْفَأْسَ وذَهَبَ إِلَى الشَّجَرَةِ فَظَهَرَ لَهُ إِبْلِيسُ صَائِحاً فِيهِ:
-أَلَنْ تَرْجِعَ عَنْ عَزْمِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟
-أَبَداً...لاَ بُدَّ مِنْ قَطْعِ هَذَا الشَّرِّ.
-أَتَحْسِبُ أَنِّي أَتْرُكُكَ تَفْعَلُ؟
-إِنْ صَارَعْتَنِي فَإِنِّي سَأَغْلِبُكَ.
فَفَكَّرَ إِبْلِيسُ لَحْظَةً ورَأَى أَنَّ الْمُصَارَعَةَ والْقِتَالَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ لَنْ تُمَكِّنَهُ مِنَ النَّصْرِ فَلَيْسَ أَقْوَى مِنْ رَجُلٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ فِكْرَةٍ أَوْ عَقِيدَةٍ، ولَيْسَ هُنَاكَ بَابٌ يَسْتَطِيعُ إِبْلِيسُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْهُ إِلَى حِصْنِ هَذَا الرَّجُلِ غَيْرَ بَابٍ وَاحِدٍ: الْحِيلَةُ... فَكَلَّمَهُ إِبْلِيسُ بِلُطْفٍ وقَالَ لَهُ:
-أَتَعْرِفُ لِمَاذَا أَمْنَعُكَ مِنْ قَطْعِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ إِنَّنِي أَمْنَعُكَ خَوْفاً عَلَيْكَ ورَحْمَةً بِكَ...فَإِنَّكَ إِنْ قَطَعْتَهَا لَنْ يُحِبَّكَ النَّاسُ الَّذِينَ يَعْبُدُونَهَا. لِمَاذَا تُسَبِّبُ الْمَتَاعِبَ لِنَفْسِكَ؟ لاَ تَقْطَعْهَا وأَنَا أُعْطِيكَ كُلَّ يَوْمٍ دِينَارَيْنِ تَسْتَعِينُ بِهِمَا عَلَى نَفَقَتِكَ وتَعِيشُ فِي أَمْنٍ وَسَلاَمَةٍ.
-دِينَارَيْنِ؟
-نَعَمْ...فِي كُلِّ يَوْمٍ تَجِدُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِكَ.
فَفَكَّرَ النَّاسِكُ طَوِيلاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وقَالَ لإِبْلِيسَ:
- ومَنْ يَضْمَنُ لِي أَنْ تَفْعَلَ مَا تَقُولُ؟
-أَعِدُكَ بِذَلِكَ وسَتَعْرِفُ صِدْقَ وَعْدِي.
-سَأُجَرِّبُكَ.
-نَعَمْ...جَرِّبْنِي.
-اِتَّفَقْنَا.
وَوَضَعَ إِبْلِيسُ يَدَهُ فِي يَدِ النَّاسِكِ وتَعَاهَدَا، وانْصَرَفَ النَّاسِكُ إِلَى صَوْمَعَتِهِ وصَارَ يَسْتَيْقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ ويَمُدُّ يَدَهُ تَحْتَ وِسَادَتِهِ فَتَخْرُجُ بِدِينَارَيْنِ حَتَّى انْتَهَى الشَّهْرُ.
وَفِي ذَاتِ صَبَاحٍ مَدَّ يَدَهُ تَحْتَ الْوِسَادَةِ فَخَرَجَتْ فَارِغَةً...لَقَدْ قَطَعَ إِبْلِيسُ عَنْهُ الذَّهَبَ فَغَضِبَ النَّاسِكُ ونَهَضَ فَأَخَذَ فَأْسَهُ وذَهَبَ لِيَقْطَعَ الشَّجَرَةَ فَأَوْقَفَهُ إِبْلِيسُ فِي الطَّرِيقِ وصَاحَ فِيهِ:
-مَكَانَكَ!...إِلَى أَيْنَ؟
-إِلَى الشَّجَرَةِ أَقْطَعُهَا!
فَضَحِكَ إِبْلِيسُ عَالِياً.
-تَقْطَعُهَا لأَنِّي قَطَعْتُ عَنْكَ الثَّمَنَ؟
-بَلْ لأَمْسَحَ الضَّلاَلَ وأُضِيءَ نُورَ الْحَقِّ.
-أَنْتَ؟!
-أَتَهْزَأُ بِي أَيُّهَا اللَّعِينُ؟
-لاَ تُؤَاخِذْنِي إِنَّ مَنْظَرَكَ يُضْحِكُنِي.
-أَنْتَ تَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الْكَاذِبُ؟
وانْقَضَّ النَّاسِكُ عَلَى إِبْلِيسَ وقَبَضَ عَلَى قَرْنِهِ وتَصَارَعَا لَحْظَةً...وإِذَا الْمَعْرَكَةُ تَنْتَهِي بِسُقُوطِ النَّاسِكِ تَحْتَ أَقْدَامِ إِبْلِيسَ. فَقَدِ انْتَصَرَ وجَلَسَ عَلَى صَدْرِ النَّاسِكِ فَخُوراً يَقُولُ لَهُ:
-أَيْنَ قُوَّتُكَ الآنَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟
فَقَالَ بِصَوْتٍ مَخْنُوقٍ:
-أَخْبِرْنِي...كَيْفَ انْتَصَرْتَ عَلَيَّ أَيُّهَا الشَّيْطَانُ؟
فَقَالَ إِبْلِيسُ:
-لَمَّا غَضِبْتَ للهِ غَلَبْتَنِي ولَمَّا غَضِبْتَ لِنَفْسِكَ غَلَبْتُكَ. لَمَّا قَاتَلْتَ لِعَقِيدَتِكَ انْتَصَرْتَ عَلَيَّ ولَمَّا قَاتَلْتَ لِمَنْفَعَتِكَ اِنْتَصَرْتُ أَنَا عَلَيْكَ.
توفيق الحكيم
(بتصرّف يسير)
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: إبليس ينتصر
قصّة معبّرة تبيّن الفرق في الأعمال بين ماهو خالص لله تعالى و بين ما هو للنفس الأمّارة بالسّوء.
لذلك كان المؤمن القوي خيرا عند الله، كما قال عليه الصلاة و السلام :
<< المؤمن القوي خير، وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإنَّ لَوْ تفتحُ عمل الشيطان>> رواه مسلم.
لذلك كان المؤمن القوي خيرا عند الله، كما قال عليه الصلاة و السلام :
<< المؤمن القوي خير، وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإنَّ لَوْ تفتحُ عمل الشيطان>> رواه مسلم.
عدل سابقا من قبل Brahim في الأحد 06 فبراير 2011, 21:21 عدل 1 مرات
رد: إبليس ينتصر
بارك الله لك قراءتك وإضافتك المميّزة.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: إبليس ينتصر
يامثبت القلوب ثبت قلوبناعلى دينك ... بارك الله فيك يانجمة المنتدى المضيئة
الهادية- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
العـــــمـــــر : 60
عـــدد المساهمـــات : 62
الـمــــــــــــزاج : الحمد لله
رد: إبليس ينتصر
قصة رائعة جدا
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس