الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
+2
أمازيغ
الهادية
6 مشترك
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: المكتبــــــــةالأدبيــــــــة والثقافيــــــــة :: همسات ثقافيـــة
صفحة 1 من اصل 1
الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
ربما لايجد المرء في حياته محطة
كالمرض , تشده , ترغمه على كبح جماح السرعة التي يمضي بها في هذه الحياة ,
ليقف ويفكر بصورة مختلفة , وليرى الحياة من زاوية مغايرة .
كاد
المرض بعد رحيل وفقد الأحبة أن يصبح الفرصة الوحيدة في حياتنا والتي تجعلنا
نعيش حالة المحنة _المنحة, التي تتكشف فيها البصائر , ويستطيـع الواحد منا
فيها ومن خلالها أن يعيد حساباته كلها من أولها الى آخرها .
المرض
يمنحنا ضعفا انسانيا يذكرنا بحاجتنا الى الله , وحاجتنا الى الآخرين ,
ودورنا في هذه الحياة , ويضعنا وبالضبط في نظر أنفسنا , وربما في نظر
الآخرين في مكاننا المناسب وحجمنا الطبيعي .
انه يعطينا شعورا
انسانيا غريبا بالعجز , ويذكرنا بأننا لن نخرق الأرض ولن نبلغ الجبال طولا ,
فيرغمنا على التخلي عن الشعور بالبطولة والنجومية ونحن نمتطي صهوة جياد
العمل والأمل والتنافس والهرولة نحو قمم كثيرة صغيرة وكبيرة , كلما بلغ
المرء واحدة منها , شعر بطعم مرارة الوصول الى الهدف لانه انما يمنح الحياة
طعمها الحلو الجهاد للوصول وليس الوصول في حدّ ذاته, ولأن المرء يشعر أنه
قطع أشواطا وبقي أمامه أشواط , وعليه أن يغذّ السير حثيثا وسياط تسارع
العمر وضيق الوقت تلسعه , فلا هو يستطيع أن يحيا كما يريد ولاهو يعرف
الراحة ولا الأمن والطمأنينة, فيأتيه المرض وهو على هذه الحال , ليقنعه
وبصعوبة بالغة بأن عليه أن يوغل رويدا رويدا , لأن المّنبت لاأرضا يمكنه أن
يقطعها, ولا هو أبقى خيلا يستخدمها في ماتبقى له من رحلة.
يضطرنا
المرض الى الاعتراف بأن الحياة يمكن أن تمضي من دوننا , ومن دون هذا الدور
الصغير أو الكبير الذي طالما ظننا أن أحدا غيرنا لايمكنه أن يسد هذه الثغرة
التي نقف عليها.
مع المرض يكتشف المرء أن أولاده يمكنهم التكيف مع
الحياة من دونه , وأن أعماله يمكنها أن تسير دون اذنه , وأن بيته لن ينهدم
في حال ازاحته من الطريق , فالحياة تمضي لاتلوي على أحد , ولاتتوقف لمرض
أحد , ولاتغير مسارها لموت أحد .
المرض فرصة شبه وحيدة ليعرف المرء
مشاعر الآخرين الحقيقية نحوه , وليكتشف كم هي هائلة وقذرة أكوام المشاعر
المزيفة التي كانت تحيط به من كل حدب وصوب .
كم هو كبير وخطير حجم
النفاق وحجم الوصوليين , وحجم هؤلاء الذين يعتبرونك دخيلا على حياتهم
,فتكتشف على حين غرة أنك كنت أخا لبعض من لايريدون أخوتك , وصديقا لبعض من
ينفر من صداقتك , ولعل الواحد منا أن يعيش عمرا عريضا يداري اخوانه
وأصدقاءه , وهو يعلم حقيقة مشاعرهم نحوه ولكنه يخدع نفسه محبة واخلاصا لهم
,أوحرصا عليهم وخوفا من نأيه وبعده وبقائه وحيدا , حتى يأتيه المرض فيكشف
له كل الأقنعة , ويريه بأشعة خاصة حقيقة كل الوجوه التي كان يحب رؤيتها ,
وحقيقة كل الأصوات التي طالما تلهف لسماعها , وحقيقة كل القلوب التي طالما
جعلها في مكانة الملك والسلطان في قلبه ونفسه.
المرض محطة , ولعلها
المحطة الوحيدة الأكثر أهمية واثارة ومنفعة في حياة الانسان , لأنها تشعره
بانسانيته وعجزه وتكشف له عن حقائق طالما جبن عن أن يكشف الستار عنها ,
فتريه طبيعة الأشياء في حياته , وطبيعة الحياة وحقيقة مكانه في هذه الحياة.
المرض ..انه الفرصة شبه الوحيدة في حياتنا التي تجعلنا نفهم بكل
أبعاد الفهم حاجتنا الى الله , ومكاننا في هذه الأرض نسبة اليه , وافتقارنا
الشديد الى الاتكاء على نافذة الألم التي يفتحها لنا كل صباح ومساء لنعيش
تنفس الفجر ونسائم السلام والطمأنينة , خاصة عندما يقف الطب عاجزا عن
مساعدة المريض , وبعد اللهاث والجريان تعود الآمال يأسا , والدواء علقما
لايضر ولاينفع , ويلتفت المرء الى أول الطريق من حيث أتى , ومن حيث بدأ
ليرفع رأسه الى الأعلى , لعل نسائم الرحمة تأتيه بالفرج , ليتذكر أنه لاشاف
الا الله , ولارافع للبلاء الا هو.
المرض ..آلام تصفي الروح مما
علق بها من شوائب , ومعاناة تجعل القلب رقيقا , وتسمو بالروح الى عوالم حب
خاصة , يكتشف فيها المرء كل أولئك المحبين المخلصين الذين طالما جعلهم على
هامش حياته دون أن يلتفت اليهم , وهو يهرول نحو قلوب متصحرة عاجزة عن
مبادلته الحب أو الاخوة ...أو حتى الرثاء.
نوال السباعي / مدريد
ربما لايجد المرء في حياته محطة
كالمرض , تشده , ترغمه على كبح جماح السرعة التي يمضي بها في هذه الحياة ,
ليقف ويفكر بصورة مختلفة , وليرى الحياة من زاوية مغايرة .
كاد
المرض بعد رحيل وفقد الأحبة أن يصبح الفرصة الوحيدة في حياتنا والتي تجعلنا
نعيش حالة المحنة _المنحة, التي تتكشف فيها البصائر , ويستطيـع الواحد منا
فيها ومن خلالها أن يعيد حساباته كلها من أولها الى آخرها .
المرض
يمنحنا ضعفا انسانيا يذكرنا بحاجتنا الى الله , وحاجتنا الى الآخرين ,
ودورنا في هذه الحياة , ويضعنا وبالضبط في نظر أنفسنا , وربما في نظر
الآخرين في مكاننا المناسب وحجمنا الطبيعي .
انه يعطينا شعورا
انسانيا غريبا بالعجز , ويذكرنا بأننا لن نخرق الأرض ولن نبلغ الجبال طولا ,
فيرغمنا على التخلي عن الشعور بالبطولة والنجومية ونحن نمتطي صهوة جياد
العمل والأمل والتنافس والهرولة نحو قمم كثيرة صغيرة وكبيرة , كلما بلغ
المرء واحدة منها , شعر بطعم مرارة الوصول الى الهدف لانه انما يمنح الحياة
طعمها الحلو الجهاد للوصول وليس الوصول في حدّ ذاته, ولأن المرء يشعر أنه
قطع أشواطا وبقي أمامه أشواط , وعليه أن يغذّ السير حثيثا وسياط تسارع
العمر وضيق الوقت تلسعه , فلا هو يستطيع أن يحيا كما يريد ولاهو يعرف
الراحة ولا الأمن والطمأنينة, فيأتيه المرض وهو على هذه الحال , ليقنعه
وبصعوبة بالغة بأن عليه أن يوغل رويدا رويدا , لأن المّنبت لاأرضا يمكنه أن
يقطعها, ولا هو أبقى خيلا يستخدمها في ماتبقى له من رحلة.
يضطرنا
المرض الى الاعتراف بأن الحياة يمكن أن تمضي من دوننا , ومن دون هذا الدور
الصغير أو الكبير الذي طالما ظننا أن أحدا غيرنا لايمكنه أن يسد هذه الثغرة
التي نقف عليها.
مع المرض يكتشف المرء أن أولاده يمكنهم التكيف مع
الحياة من دونه , وأن أعماله يمكنها أن تسير دون اذنه , وأن بيته لن ينهدم
في حال ازاحته من الطريق , فالحياة تمضي لاتلوي على أحد , ولاتتوقف لمرض
أحد , ولاتغير مسارها لموت أحد .
المرض فرصة شبه وحيدة ليعرف المرء
مشاعر الآخرين الحقيقية نحوه , وليكتشف كم هي هائلة وقذرة أكوام المشاعر
المزيفة التي كانت تحيط به من كل حدب وصوب .
كم هو كبير وخطير حجم
النفاق وحجم الوصوليين , وحجم هؤلاء الذين يعتبرونك دخيلا على حياتهم
,فتكتشف على حين غرة أنك كنت أخا لبعض من لايريدون أخوتك , وصديقا لبعض من
ينفر من صداقتك , ولعل الواحد منا أن يعيش عمرا عريضا يداري اخوانه
وأصدقاءه , وهو يعلم حقيقة مشاعرهم نحوه ولكنه يخدع نفسه محبة واخلاصا لهم
,أوحرصا عليهم وخوفا من نأيه وبعده وبقائه وحيدا , حتى يأتيه المرض فيكشف
له كل الأقنعة , ويريه بأشعة خاصة حقيقة كل الوجوه التي كان يحب رؤيتها ,
وحقيقة كل الأصوات التي طالما تلهف لسماعها , وحقيقة كل القلوب التي طالما
جعلها في مكانة الملك والسلطان في قلبه ونفسه.
المرض محطة , ولعلها
المحطة الوحيدة الأكثر أهمية واثارة ومنفعة في حياة الانسان , لأنها تشعره
بانسانيته وعجزه وتكشف له عن حقائق طالما جبن عن أن يكشف الستار عنها ,
فتريه طبيعة الأشياء في حياته , وطبيعة الحياة وحقيقة مكانه في هذه الحياة.
المرض ..انه الفرصة شبه الوحيدة في حياتنا التي تجعلنا نفهم بكل
أبعاد الفهم حاجتنا الى الله , ومكاننا في هذه الأرض نسبة اليه , وافتقارنا
الشديد الى الاتكاء على نافذة الألم التي يفتحها لنا كل صباح ومساء لنعيش
تنفس الفجر ونسائم السلام والطمأنينة , خاصة عندما يقف الطب عاجزا عن
مساعدة المريض , وبعد اللهاث والجريان تعود الآمال يأسا , والدواء علقما
لايضر ولاينفع , ويلتفت المرء الى أول الطريق من حيث أتى , ومن حيث بدأ
ليرفع رأسه الى الأعلى , لعل نسائم الرحمة تأتيه بالفرج , ليتذكر أنه لاشاف
الا الله , ولارافع للبلاء الا هو.
المرض ..آلام تصفي الروح مما
علق بها من شوائب , ومعاناة تجعل القلب رقيقا , وتسمو بالروح الى عوالم حب
خاصة , يكتشف فيها المرء كل أولئك المحبين المخلصين الذين طالما جعلهم على
هامش حياته دون أن يلتفت اليهم , وهو يهرول نحو قلوب متصحرة عاجزة عن
مبادلته الحب أو الاخوة ...أو حتى الرثاء.
نوال السباعي / مدريد
الهادية- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
العـــــمـــــر : 60
عـــدد المساهمـــات : 62
الـمــــــــــــزاج : الحمد لله
رد: الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
المرض سبب من الاسباب التي تجعلنا نغادر هذه الدنيا و هو امتحان للانسان حتى يتخلى عن كبريائه و عجرفته
أمازيغ- عضو جديد
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العـــــمـــــر : 30
عـــدد المساهمـــات : 23
الـمــــــــــــزاج : فووووووووووووووووووووووووور
رد: الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الهادية- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
العـــــمـــــر : 60
عـــدد المساهمـــات : 62
الـمــــــــــــزاج : الحمد لله
رد: الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الهادية- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
العـــــمـــــر : 60
عـــدد المساهمـــات : 62
الـمــــــــــــزاج : الحمد لله
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: الحياة يمكن أن تمضي من دوننا
هذا صحيح بالنّسبة إلى المرض وإلى غيره من الصّدمات الّتي يتعرّض لها الإنسان في حياة كموت الأحبّة وغدر المقرّبين وكلّ ذلك ممّا ذكر بعضه في الموضوع. واللّبيب هو الّذي يدرك كيف يستخرج العبرة من تلك المحن فيزيد إيمانا والتصاقا بالله وزهدا في الدّنيا الكاذبة رغم الجراح الّتي ستعلق بفؤاده وروحه إلى الأبد ربّما. بيد أنّ الضّعيف من العباد يفتتن بتلك المصائب فيصيبه الانهيار وربّما يلجأ إلى الانتحار والعياذ بالله.
ومن النّاس من يحسّ بصغره في الكون وتفاهته في مقياس الخلق فقط من عمله كذلك الغربيّ متسلّق الجبال الّذي سمعته يتحدّث ذات يوم وهو على قمّة بعض الأطواد الأوروبّيّة:
-إنّ الجبال علّمتني التّواضع وكسر الكبرياء لأنّ ابن آدم لا شيء أمام عظمة الطّبيعة!
فأين المسلم المؤمن من هذه الحكمة؟
ومن النّاس من يحسّ بصغره في الكون وتفاهته في مقياس الخلق فقط من عمله كذلك الغربيّ متسلّق الجبال الّذي سمعته يتحدّث ذات يوم وهو على قمّة بعض الأطواد الأوروبّيّة:
-إنّ الجبال علّمتني التّواضع وكسر الكبرياء لأنّ ابن آدم لا شيء أمام عظمة الطّبيعة!
فأين المسلم المؤمن من هذه الحكمة؟
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
مواضيع مماثلة
» و تمضي الأيام
» هل من أحد يمكن أن يقول لي أين العدالة؟؟؟؟
» حذار... يمكن ان تصبح انسانا بلاستيكيا
» ماذا يمكن أن تفعله في دقيقة واحدة
» هل يمكن ان تكون بهذه الدرجة من الذكاء
» هل من أحد يمكن أن يقول لي أين العدالة؟؟؟؟
» حذار... يمكن ان تصبح انسانا بلاستيكيا
» ماذا يمكن أن تفعله في دقيقة واحدة
» هل يمكن ان تكون بهذه الدرجة من الذكاء
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: المكتبــــــــةالأدبيــــــــة والثقافيــــــــة :: همسات ثقافيـــة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس