الجواب المُفحم

الجواب المفحم

يقال : جواب الأحمق السكوت عنه

لكن الإنسان يتعرّض أحيانا لمواقف تستدعي منه الرّد الفوري
و أيّ ردّ ؟ لابدّ أن يكون مفحِما و مخرساً للأفواه.

يعتبر الجواب المُفحِم فنًا من فنون الكلام الذي لا يُتقنه إلا النّزر القليل
من الناس.

فكثيرا ما يهدر الذي لا يُقدّر الآخرين فيخطئ في حقّهم و يستخفّ برأيهم ..

فيأتيه الجواب الذي يخرسه و يجعله يندم على ما بدر منه تجاههم.

وهو خير من السكوت لأنه يلقن السفيه درساً ويجعله عبرة لغيره ..

و للجواب المُفحم المُخرِس قيمته في فوريته وسرعته ..

فهو يأتي كالقذيفة يسدّ فم السفيه ..

وفي مايأتي أمثلة عن الجواب المخرس و المفحم !

- جواب الشهير برناردشو حين قال له كاتب مغرور

أنا أفضل منك فأنت تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف ..

فقال له برناردشو على الفور ..

صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه !!

- وسأل ثقيل بشار بن برد قائلاً

ما أعمى الله رجلا إلا عوضه فبماذا عوضك ؟

فقال بشار بأن لا أرى أمثالك !

- قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون

إنه لأمر مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس!

فقال على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيراً !

- تزوج أعمى امرأة فقالت

لو رأيت بياضي وحسني لعجبت ..

فقال: لو كنت كما تقولين ما تركك المبصرون لي !

ويروى أن رجلاً قال لإمرأته

ماخلق الله أحب إلي منك ..

فقالت : ولا أبغض إلي منك!

فقال : الحمد لله الذي أولاني ما أحب وابتلاك بما تكرهين !!

- قال رجل لبرناردشو ..

أليس الطباخ أنفع للأمة من الشاعر أو الأديب ؟؟

فقال : الكلاب تعتقد ذلك !!

- قال الحجاج لرجل من الخوارج

والله إني لأبغضك !

فقال: أدخل الله الجنه أشدنا بغضاً لصاحبه !

و طلب رجل من الآخر أن يقرأ له رسالة.

فقال الثاني : لا أعرف القراءة !

فقال له : كيف برجل مثلك يرتدي بذلة أنيقة و ربطة عنق و لايعرف القراءة ؟

فنزع الثاني ربطة العنق و منحها إيّاه قائلا له : اقرأ الآن الرسالة..!