زلزال في بيت "قناة الجزيرة": صحفيون يستقيلون ..

زلزال في بيت "الجزيرة"
أنباء عن استقالة الإعلامي بن جدو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


بعد أن فقدت قناة الجزيرة مهنيتها وموضوعيتها، وخسرت جزءا كبيرا من جمهورها، ها هي القناة الموبوءة بالتحريض وإشعال الفتن، تخسر مدير مكتبها في العاصمة اللبنانية بيروت، الإعلامي اللامع غسان بن جدو، وهو ما يعد بمثابة زلزال قوي في بيت القناة القطرية، وذلك لأسباب تعود إلى طريقة التناول الإعلامي لقناة الجزيرة للقضايا الدولية، وطريقة تغطيتها للأحدث الجارية في الوطن العربي، التي وصفها بكونها قد أنهت حلماً كاملاً من المهنية والموضوعية، و"باتت مهنيتها في الحضيض، بعدما خرجت الجزيرة عن كونها وسيلة إعلام، وتحولت إلى غرفة عمليات للتحريض والتعبئة". وفي هذا التقرير، نتناول آراء بعض الإعلاميين الجزائريين، في استقالة بن جدو وطريقة تناول الجزيرة للأحداث الدائرة في الوطن العربي، وتعاطيها مع أهم المستجدات على الساحة السياسية الدولية، وهي الآراء التي أدلوا بها في تصريحات لجريدة "المشوار السياسي".
دعدوش يدعو الإعلاميين الأحرار للاقتداء ببن جدو
ثمن الإعلامي وائل دعدوش رئيس النادي الإعلامي لأصدقاء الرئيس الخطوة التي قام بها الإعلامي غسان بن جدو، الذي رفض حسبه الاستمرار في حملات التحريض والتمويه التي تقوم بها الجزيرة، واستشهد دعدوش على ذلك بمسيرة 12 فيفري التي تمت بالجزائر العاصمة، التي لم يتعد المشاركون بها 200 شخص، فيما صرحت الجزيرة بمشاركة 4000 شخص، مما يشكل حسبه دليل قاطع على عدم مهنية الجزيرة. مؤكدا أنه الأمر الذي كان يجب أن يتم منذ مدة طويلة، وهي المدة التي بدأت الجزيرة خلالها في تحوير الأحداث، ودفع الرأي العام العربي على الخصوص إلى القيام بثورات غوغائية ضد أنظمته. ودعا دعدوش كل الإعلاميين الأحرار إلى مغادرة قناة الجزيرة والاستقالة من مكاتبها، نظرا للتهويل والتضليل الإعلامي الذي أصبحت تمارسه تجاه مشاهديها. وكان وائل دعدوش قد أعلن عن رأيه هذا في مقال نشر سابقا على موقع النادي.
كمال جوزي: الجزيرة تعتمد على أسلوب التمويه
أوضح جوزي كمال مدير التحرير بيومية "الخبر" أن المبادئ التي ترتكز عليها الجزيرة في تغطية الأحداث الجارية، لم تتغير يوما، ذلك أنها طالما اعتمدت أسلوب التمويه في تغطية الأخبار، مشيرا إلى أن استقالة مدير مكتب بيروت، ليس الأول من نوعه، حيث سبقته على ذلك ريمة صالحة ومنتهى الرمشي وطلال الحاج، الذين استقالوا حسبه لنفس السبب المتمثل في كون "الجزيرة" أصبحت غير عادلة في تغطية الأخبار، من حيث أنها تخدم سياسة دولة قطر بالدرجة الأولى تجاه جاراتها، مما يجعلها قناة غير مستقلة، وهو عكس ما يعتقده المشاهدون. وأشار جوزي إلى وجود مؤشرات كثيرة توضح أن الجزيرة لا تخدم الإعلام الموضوعي، كونها لم تغط عدة أحداث تتعلق في دول عربية، في حين راحت تهول أحداث في دول أخرى، مما يبرز حسبة انتهاجها لأسلوب غير مهني حولها إلى وسيلة دعائية تستعملها قطر لخدمة أغراضها السياسية الخاصة. وحسب جوزي فإن القناة ورغم كون قطر طرفا في قصف ليبيا، إلا أنها تتناول الموضوع على أنه أمر ايجابي، فتنتقي الأشخاص المتدخلين عبرها بما يخدم خطها وسياستها، ليعلقوا على الأحداث بالطريقة التي تريدها قطر. فإذا كانت قطر تتعامل مع سوريا في إطار سياسي محدد، فلن تخرج الجزيرة بدورها عن ذلك الإطار، مما جعلها طرفا في الصراعات القائمة في الوطن العربي، بحيث تعمل على تهيأة الرأي العام العالمي لتقبل ما يحدث، فقادت الحوار الذي دار في الشارع التونسي والمصري عن طرق الهاتف النقال، واستطاعت أن تحرك الشعوب للانتفاضة ضد أنظمتهم، كما تلعب الدور الريادي في الشأن الليبي حاليا، حيث تقتصر مهمتها الإعلامية حاليا على تغطية الأحداث في بنغازي.
نصر الدين نوار: "القناة تنظر للأحداث العربية بعين واحدة"
من جهته أشار نصر الدين نوار رئيس تحرير جريدة "الأيام" إلى أن قناة الجزيرة حاليا تفقد صحفييها، ذلك أنها أصبحت وسيلة سياسية أكثر منها إعلامية، واعتبر أن الجزيرة طالما تظاهرت بالموضوعية فيما غضت الطرف على ما يحدث في البحرين وحتى في ليبيا، بحيث حورت الواقع، بدليل أن الشعب الليبي غير موجود في معادلة الأحداث الجارية، والتي قدمتها الجزيرة للرأي العام العالمي بعين وحدة، مما جعلها مجرد أداة تخطت الخطوط الحمراء للعمل الإعلامي ذو المهنية والمصداقية. وطرح نواري تساؤلات عديدة مفادها أنه كمتتبع لم يلمس بعد معارضة الشعب لنظام القذافي، بل إن القضية في مجملها تدور بين الثوار والقذافي، فيما تبقى إرادة الشعب الليبي غائبة، ذلك أن الجزيرة لم تلجأ إلى استقاء الخبر من الجهتين المتناقضتين، بل أبدت انحيازها المباشر لجهة الثوار على أساس مصادر غير موثوقة تعتمد بالدرجة الأولى على أفلام فيديو مصورة بالهاتف النقال، مما يجعلها قناة تنازلت عن الكثير من مبادئها المعهودة.
الشيخ بن خليفة: "الجزيرة خسرت بن جدو.. وهو ربح ضميره"
ويرى الشيخ بن خليفة رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" أن استقالة صحفي، مهما كان وزنه، من قناة بقيمة وزن وزخم قناة الجزيرة شجاعة حقيقية، وقرار يستحق الإكبار، خصوصا أن المصدر الذي أكد نبأ استقالة بن جدو أرجع السبب إلى سخطه على لا مهنيتها في التعامل مع العديد من القضايا. وإذا صحت استقالة غسان بن جدو – يضيف بن خليفة- ، فإن القناة القطرية تكون قد خسرت اسما كبيرا، ويكون بن جدو قد كسب ضميره، ورفع أسهمه الإعلامية، خصوصا بعد أن تحولت قناة الجزيرة إلى طرف في بعض الانتفاضات والاحتجاجات العربية، بدلا من أن تكتفي بنقل ما يجري، كما طرح من جهته عدة تساؤلات حول رد فعل الجزيرة وكيفية تعاملها مع الموضوع لو انتفض الشعب القطري ضد ممارسات العائلة الحاكمة؟. وأكد المتحدث أنه أمر مؤسف أن تنزلق قناة إخبارية، كانت تحظى بمصداقية كبيرة، في وحل التحريض ونشر الفتن، وقال أنها سقطت سقطة كبيرة في أعين المشاهد حين قامت بتضخيم العديد من الوقائع في بلادنا، وتزييف الكثير من الحقائق، ولو كان لسوريا أو ليبيا وغيرها قنوات إخبارية قوية ذات مصداقية حسبه، لأمكنها التصدي لأكاذيب القناة القطرية.
ربيع عماري: "الجزيرة تقتات من تهويل الأحداث"
من جهته ربيع عماري صاحب حصة العالم في أسبوع بالقناة الإذاعية الدولية، أنه رغم إمكانية ارتباط استقالة غسان بن جدو بخلفيات أخرى غير معروفة، إلا أنه أكد على ارتباط الخط الافتتاحي للجزيرة بأغراض سياسية، فهي أول قناة إعلامية تعترف بالدولة الإسرائيلية وتفتح مكتبا لها هناك، وطرح بدوره تساؤلا عن سبب انتظار غسان طوال هذه المدة ليستقيل من القناة، رغم أن ممارسات الجزيرة واضحة منذ البداية، بحيث تقتات على ما يحدث في الدول العربية الضعيفة، التي ا تستطيع الدفاع عن نفسها، لترسل رسائل مشفرة على غرار ما يحدث في الملف الليبي، الذي أوضح انحيازها التام، ولا يخفى حسبه أهدافها ضد الجزائر التي بدأت في العمل عليها منذ تسعينات القرن الماضي.
رضوان رشدي: الجزيرة تملك مشروع واضح المعالم
من جهته، أفاد رضوان رشدي رئيس تحرير جريدة "الفجر" اليومية، أن الجزيرة تملك منذ تأسيسها مشروع واضح المعالم، حولها على قاعدة عسكرية، فاستطاعت ان تنجز ما عجزت عنه أكبر القواعد العسكرية حسبه، وذلك بما يخدم مصالح معينة لبعض الدول العربية على حساب الأخرى، بحيث تعاملت مع الكثير من ألأحداث في العالم العربي على غرار البحرين واليمن، بطريقة بعيدة تماما عن المهنية التي كانت إلى وقت ما تسمى بالقناة الحرة. وأوضح ان غسان ليس إلا واحدا ممن سايروا كواليس القناة، سواء كان أمر استقالته مدبرا أم لا إلا انه يرتكز على سوء التسيير في خضم الحراك السياسي والجيوسياسي الحالي، مضيفا أن القناة طالما ارتكزت في أخبارها على مصادر واصطلاحات ليست لها علاقة بالعمل الإعلامي المهني، على غرار "شاهد عيان"، فيما تستقي أغلب معلوماتها عبر الهاتف، مما جعلها مصدر غير جدير بالثقة. وأضاف ان غسان بن جدو معروف بقربه من التيار الشيعي في المنطقة، وبعلاقته الوطيدة بالنظام في سوريا، مرجحا أن ما يحدث في سوريا، والذي أزعج أطراف من لبنانية وحزب الله على وجه الخصوص، قد يكون السبب الرئيس في موقف غسان تجاه الجزيرة، كونه معروف بعلاقاته الوطيدة مع هذه الأطراف التي لا يخدمها تغذية الصراع في سوريا على شاكلة ما تقوم به الجزيرة حاليا.
كمال وافي: "الجزيرة تنفذ أجندة سياسية"
كما أوضح وافي كمال إعلامي من مكتب قناة الإخبارية الفضائية بالجزائر، أن الجزيرة لم تخرج عن خط قطر السياسي الذي تريد تجسيده، وتريد إقناع الرأي العام العربي والعالمي به بحيث تروج، للأخبار من الجهة التي تراها مناسبة لسياستها الإعلامية.

قناة ليست نزيهة ، و لاتنقل الحقائق كما يدعي مالكوها