أنت يا سيدي الذي خفت !!
3 مشترك
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: المكتبــــــــةالأدبيــــــــة والثقافيــــــــة :: نـكـت و نــــوادر
صفحة 1 من اصل 1
أنت يا سيدي الذي خفت !!
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
أنت يا سيدي الذي خفتَ ! :
كان أمام وكيل النيابة قضية , وكان أحد شهودها طفل , فقلقَ الوكيلُ خوفا من أن يرتبكَ الطفلُ , فانفرد به وقال له " لا تخف ولا تضطرب . تكلم بهدوء . لن يحدث شيء بإذن الله , ..." , ثم سأل الوكيلُ الطفلَ " هل أنت خائفٌ ؟!" , فقال الطفل " لا يا سيدي , بل أنت الخائف "!!! .
تعليق :
1-خير الأمور أوسطها , ومنه فالخوف الزائد سيء والاطمئنان الزائد سيئ كذلك . وحتى في العلاقة مع
الله - لا مع العبد - , فإن الخوف الزائد إلى درجة اليأس من رحمة الله لا يجوز وهو كفر بالله الرحمان الرحيم , والاطمئنان الزائد إلى درجة الأمن من مكر الله حرام كذلك وكأنه كفر بالله شديد العقاب .
2- الخوف الزائد يُـولِّـد أحيانا خوفا زائدا , كما أن التعصبَ يولد في الكثير من الأحيان تعصبا مضادا . ومنه فإننا أحيانا نثير القلقَ عند الشخص من كثرة ما نبالـغُ في العمل من أجل إبعاده عن مثيرات القلق , ثم نقول له " لا تقلق " . وكذلك فإننا نثير الخوف عند الطفل من كثرة ما نتحدث معه عن مثيرات الخوف , ثم نقول له " لا تخف " .
3- كل شيء زاد عن حده يمكن جدا أن ينقلب إلى ضده , ومنه فإن الخوف الزائد قد يسيء أحيانا إساءات بالغة للأسف الشديد .
4- أحيانا يمكن للمرأة أن تكون سببا في إصابة ولدها بالخوف والخلعة والوسواس والقلق و ... لسنوات وسنوات , بسبب أن الأم رأت ولدَها مجروحا بجرح بسيط , ولكنها عندما رأتْ جرحَ ابنها ( البسيط الذي يُـعالَـج بسهولة ويرتاح منه الولد خلال ساعات أو أيام ) وبضع قطرات دم على وجهه , وعوض أن تواجه الحادثَ البسيطَ ببساطة وتعالجَ الأمر بحكمة , صرختْ وولولت ولطمت الخدود وشقت الجيوب ودعت بدعوى الجاهلية و ... أمام ابنها , وتصايحت بمثل " لقد قتلوا ابني , والله سننتقم ممن ضربه , يا ويلي ويا ويل ابني , أين سيارة الإسعاف , أين أبوه , ...!!!؟ ". وبسبب هذه الخوف الزائد عند الأم يمكن أن يمرض الابن لسنوات طويلة ويصبح لا يطيق رؤية اللون الأحمر ( لون الدم ) ولا رؤية شاة تذبح , كما لا يقبل أبدا أن يأكل ولو قطعة لحم صغيرة ولا دجاجا ولا سمكا ولا ...كل ذلك وأكثر من ذلك بسبب خوف زائد ومبالغ فيه صدر عن الأم في يوم من أيام طفولة الطفل .
5- ومع كل ذلك ومع ما سبق أن قلـتُـه , يمكن أن أضيفَ بأنه يستحب للشخص أحيانا أن يعالج شيئا بضده :
ا- يمكن لمن كان مدمنا على شرب الدخان - إن أراد التخلص من شرب الدخان – أن ينتقل إلى الضد تماما , حتى يتمكن تماما من التخلص مما أدمن عليه , وذلك بأن يمزق السجائر الأخيرة ولا يدخل إلى أي محل تجاري يباع فيه الدخان ويقطع صلته تماما بمخالطة أو مصاحبة أي شخص يتناول الدخان ,
و... وهكذا ...
ب- يمكن لمن يخاف على نفسه من شيء أن يقطع تماما كل الطرق والسبل التي يمكن أن تقربه
( لا أن توصله ) إلى ما يخافه على نفسه . ومن هنا أذكر الآن أنني وقبل 33 سنة ( أي عندما كنتُ طالبا في الجامعة ) , كان البعضُ من زملائي يسيرون – بنية حسنة أو سيئة - أحيانا على طريق تمر أمام بيوت الدعارة ( في مدينة ...) حيث تعرضُ عشراتُ النساء أجسادَهن ( شبه العارية ) على كل غادي أو رائح من الرجال . أنا الآن أذكر أنني كنتُ دوما أرفض ثم أرفض أن أمر حيث يمرون حتى لا تقع عيني على ما لا يجوز النظر إليه . وكانت نفسي تحدثني أحيانا " يا عبد الحميد أنظر اليوم ولا تنظر غدا " , ولكنني كنتُ أرفض النظرَ اليوم وغدا وبعد غد , كما كانت نفسي تحدثني أحيانا أخرى " يا عبد الحميد سر على هذا الطريق , ولا تنظر , حتى تثبت لنفسك أنك قوي الإيمان ! " , ولكنني كنتُ أرفض هذا المنطق لأن عدم تعريض النفس للبلاء أولى , ولأن النجاح في الامتحان وعدم نظري إلى ما حرم الله غير مضمون , ولأن النفس أمارة بالسوء , ولأن رسول الله ما ترك بعده فتنة أشد على الرجال من النساء .
6- فرق بين الخوف من الله الذي هو تقوى وورع وإيمان مطلوب منا تنميته وتزكيته , كمن لا يشرب من كأس شُربت به خمر حتى يُـغسل الكأسُ أكثر من مرة بالصابون , أو لا يشرب من مشروب شك في أنه يحتوي على كحول , أو لا يأكل من لحم رأى أنها لحيوان لم يذبح على الطريقة الإسلامية أو ...
وبين الخوف من الله الذي هو وسواس أو مرض يحتاج إلى طبيب يعالجُهُ , كمن يعيش في قرية سُـرقت فيها بقرةٌ , وبسبب من ذلك امتنع هذا الشخصُ عن شراء لحم البقر أو أكله خوفا من أن يكون اللحم المأكول أو الذي يشتريه من السوق هو للبقرة المسروقة في يوم من الأيام !!!.
والله أعلم بالصواب .
عبد الحميد رميته , الجزائر
أنت يا سيدي الذي خفتَ ! :
كان أمام وكيل النيابة قضية , وكان أحد شهودها طفل , فقلقَ الوكيلُ خوفا من أن يرتبكَ الطفلُ , فانفرد به وقال له " لا تخف ولا تضطرب . تكلم بهدوء . لن يحدث شيء بإذن الله , ..." , ثم سأل الوكيلُ الطفلَ " هل أنت خائفٌ ؟!" , فقال الطفل " لا يا سيدي , بل أنت الخائف "!!! .
تعليق :
1-خير الأمور أوسطها , ومنه فالخوف الزائد سيء والاطمئنان الزائد سيئ كذلك . وحتى في العلاقة مع
الله - لا مع العبد - , فإن الخوف الزائد إلى درجة اليأس من رحمة الله لا يجوز وهو كفر بالله الرحمان الرحيم , والاطمئنان الزائد إلى درجة الأمن من مكر الله حرام كذلك وكأنه كفر بالله شديد العقاب .
2- الخوف الزائد يُـولِّـد أحيانا خوفا زائدا , كما أن التعصبَ يولد في الكثير من الأحيان تعصبا مضادا . ومنه فإننا أحيانا نثير القلقَ عند الشخص من كثرة ما نبالـغُ في العمل من أجل إبعاده عن مثيرات القلق , ثم نقول له " لا تقلق " . وكذلك فإننا نثير الخوف عند الطفل من كثرة ما نتحدث معه عن مثيرات الخوف , ثم نقول له " لا تخف " .
3- كل شيء زاد عن حده يمكن جدا أن ينقلب إلى ضده , ومنه فإن الخوف الزائد قد يسيء أحيانا إساءات بالغة للأسف الشديد .
4- أحيانا يمكن للمرأة أن تكون سببا في إصابة ولدها بالخوف والخلعة والوسواس والقلق و ... لسنوات وسنوات , بسبب أن الأم رأت ولدَها مجروحا بجرح بسيط , ولكنها عندما رأتْ جرحَ ابنها ( البسيط الذي يُـعالَـج بسهولة ويرتاح منه الولد خلال ساعات أو أيام ) وبضع قطرات دم على وجهه , وعوض أن تواجه الحادثَ البسيطَ ببساطة وتعالجَ الأمر بحكمة , صرختْ وولولت ولطمت الخدود وشقت الجيوب ودعت بدعوى الجاهلية و ... أمام ابنها , وتصايحت بمثل " لقد قتلوا ابني , والله سننتقم ممن ضربه , يا ويلي ويا ويل ابني , أين سيارة الإسعاف , أين أبوه , ...!!!؟ ". وبسبب هذه الخوف الزائد عند الأم يمكن أن يمرض الابن لسنوات طويلة ويصبح لا يطيق رؤية اللون الأحمر ( لون الدم ) ولا رؤية شاة تذبح , كما لا يقبل أبدا أن يأكل ولو قطعة لحم صغيرة ولا دجاجا ولا سمكا ولا ...كل ذلك وأكثر من ذلك بسبب خوف زائد ومبالغ فيه صدر عن الأم في يوم من أيام طفولة الطفل .
5- ومع كل ذلك ومع ما سبق أن قلـتُـه , يمكن أن أضيفَ بأنه يستحب للشخص أحيانا أن يعالج شيئا بضده :
ا- يمكن لمن كان مدمنا على شرب الدخان - إن أراد التخلص من شرب الدخان – أن ينتقل إلى الضد تماما , حتى يتمكن تماما من التخلص مما أدمن عليه , وذلك بأن يمزق السجائر الأخيرة ولا يدخل إلى أي محل تجاري يباع فيه الدخان ويقطع صلته تماما بمخالطة أو مصاحبة أي شخص يتناول الدخان ,
و... وهكذا ...
ب- يمكن لمن يخاف على نفسه من شيء أن يقطع تماما كل الطرق والسبل التي يمكن أن تقربه
( لا أن توصله ) إلى ما يخافه على نفسه . ومن هنا أذكر الآن أنني وقبل 33 سنة ( أي عندما كنتُ طالبا في الجامعة ) , كان البعضُ من زملائي يسيرون – بنية حسنة أو سيئة - أحيانا على طريق تمر أمام بيوت الدعارة ( في مدينة ...) حيث تعرضُ عشراتُ النساء أجسادَهن ( شبه العارية ) على كل غادي أو رائح من الرجال . أنا الآن أذكر أنني كنتُ دوما أرفض ثم أرفض أن أمر حيث يمرون حتى لا تقع عيني على ما لا يجوز النظر إليه . وكانت نفسي تحدثني أحيانا " يا عبد الحميد أنظر اليوم ولا تنظر غدا " , ولكنني كنتُ أرفض النظرَ اليوم وغدا وبعد غد , كما كانت نفسي تحدثني أحيانا أخرى " يا عبد الحميد سر على هذا الطريق , ولا تنظر , حتى تثبت لنفسك أنك قوي الإيمان ! " , ولكنني كنتُ أرفض هذا المنطق لأن عدم تعريض النفس للبلاء أولى , ولأن النجاح في الامتحان وعدم نظري إلى ما حرم الله غير مضمون , ولأن النفس أمارة بالسوء , ولأن رسول الله ما ترك بعده فتنة أشد على الرجال من النساء .
6- فرق بين الخوف من الله الذي هو تقوى وورع وإيمان مطلوب منا تنميته وتزكيته , كمن لا يشرب من كأس شُربت به خمر حتى يُـغسل الكأسُ أكثر من مرة بالصابون , أو لا يشرب من مشروب شك في أنه يحتوي على كحول , أو لا يأكل من لحم رأى أنها لحيوان لم يذبح على الطريقة الإسلامية أو ...
وبين الخوف من الله الذي هو وسواس أو مرض يحتاج إلى طبيب يعالجُهُ , كمن يعيش في قرية سُـرقت فيها بقرةٌ , وبسبب من ذلك امتنع هذا الشخصُ عن شراء لحم البقر أو أكله خوفا من أن يكون اللحم المأكول أو الذي يشتريه من السوق هو للبقرة المسروقة في يوم من الأيام !!!.
والله أعلم بالصواب .
رميته- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 09/06/2012
العـــــمـــــر : 69
عـــدد المساهمـــات : 88
الـمــــــــــــزاج : هادئ
zizou- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
العـــــمـــــر : 36
عـــدد المساهمـــات : 99
الـمــــــــــــزاج : بشوش
مواضيع مماثلة
» عام في زاوية سيدي اسعيد إبسِّيسَن
» من الذي يستطيع العيش بدونه ؟؟؟
» المجنون الذي أبكى العقلاء
» من الفطن الذي يجيب على هذا اللغز؟
» من الفطن الذي يجيب على هذا اللغز؟
» من الذي يستطيع العيش بدونه ؟؟؟
» المجنون الذي أبكى العقلاء
» من الفطن الذي يجيب على هذا اللغز؟
» من الفطن الذي يجيب على هذا اللغز؟
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: المكتبــــــــةالأدبيــــــــة والثقافيــــــــة :: نـكـت و نــــوادر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس