مقالة فلسفية حول اشكالية الجريمة والعقاب
2 مشترك
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: التعليم الثانوي :: منتدى شهادة البكالوريا BAC :: شعبة الآداب و العلوم الإنسانية
صفحة 1 من اصل 1
مقالة فلسفية حول اشكالية الجريمة والعقاب
0نص السؤال : هل المجرم المسؤول الوحيد عن جرائمه ؟
مقدمة : إن الحديث عن المسؤولية يقودنا إلى الحديث عن فكرة الجزاء فإذا كانت المسؤولية هي تحمل الفرد لنتائج أفعاله فالجزاء هو النتيجة المترتبة عن تحمل المسؤولية إذ لا يمكن أن تستقيم الحياة الاجتماعية إلا بتحديد المسؤوليات ولا فائدة من تحديد المسؤوليات دون تطبيق الجزاء لكن المشكلة التي تواجه عملية تطبيق الجزاء هي مشروعيته بمعنى هل كل إنسان يقوم بفعل يكون وحده المسؤول عنه ؟ أو بمعنى آخر إذا صدر عن الإنسان فعل شر فهل نعتبره مجرما ونحمله وحده نتائج الفعل , أم أن هناك أطرافا أخرى يجب أن تتحمل معه نتائج فعله ؟
التحليل :
عرض منطق الأطروحة:النظرية العقلية: المجرم مسؤول وحده عن جرائمه وهي أقدم المذاهب و أكثرها انتشارا و يرى هذا الموقف أن المجرم حر مختار و مسؤول عن أفعاله و لابد من عقابه.
الحجج: و قد برروا موقفهم بالحجج التالية: فالإنسان حر حرية مطلقة بالتالي فهو مسؤول مسؤولية مطلقة و الجزاء عندهم أو العقوبة هي من جنس الفعل أو الجريمة فهو إنصاف للمظلوم و تحقيق للعدالة و إرضاء لشعور الناس،و حماية للمجتمع من الجريمة فالغرض من العقوبة هو القصاص و تكفير ما حدث من خطيئة فالعقوبة ترمي الى أغراض معنوية روحية لا الى أغراض نفعية تتعلق بالزجر أو التخويف مثال ذلك إذا قتل الانسان وجب قتله و هنا قال مالبرانش: « ان الذي يريد أن لا يعاقب الجور و إدمان الخمر لا يحب الله ».إن الجزاء في نظر فلاسفة الأخلاق هو الثواب والعقاب والجزاء في الأصل هو الفعل المؤيد بقانون كالعقاب الذي يفرض على من ارتكب الجريمة فإذا تعمد شخص إلحاق ضرر بآخر فليس من المعقول ألا نعاقبه بل نجد المبرر الكافي الذي يدعونا لعقابه فالعقاب هنا مشروع وعادل كون الإنسان حر وعاقل وهذا نجده عند أصحاب النزعة العقلية ومنهم " أفلاطون " قديما حيث قال : " إن الله بريء والبشر هم المسؤولون عن اختيارهم الحر " وقال كانط حديثا :"إن الشرير يختار فعله بإرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث فهو بحريته مسؤول " ونجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند المعتزلة الذين يقولون : " إن الإنسان يخلق أفعاله بحرية لأنه بعقله يميز بين الخير والشر فهو مخير لا مجبر فهو مكلف مسؤول " والغرض من العقاب في نظر هذا الاتجاه هو مجازاة المجرم بحسب جريمته .كما يرى الفيلسوف الألماني ليبنتز أن العقوبة تساهم في إعادة النظام الذي خرقته فوضى الإجرام مثال ذلك أن الخائن لوطنه لا بد أن يعدم حتى لا يشجع أفرادا آخرين على الخيانة أو أن يمنع من دخول الوطن نهائيا وهو ما حدث للذين خانوا الجزائر و هم الحركى الذين منع عليهم دخول الجزائر.
نقد : ولكن مهما كانت حرية الإنسان وقدرته العقلية فإنه لا يمكن إهمال طبعه وظروفه فالإنسان خاضع لحتميات و عوامل نفسية و اجتماعية و وراثية تجعل اختياره محدودا و ترغمه على الجريمة، فهذه النظرية لا تهدف الى علاج الجريمة و إصلاح المجتمع بل تهدف الى العقاب لا غير .
عرض نقيض الاطروحة: النظرية الوضعية: المجرم لا يعتبر وحده المسؤول عن الجريمة فالجريمة حسبهم شيء حتمي و الانسان غير حر و غير مسؤول لأنه مريض يجب علاجه لا معاقبته.
الحجج: و قد برروا موقفهم بالحجج التالية: إن الدراسة الحديثة في مجال علم النفس وعلم الاجتماع أثرت كثيرا على المشرعين وغيرت نظرتهم إلى العقوبة والغاية منها وإلى المجرم و أساليب التعامل معه مما أدى بالمجتمع إلى الانتقال من التفكير في عقاب المجرم إلى التفكير في علاجه وإعادة إدماجه وتكييفه مع الجماعة وهو ما نجده عند أصحاب النزعة الوضعية ومنهم " لومبروزو Lombrozo " أحد ممثلي المدرسة الإيطالية في علم الإجرام (1835-1909) الذي يرى أن المجرم يولد مزودا باستعداد طبيعي و عوامل بيولوجية من خلال عمله كطبيب في السجون الايطالية فقد شرح حوالي 2000 جثة للمجرمين المتوفين فوجد أن معظمها تحمل تشوهات خلقية كالجباه المائلة و الأقدام المنمسحة مما يعني أن الإجرام وراثي عند هؤلاء و يؤيده العالم جودار الذي توصل في دراساته الى أن 50 % من المجرمين من ضعاف العقول بالوراثة و هذا يعني أنها فطرية ثابتة و قد قسم المجرمين الى خمسة أقسام:1المجرمون بالفطرة:بما أن الجرم فطري فهذا يعني أنه ثابت لا يمكن محوهم و لا إصلاحهم بل يجب قتلهم للإجرام 2 المجرمون بالعاطفة: مثال ذلك الصعيدي المصري الذي يقتل شخصا تبعا لعاطفته أو ما يعرف عندهم بالأخذ بالثأر 3المجرمون بالعادة: أي أن إجرامهم لا يخضع الى حتميات خارجية (المجتمع) بل نابع من الداخل نتيجة ضعف أخلاقي و غياب الضمير4المجرمون بالمصادفة: مثل شخص كان يقود سيارة و فجأة يصدم شخصا فيقتله دون قصد أو نية القتل أو ما يعرف بالقتل الغير متعمد .5 المجرمون المجانين : هم الأشخاص الذين يرتكبون جرائم نتيجة خلل عقلي و جزاؤهم إيداعهم في مصحات عقلية وكذا " فيري Ferri " 1856-1922 عالم إيطالي في الإجرام يرى أن المجرم لا يوجد مجرما ولكن تصنعه ظروف بيئته الاجتماعية الفاسدة فالجريمة نتيجة حتمية لمجموعة من المؤثرات والحتميات لابد عند توافرها من وقوع الفعل الإجرامي منها المؤثرات الاجتماعية كالفقر و التشرد والبطالة و التسرب المدرسي و هذا الاتجاه الواقعي حاول أن يبين الأسباب و هذا ما أطلق عليه اسم نظرية الإصلاح أو النظرية الوضعية و هي تدرس ما هو كائن أو موجود. والسرقة . كما نجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند الجبرية حيث يرون " إن الإنسان ليس علة أفعاله فهو مجبر على فعل الفعل بعلة ما فلا اختيار لإرادة الإنسان أمام إرادة الله المطلقة " وهؤلاء عموما يركزون على الجزاء الإصلاحي .إضافة الى العالم النفسي فرويد الذي يرى أن المجرم مدفوع بعوامل لاشعورية و رغبات مكبوتة مثل الرغبة في الانتقام و التعويض و الرغبة في الشهرة بالإجرام.. و المجرم لا يشعر بها فيجب أن يعامل معاملة المريض النفسي.
مناقشة : لكن الأخذ بهذا الموقف يلغي المسؤولية والجزاء لأن التسامح مع المجرم يزيد في عدد الإجرام وهذا يجعلنا نتساءل على من تقع التبعة وهل نهمل الضحية ؟ فهذه النظرية تهتم بالمجرم و تهمل المعتدى علية أو الضحية و ما يراه لومبروزو مشكوك فيه لأنه شرح جثث المجرمين من دون جثث غيرهم من غير المجرمين فقد تكون جثث غيرهم تحمل تشوهات خلقية و مع ذلك فليسوا بمجرمين.
التركيب: في كل من هذين الاتجاهين نجد بعض النقائص فالاتجاه العقلي يهتم بالجريمة ويهمل المجرم وكأن العقوبة غاية في ذاتها . كما أن الاتجاه الوضعي يهتم بالمجرم و يهمل فضاعة الجريمة وكأن المجرم لا ذنب له . إن العقاب الانتقامي يجعل من المجرم عدوا لدودا لمجتمعه كما أن الجزاء الإصلاحي قد يشجع المجرم على الإجرام وعليه فالمجرم يجب أن ينال العقاب لأنه مسؤول عن جرمه لكن درجة العقوبة تتحدد تبعا للظروف والدوافع التي دفعته للإجرام. .
الرأي الشخصي: لكنني أرى أن المجرم ليس المسؤول الوحيد عن الجريمة لأن المجتمع بما يفرضه من ضغوط و قوانين جائرة و استبداد و استغلال و فقر يرغم الأفراد على القيام بالثورة على المجتمع و التمرد على قوانينه و عاداته و يظهر ذلك في سلوك إجرامي و ﺇذا كان هناك من عقاب فالذي يجب أن يعاقب هو المجتمع لا الفرد لأنه مرغم على الإجرام مثال ذلك ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما تعرف بالحرقة فالمجتمع هو المسؤول هنا لأنه لم يهتم بمشاكل الشباب و لم يوفر لهم مناصب عمل لذلك ليس من العدل أن نعاقب هؤلاء الشباب بالسجن و نجعل منهم مجرمين لأن منهم حاملي الشهادات العليا و الدكاترة و المهندسون و الفنانون حتى..
الخاتمة : بناء على ما سبق نستنتج أن القول بالعقاب أول القول بالإصلاح فيه اعتراف ضمني بمدى مسؤولية المجرم عن جريمته غير أن تحديد مستوى المسؤولية ودرجة العقوبة يكون حسب شدة الاختيار وفضاعة الجريمة . وعليه فإن وصمة الإجرام تبقى عالقة بالمجرم مهما كانت الدوافع وقد جاء في القرآن الكريم « ولكم في القصاص حياة »..
مقدمة : إن الحديث عن المسؤولية يقودنا إلى الحديث عن فكرة الجزاء فإذا كانت المسؤولية هي تحمل الفرد لنتائج أفعاله فالجزاء هو النتيجة المترتبة عن تحمل المسؤولية إذ لا يمكن أن تستقيم الحياة الاجتماعية إلا بتحديد المسؤوليات ولا فائدة من تحديد المسؤوليات دون تطبيق الجزاء لكن المشكلة التي تواجه عملية تطبيق الجزاء هي مشروعيته بمعنى هل كل إنسان يقوم بفعل يكون وحده المسؤول عنه ؟ أو بمعنى آخر إذا صدر عن الإنسان فعل شر فهل نعتبره مجرما ونحمله وحده نتائج الفعل , أم أن هناك أطرافا أخرى يجب أن تتحمل معه نتائج فعله ؟
التحليل :
عرض منطق الأطروحة:النظرية العقلية: المجرم مسؤول وحده عن جرائمه وهي أقدم المذاهب و أكثرها انتشارا و يرى هذا الموقف أن المجرم حر مختار و مسؤول عن أفعاله و لابد من عقابه.
الحجج: و قد برروا موقفهم بالحجج التالية: فالإنسان حر حرية مطلقة بالتالي فهو مسؤول مسؤولية مطلقة و الجزاء عندهم أو العقوبة هي من جنس الفعل أو الجريمة فهو إنصاف للمظلوم و تحقيق للعدالة و إرضاء لشعور الناس،و حماية للمجتمع من الجريمة فالغرض من العقوبة هو القصاص و تكفير ما حدث من خطيئة فالعقوبة ترمي الى أغراض معنوية روحية لا الى أغراض نفعية تتعلق بالزجر أو التخويف مثال ذلك إذا قتل الانسان وجب قتله و هنا قال مالبرانش: « ان الذي يريد أن لا يعاقب الجور و إدمان الخمر لا يحب الله ».إن الجزاء في نظر فلاسفة الأخلاق هو الثواب والعقاب والجزاء في الأصل هو الفعل المؤيد بقانون كالعقاب الذي يفرض على من ارتكب الجريمة فإذا تعمد شخص إلحاق ضرر بآخر فليس من المعقول ألا نعاقبه بل نجد المبرر الكافي الذي يدعونا لعقابه فالعقاب هنا مشروع وعادل كون الإنسان حر وعاقل وهذا نجده عند أصحاب النزعة العقلية ومنهم " أفلاطون " قديما حيث قال : " إن الله بريء والبشر هم المسؤولون عن اختيارهم الحر " وقال كانط حديثا :"إن الشرير يختار فعله بإرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث فهو بحريته مسؤول " ونجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند المعتزلة الذين يقولون : " إن الإنسان يخلق أفعاله بحرية لأنه بعقله يميز بين الخير والشر فهو مخير لا مجبر فهو مكلف مسؤول " والغرض من العقاب في نظر هذا الاتجاه هو مجازاة المجرم بحسب جريمته .كما يرى الفيلسوف الألماني ليبنتز أن العقوبة تساهم في إعادة النظام الذي خرقته فوضى الإجرام مثال ذلك أن الخائن لوطنه لا بد أن يعدم حتى لا يشجع أفرادا آخرين على الخيانة أو أن يمنع من دخول الوطن نهائيا وهو ما حدث للذين خانوا الجزائر و هم الحركى الذين منع عليهم دخول الجزائر.
نقد : ولكن مهما كانت حرية الإنسان وقدرته العقلية فإنه لا يمكن إهمال طبعه وظروفه فالإنسان خاضع لحتميات و عوامل نفسية و اجتماعية و وراثية تجعل اختياره محدودا و ترغمه على الجريمة، فهذه النظرية لا تهدف الى علاج الجريمة و إصلاح المجتمع بل تهدف الى العقاب لا غير .
عرض نقيض الاطروحة: النظرية الوضعية: المجرم لا يعتبر وحده المسؤول عن الجريمة فالجريمة حسبهم شيء حتمي و الانسان غير حر و غير مسؤول لأنه مريض يجب علاجه لا معاقبته.
الحجج: و قد برروا موقفهم بالحجج التالية: إن الدراسة الحديثة في مجال علم النفس وعلم الاجتماع أثرت كثيرا على المشرعين وغيرت نظرتهم إلى العقوبة والغاية منها وإلى المجرم و أساليب التعامل معه مما أدى بالمجتمع إلى الانتقال من التفكير في عقاب المجرم إلى التفكير في علاجه وإعادة إدماجه وتكييفه مع الجماعة وهو ما نجده عند أصحاب النزعة الوضعية ومنهم " لومبروزو Lombrozo " أحد ممثلي المدرسة الإيطالية في علم الإجرام (1835-1909) الذي يرى أن المجرم يولد مزودا باستعداد طبيعي و عوامل بيولوجية من خلال عمله كطبيب في السجون الايطالية فقد شرح حوالي 2000 جثة للمجرمين المتوفين فوجد أن معظمها تحمل تشوهات خلقية كالجباه المائلة و الأقدام المنمسحة مما يعني أن الإجرام وراثي عند هؤلاء و يؤيده العالم جودار الذي توصل في دراساته الى أن 50 % من المجرمين من ضعاف العقول بالوراثة و هذا يعني أنها فطرية ثابتة و قد قسم المجرمين الى خمسة أقسام:1المجرمون بالفطرة:بما أن الجرم فطري فهذا يعني أنه ثابت لا يمكن محوهم و لا إصلاحهم بل يجب قتلهم للإجرام 2 المجرمون بالعاطفة: مثال ذلك الصعيدي المصري الذي يقتل شخصا تبعا لعاطفته أو ما يعرف عندهم بالأخذ بالثأر 3المجرمون بالعادة: أي أن إجرامهم لا يخضع الى حتميات خارجية (المجتمع) بل نابع من الداخل نتيجة ضعف أخلاقي و غياب الضمير4المجرمون بالمصادفة: مثل شخص كان يقود سيارة و فجأة يصدم شخصا فيقتله دون قصد أو نية القتل أو ما يعرف بالقتل الغير متعمد .5 المجرمون المجانين : هم الأشخاص الذين يرتكبون جرائم نتيجة خلل عقلي و جزاؤهم إيداعهم في مصحات عقلية وكذا " فيري Ferri " 1856-1922 عالم إيطالي في الإجرام يرى أن المجرم لا يوجد مجرما ولكن تصنعه ظروف بيئته الاجتماعية الفاسدة فالجريمة نتيجة حتمية لمجموعة من المؤثرات والحتميات لابد عند توافرها من وقوع الفعل الإجرامي منها المؤثرات الاجتماعية كالفقر و التشرد والبطالة و التسرب المدرسي و هذا الاتجاه الواقعي حاول أن يبين الأسباب و هذا ما أطلق عليه اسم نظرية الإصلاح أو النظرية الوضعية و هي تدرس ما هو كائن أو موجود. والسرقة . كما نجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند الجبرية حيث يرون " إن الإنسان ليس علة أفعاله فهو مجبر على فعل الفعل بعلة ما فلا اختيار لإرادة الإنسان أمام إرادة الله المطلقة " وهؤلاء عموما يركزون على الجزاء الإصلاحي .إضافة الى العالم النفسي فرويد الذي يرى أن المجرم مدفوع بعوامل لاشعورية و رغبات مكبوتة مثل الرغبة في الانتقام و التعويض و الرغبة في الشهرة بالإجرام.. و المجرم لا يشعر بها فيجب أن يعامل معاملة المريض النفسي.
مناقشة : لكن الأخذ بهذا الموقف يلغي المسؤولية والجزاء لأن التسامح مع المجرم يزيد في عدد الإجرام وهذا يجعلنا نتساءل على من تقع التبعة وهل نهمل الضحية ؟ فهذه النظرية تهتم بالمجرم و تهمل المعتدى علية أو الضحية و ما يراه لومبروزو مشكوك فيه لأنه شرح جثث المجرمين من دون جثث غيرهم من غير المجرمين فقد تكون جثث غيرهم تحمل تشوهات خلقية و مع ذلك فليسوا بمجرمين.
التركيب: في كل من هذين الاتجاهين نجد بعض النقائص فالاتجاه العقلي يهتم بالجريمة ويهمل المجرم وكأن العقوبة غاية في ذاتها . كما أن الاتجاه الوضعي يهتم بالمجرم و يهمل فضاعة الجريمة وكأن المجرم لا ذنب له . إن العقاب الانتقامي يجعل من المجرم عدوا لدودا لمجتمعه كما أن الجزاء الإصلاحي قد يشجع المجرم على الإجرام وعليه فالمجرم يجب أن ينال العقاب لأنه مسؤول عن جرمه لكن درجة العقوبة تتحدد تبعا للظروف والدوافع التي دفعته للإجرام. .
الرأي الشخصي: لكنني أرى أن المجرم ليس المسؤول الوحيد عن الجريمة لأن المجتمع بما يفرضه من ضغوط و قوانين جائرة و استبداد و استغلال و فقر يرغم الأفراد على القيام بالثورة على المجتمع و التمرد على قوانينه و عاداته و يظهر ذلك في سلوك إجرامي و ﺇذا كان هناك من عقاب فالذي يجب أن يعاقب هو المجتمع لا الفرد لأنه مرغم على الإجرام مثال ذلك ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما تعرف بالحرقة فالمجتمع هو المسؤول هنا لأنه لم يهتم بمشاكل الشباب و لم يوفر لهم مناصب عمل لذلك ليس من العدل أن نعاقب هؤلاء الشباب بالسجن و نجعل منهم مجرمين لأن منهم حاملي الشهادات العليا و الدكاترة و المهندسون و الفنانون حتى..
الخاتمة : بناء على ما سبق نستنتج أن القول بالعقاب أول القول بالإصلاح فيه اعتراف ضمني بمدى مسؤولية المجرم عن جريمته غير أن تحديد مستوى المسؤولية ودرجة العقوبة يكون حسب شدة الاختيار وفضاعة الجريمة . وعليه فإن وصمة الإجرام تبقى عالقة بالمجرم مهما كانت الدوافع وقد جاء في القرآن الكريم « ولكم في القصاص حياة »..
نسيمة- نائب المدير
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 22/07/2011
العـــــمـــــر : 43
عـــدد المساهمـــات : 2260
الـمــــــــــــزاج : هادئة
رد: مقالة فلسفية حول اشكالية الجريمة والعقاب
عمل رائع سيستفيد منه كثير من طلبة الثانوي
تقبل الله منك صالح الأعمال
mohamed07- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 09/01/2012
العـــــمـــــر : 61
عـــدد المساهمـــات : 594
الـمــــــــــــزاج : mmm
رد: مقالة فلسفية حول اشكالية الجريمة والعقاب
عمل رائع سيستفيد منه كثير من طلبة الثانوي
تقبل الله منك صالح الأعمال
mohamed07- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 09/01/2012
العـــــمـــــر : 61
عـــدد المساهمـــات : 594
الـمــــــــــــزاج : mmm
نسيمة- نائب المدير
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 22/07/2011
العـــــمـــــر : 43
عـــدد المساهمـــات : 2260
الـمــــــــــــزاج : هادئة
مواضيع مماثلة
» مقالة جدلية حول اشكالية الحرية
» مقالة فلسفية حول الحقيقة
» مقالة فلسفية متوقعة في البكالوريا
» مفهوم الجريمة و المجرم و الضحية..!!
» تحليل نص فلسفي حول اشكالية العمل
» مقالة فلسفية حول الحقيقة
» مقالة فلسفية متوقعة في البكالوريا
» مفهوم الجريمة و المجرم و الضحية..!!
» تحليل نص فلسفي حول اشكالية العمل
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: التعليم الثانوي :: منتدى شهادة البكالوريا BAC :: شعبة الآداب و العلوم الإنسانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس