الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام

الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام
عبد الله بن يوسف الجديع تأليف :

يرجع تاريخ هذا الكتاب إلى عام 1986 عندما ألف الشيخ عبدالله الجديع كتاب جمع فيه كل الأدلة من النصوص الحديثية ولآثار الموقوفة التي يستدل بها من يحرم الأغاني والموسيقى وبين درجتها ولقي الكتاب من أهل العلم قبولا ً كبيرا ً وأثنى على الكتاب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله في كتابة (تحريم آلات الطرب) إلا أن الشيخ الجديع لم يعطي رأيه الشرعي بالموضوع بل اكتفى بتخريج الأحاديث والآثار المنقولة فطلب منه الكثير من العلماء أن يبين رأيه الشرعي ولا يكتفي بالتخريج وكان منهم الشيخ الألباني رحمة الله

فقرر بعد سنين من البحث أن يؤلف دراسة فقهية لحكم الموسيقى والغناء لتكون مكملة للدراسة الأولى (ألحديثيه)

فخرج هذا الكتاب ليعلن فيه الشيخ رأيه الشخصي بمسائل كثيرة خاصة بالموسيقى والغناء وليصرح بجواز الموسيقى والغناء في الإسلام وجواز عدة مسائل منها صنع الآلات الموسيقية وبيعها وغناء المرأة والقول بعدالة المغني والمستمع للغناء والتصفيق والإنشاد وغيرها ويبين الضوابط الصحيحة لهذه المسائل ومنزلة الفن في الإسلام .

لكن أهمية هذا الكتاب لا تكمن في تبيان حكم شرعي معين
فقط بل في أسلوب البحث العجيب والدقة والذكاء في استخلاص الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة وعدم التقييد برأي العلماء المجتهدين بل محاولة التأكد من آرائهم وتبيان الصواب من الخطأ فيها بكل جرأه وموضوعية وأدب ومراجعة كل الأدلة التي احتجوا بها وعرضها على أصول الفقه واللغة والحديث للتأكد من صحة المسلك الذي ساروا به خصوصا ً أن الفن أرتبط تاريخيا ً وواقعا ً بأبواب كثيرة من أبواب الحرام مما جعل العلماء يتوسعون في باب التحريم سدا ً للذرائع لكن سد الذرائع لا يكون على حساب تحريف الدين وتغيير أحكامه حسب رأي الشيخ .

ويبدأ الكتاب الذي يقع في 635 صفحه بتعريفات وأصول وقواعد للغناء والموسيقى ثم يبدأ بنقاش مذهب المانعين للموسيقى والغناء ومرتكزا ته فيبدأ ببيان ما استدل به من القران ويناقش كل الأدلة التي استخدموها ويبين عدم وجود أي دليل من القران على تحريم الغناء أو الموسيقى

ثم ينتقل إلى مناقشة الاستدلال بالسنة التي يقسمها إلى ثلاث أنواع . أحاديث تصف اللهو ثم أحاديث تصف المعازف والغناء ثم أحاديث ظن المحرم دلالتها على التحريم ويبين عدم وجود أي تحريم صريح للغناء او الموسيقى بعد أن يناقش قضية الإجماع .

ثم يعرج على مذهب الصحابة والتابعين ويؤكد وجوده عندهم حتى في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ثم يتطرق لأقوال الأمة الأربعة ويؤكد عدم وجود إجماع بينهم على تحريم الموسيقى والغناء

ثم يبدأ بحثه مع أدلة التحليل التي استند إليها بحكم الغناء والموسيقى ويفصل ببعض المسائل الجانبية المرتبطة بالفن بشكل عام وهنا يكون الجزء الأول من الكتاب قد انتهى عند منتصف الكتاب ويبدأ بعدها الجزء الثاني الذي يفصل فيه عن تخريج الأحاديث والآثار المروية عن الصحابة والسلف ليبين ضعيفها من صحيحها .

صحيح أن الكتاب طويل ودسم لكنه درس يصعب تعلمه في مكان آخر ويعطيك سعة ونظرة شاملة لكيفية دراسة الأحكام الشرعية بتعمق .

و هل هذا الكتاب كفيل بإقناع سلفيي اليوم و عدد من المتشددين بأن تحريم
الغناء و الموسيقى ما هو إلا اجتهاد من علماء استدلوا على عدم جوازه
بناء على أحكام استنبطوها استنباطا من الكتاب و السنة ؟
ثم كيف ينظر هؤلاء إلى الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع بناء على موقفه من الغناء
الذي أورده في كتابه في وقت لا يعترفون إلا بكتب و آراء ابن تيمية و الباز و الألباني ...؟
فإذا كان قول الله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ
عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) (لقمان : 6 . هو المستند الذي ييستدلون به
على تحريم الغناء ، فإن لهو الحديث غير محصور في الغناء فحسب بل كلامنا من الصباح
إلى المساء لا يخلو من هذا اللهو و لو هو خال من الموسيقى و الطرب ، إذن فنحن
نستيقظ على اللهو و ننام عليه ..و كذلك كلمة اللغو التي جاءت في كثير من الآيات .
و عليه ، فمن يطلع من قساة القلوب و قاصري الفكر و النظر على كتاب الشيخ الفاضل
الذي أجاز الغناء بناء على الأحكام المستنبطة سيرمونه بالفسق و الخروج عن الملة ..
بل سيقولون أنه نكرة و يحرم الأخذ برأيه سدّا كذلك للذرائع ...
هذا التشدد هو الذي أوصل الإسلام و المسلمين اليوم إلى ما هم عليه ، حيث
أصبحت كل كلمة فيها إسلام أو مسلم إلا و ترمز إلى العنف و الإرهاب
و التطرف ، و الغريب في الأمر،منهم من يعتقد أنه يخدم الإسلام و هو أكبر هادم له.
نسأل الله تعالى السداد و الهداية ، و أن يبصّرنا إلى ما فيه خير لنا دينا و دنيا.

رائع جدا أستاذ بارك الله فيك

صدقت في كلّ ما قلته أخي أبا إلياس، وقبل يومين، وقعت لي هذه المشكلة بالذّات مع أحد هؤلاء المتطرّفين الّذي تجرّأ بالقول بأنّ الألبانيّ ( رحمه الله) يكاد يكون معصوما وبأنّه المرجعيّة الوحيدة لأهل السّنّة والجماعة. كما أنّه قال بأنّه لا أدب ولا ثقافة مع الإسلام ناهيك عن الموسيقا. والغريب في الأمر أنّ هذا المتعصّب متطرّف إلى أقصى الحدود في المجون والرّجس إذ يؤلّف بقلمه أخسّ قصائد الفجور ولا يتورّع من نشرها على الفايسبوك وإمضائها باسمه، فماذا عسى أن نقول بعد هذا أم تظنّ أنّ شيوخنا الأجلاّء مثل الجديع سيولونهم اهتماما وقد سبق المسيح وموسى ومحمّد عليهم السّلام أنفسهم إلى مواجهة مثل هذا العناد والجدال؟ بل إنّه كما قال ابن سينا رحمه الله: "بُلينا بقوم يظنّون أنّ الله لم يهدِ سواهم." اللّهمّ اجعلنا من الميسّرين ولا تجعلنا من المعسّرين.

شكرا يا نسيمة على مرورك الكريم ، و الشكر موصول أيضا
لأستاذتنا القديرة نجمة على تعقيبها المنير .
القصص مع هذا النوع من المتزمتين كثيرة و لا حصر لها يا أختاه ، و كنت أتقبل الفكرة
أو النقد لو يأتيني من شخص له اطلاع بالعلوم الشرعية و أصول الفقه و أراء العلماء،،
لكن أن يصل الأمر بأشخاص لا يحفظون إلا حديثا أو اثنين و بضعة آيات من القرآن
إلى أن يفتوا بالحرام أو الحلال في كل أمر يعرض عليهم فتلك هي الطامة الكبرى .
إليكم واحدة من هذه القصص التي عشتها شخصيا مع من يزكون أنفسهم :
صادف ذات يوم و أن استقل مركبتي في موكب عرس قريب لي يحسب على هؤلاء
و عند الاقتراب من بيت العروس أخذت السيارات تطلق أبواقها إعلانا على القدوم ،
فطلب مني مرافقي أن أتوقف عن ذلك ، و كان بيننا هذا الحوار :
قلت له: لماذا ؟
قال : لا يجوز
- هل لك دليل على ما تقول ؟
- لأن النبي لم يفعل ذلك.
- و هل شهد زمانه وجود سيارة أو أية مركبة أخرى ؟
- في زمانه ، كانوا يأتون بالعروس على متن الناقة ، و لا يكثرون من المدعوين
كما تفعلون أنتم الآن في مثل هذا الموكب.
- اذا كان الأمر كذلك ، فكيف يعرف الناس بأن فلانة تزوجها فلان ، و النبي
الذي تتحجج به قد أمرنا بإعلان الزواج و لو بالضرب على الدف ؟
- قال : بالدف نعم ، أما ما عدا ذلك فبدعة .
- قلت له : أليس إطلاق الأبواق أبلغ إعلانا للزواج بالنظر إلى عصرنا ،
أم أنك ضد التطور و العصرنة؟
- ذلك مخالف للسنة !
- هل لك دليل شرعي من الكتاب و السنة أو أي كتاب آخر على ما تقول ؟
- الأبواق تزعج الناس و المرضى ..
- و حتى الدف يزعجهم !
- المهم الدف رخّص به النبي لإعلان الزواج .
- إذا كان إطلاق الأبواق في مثل هذه المناسبة بدعة ، فلماذا تركب السيارة
التي تطلق هذه الأبواق ، فالأحرى بك أن تأتي على متن الناقة .
- فقال : إما أن تتوقف عن إطلاقها أو أنزل .
انحرفت بالسيارة يمينا ثم أوقفتها و على الفور قلت :
- تفضل ، انزل !
لكنه عدل عن النزول ،،
- قلت سنرى ماذا ستصنع في عرس ولدك ( ولده في العقد الثاني من العمر )
- قال : لا تحدثني عنه ، إنه خارج عن مسؤوليتي ، لم يعد قاصرا.
- و مع ذلك فأنت مسؤول عنه، أليس ابنك ؟
- ابني حين كان صغيرا ، أما الآن فقد تجاوز سن الرشد، و هجرته منذ مدة .
- الرسول (ص) ينهانا أن يهجر أحدنا أخاه المسلم أكثر من ثلاث ليالٍ ،
فكيف إذا تعلق الأمر بأقرب الناس إليك ، و أنت مسؤول عن تربيته ؟
- قال : أبنائي ربيتهم تربية الأنبياء ! لكن هذا الولد تبرأت منه .
- إذن وضعت نفسك في نفس منزلة الأنبياء ، أتعي ما تقول ؟
- نعم ، أعرف ، فقد علمتهم الصلاة الأداب و.. و منعتهم عن مشاهدة الأفلام و المسلسلات ..
- لكن قد يكون أسلوب تعليمك إياهم فيه خلل ، بمعنى لم تدع أبناءك و الآخرين بالأسلوب
الذي أمرنا به القرآن ! لقد قال تعالى :(( ادعُ إلى سبيل ربك ..)) أكمل الآية ،،
- لم يستطع.
- أنت لم تستخدم أسلوب الحكمة و الموعظة الحسنة في دعوتك مع أبنائك ،
كذلك معي في هذا العرس و مع الآخرين في الحي ..
- لقد قمت بواجبي نحو أبنائي كما ينبغي أن يكون .
- أنت مسؤول عمّا آل إليه ابنك الذي هجرته و لا تكلّمه ،،
- مسؤوليتي انتهت منذ بلغ سن الرشد .
- أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ...) أكمل الباقي
- لا أعرف
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ
أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ.)، إذن أنت مسؤول عمّا آل إليه اليوم ، فبدل أن تهجره ،
كان الأجدر بك أن تتقرب إليه أكثر و تحاول معه في مثل سنه باللين و اللطف
كيف تكسبه ، و تتخير الأوقات و المناسبات التي تدعوه و تنصحه فيها..
- أمرته و نصحته مرات بالصلاة لكنه يتركها.
- الخلل فيك و ليس في ابنك . هل حاسبت نفسك يوما لمَ يتركها ؟
- لأنه يخالط فلانا و فلانا ..
- هذان أعرفهما، هما شابان مسلمان مؤدبان محترمان متربيان .
- هما منحرفان فانحرف معهم ابني .
- المنحرف هو الذي مال عن جادة الصواب ، كأن يتعاطى الخمر و المخدرات و يمتهن السرقة
و يخالط مجالس اللهو و القمار و يعاشر النساء ..، و هم ليسوا كذلك ، أليس هذا قذفا ؟
- هم من تاركي الصلاة و يسمعون الأغاني و يقلدون الغرب في حلق الشعر .
- أنسيت بأنهم مراهقون يحتاجون إلى رعاية خاصة ،و أنت مررت
بمثل هذه المرحلة و فعلت أكثر مما يفعل هؤلاء.أتذكر حين سافرت
إلى العاصمة و لم تعد مدة أعوام ، إذ غشيت كل الممنوعات و أنت لاهٍ ؟
- قال : لم أجد في ذلك الوقت من يرشدني ، و اليوم تبت .
- قلت : بل أرشدوك ، و نصحوك .و هؤلاء كذلك سيتوبون يوما.
- نصحتهم بالصلاة مرارا فرفضوا ، هم في طريق الضلالة
- النصيحة لها آداب ، و قد تتحول إلى فضيحة ، فأنت تنفرّ أكثر ممّا تحبّب .
- كيف ؟
- هؤلاء الذين تعتبرهم منحرفين أتدري بأنهم يمقتونك ؟
- لأنني آمرهم بالمعروف و أنهاهم عن المنكر .
- بل لأنك تبعدهم عن دينهم أكثر مما تقرّبهم .
- أستغفر الله ، أنا ....، أنا ....
- لا تزكِّ نفسك ، أنت لست معصوما من الخطأ ، لقد بلغني منهم كيف كنت تعاملهم
حين تمرّ بالقرب منهم .
- قال : بمَ أخبروك ؟
- قلتُ : حين تجدهم مع أقرانهم لا تقرئهم حتى السلام ، و إذا سلمت ،
كنت تقول لهم بالحرف الواحد : السلام على فلان و فلان فقط
لأن الباقي لا يصلون . هل يعقل أن يصدر مثل هذا الكلام من شخص
يرى نفسه داعية ؟ بربك كيف يحترمك هؤلاء و يأخذون بنصيحتك
و انطلاقتك معهم مخالفة للشرع؟

في هذه الأثناء وصل الموكب و أبواق السيارات لا زالت تدوي ممزوجة بزغاريد
النسوة إعلانا عن الزواج المبارك .

نعم والله، هم كما وصفت؛ نموذج من بين آلاف.

كتاب مهم و تحليل رائع
فعلا ابُتلينا بقوم يظنّون أنّ الله لم يهدِ سواهم ،
افيدونا اكثر بمثل هذه النقاشات الجريئة

هل التمسك بالسنة النبوية و ما خلفه السلف الصالح تشدد ؟ الم يقل الرسول -ص- :(عضوا عليها بالنواجذ) ؟ انتما يا ابو الياس و نجمة سيد احمد بطرحكما هذا تميلان اكثر الى التغريب و الى
الاسلام الذي يرضي الغرب و حكام العرب الذين يطبقون تعليمات اوباما ..
الموسيقى تقتل القلوب و حيثما وجدت وجدت معها الخبائث كالخمر و المخدرات و تحريك الشهوات و الغرائز التي تؤدي إلى الفسق و الفجور و بالتالي ابعاد امسلم عن ذكر الله و اذاء واجباته الدينية ، لذلك حرمت الموسيقى ، سدا لهذه الذرائع . اما اذا اردتم ان تحللوا ما حرم الله فالله وكيلكم.

كنت سأمسك عن الرّدّ لأنّ الجدال مضرّة بقدر ما المناقشة الخصبة نافعة والحقيقة أنّك خرجت بنا عن المناقشة إلى الجدال. ثمّ تداركت وقلت إنّ في كلامك ظلما لك قبل أن يكون لغيرك فأحرى أن أنبّهك إليه من باب الإحسان إلى أخي المسلم.
اعلم أنّ بعض الظّنّ إثم وبكلامك الّذي تفوّهت به تكون قد ظننت بنا أنا وأخي أبي إلياس وبأجلّ علماء هذي الأمّة على امتداد القرون الماضية، علماء وجدوا قبل أن يكون للغرب وجود، علماء جاوزوا بعلمهم ما لك ولنا من فهم مجموع بعضه إلى بعض، وتكون أيضا قد ظننت بسنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ربّما بما ليس فيها ، وإنّه ليس أظلم لنفسه ولغيره ممّن يدّعي على الإسلام ما ليس فيه.
ومن باب النّصيحة، أدعوك إلى الاطّلاع على مختلف الأقوال المتعلّقة بهذا الموضوع منذ ظهوره في أمّة الإسلام، أي في العهد الأمويّ أو ما قبله وليس الآن فقط حتّى نرمى بالخيانة لصالح الغرب، وتقارن بين الّذين له والّذين عليه من كبار أئمّة هذه الأمّة، علما بأنّ الشّيخ عبد الله بن يوسف الجديع قد أمضى 30 سنة في البحث قبل أن يخرج تأليفه، ثمّ رُدَّ بالحجّة الدّامغة أو بما بدا لك أحقّ. أمّا أن ترمي الأحكام هكذا جزافا فقط لأنّ المسألة لا تناسب ميولك فهذا ما أسمّيه الحرام الفعليّ.
ثمّ لك أن تعزف عن الموسيقا إن كنت تكرهها وألاّ تستمع إليها إن كانت نفسك تعافها ولكنّ هذا لا يسمح لك بتحريمها إن لم يكن الشّرع قد فعل يقينا. وقولك بأنّها تبعد الإنسان عن ذكر الله، فهل الطّعام اللّذيذ والملبس الجميل والرّفث إلى زوجك والتّنزّه في الطّبيعة الجميلة وممارسة الرّياضة أيضا حرام؟ إنّه كلّه مُتَعٌ من متع الدّنيا الّتي ليس فيها صلاة ولا تعبّد أم أنّ لكلّ ساعة ومجالا؟
وإن كنت توكلنا إلى الله فأنا أطلبه الهداية لنا ولك.

أجيبوني عن هذا السؤال لو سمحتم :
و هل من الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة من لم يصرح بتحريم العزف و الغناء ؟؟

لو قرأت النّصّ جيّدا لرأيت فيه قوله:

"ثم يعرج على مذهب الصحابة والتابعين ويؤكد وجوده عندهم حتى في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ثم يتطرق لأقوال الأمة الأربعة ويؤكد عدم وجود إجماع بينهم على تحريم الموسيقى والغناء"

وقد أورد المختصّون أنّ مسألة الموسيقا والغناء لم تثَر في الفقه كمشكلة إلاّ بعد انتشارها في قصور الملوك المسلمين، أي في العهود التّالية للصّحابا والتّابعين، لمّا انتشر في بلاطاتهم الفجور والمجون مع الجواري والغلمان وشرب والخمر وغير ذلك.

إضافة إلى تعليق الأخت القديرة نجمة على كلامك يا سي sahraoui ،
فنحن لم نحلل أو نحرّم الغناء و الموسيقى ، و إنما نقلت أختنا مواقف العالم الجليل
الشّيخ عبد الله بن يوسف الجديع من الموسيقى بعد سنوات من البحث و المقارنة ،
سواء من خلال النصوص القرآنية أو النبوية أو حتى أصحاب المذاهب الأربعة ،
و هو اجتهاد جدير بالتقدير و الاحترام ، و ما جاء في حواري مع السيد المتشدد ،
فأنا أريد أن أبين كيف ينظر هؤلاء إلى كل جديد من ملبس و متاع و...،
فاعلم ياسيدي المحترم أن الشخص الذي قال لي إطلاق أبواق السيارة في
العراس حرام هو نفسه الذي لا يحدّث ابنه و أخويه الكبيرين و لا يصل أخواته المتزوجات ...، أيهما الأحرى بالحرام قطع صلة الرحم التي أمر الله أن توصل ،
أم أبواق السيارة و حتى الموسيقى و الغناء ما دام لا يوجد نص صريح على تحريمهما؟
الأجدر بك - رغم كوني لست من هواة الجدال - أن تتطلع على أمهات الكتب
في الفقه و العقيدة و تاريخ السلف و الصحابة .. و الإحاطة بالموضوع من كل
جوانبه قبل أن يسبقك قلمك لتتهمنا على أننا من التغريبيين و صناع
إسلام على المقاس.
إني - و هذا رأيي الشخصي - أومن بالاعتدال في كل شيء ، فلا إفراط و لا تقريط
قال تعالى : (( و جعلناكم أمة وسطا )) ، و أوصى النبي (ص) بـأن يسّروا
و لا تعسّروا
و من باب اليسر ألا نشق على أمته بشيء ربما ينفرّهم عن تعاليم دينهم أكثر مما يحبّبهم إليها و يقرّبهم .
الشيء الذي أعرفه عن سماحة ديننا أن المسلم إذا أخطأ و ارتكب إثما
أو معصية على نفسه فالله تعالى قد يغفر له و يعفو عنه ، مصداقا لقوله جل و علا
: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]
أما إذا اقترف ذنبا في حق الآخرين من الناس ، فإن الله تعالى لا يغفر لعبده
إلا إذا عفا عنه المظلوم و هو الذي سماه الني (ص) بالمفلس،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أتدرون من المفلس ؟ "
قالوا : المفلس منا من لا درهم له ولا متاع .. فقال :"إن المفلس من أمتي يأتي
يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا
وسفك دم هذا وضرب هذا , فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ,
فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه
ثم طرح في النار )) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
نسأل الله الهداية.

أخي أبا إلياس مع احترامنا لكلّ الآراء المخالفة.

جاء في الكتاب الذي تقومين بالاشهار عنه ان الشيخ الجديع بحث في القران و السنة و المذاهب الاربعة و لم يجد دليل واحد على تحريم الموسيقى ، بينما نجد حديث صريح يحرم كل المعازف
كقوله صلى الله عليه وسلم" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف."
رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم قال: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" وقال ايضا "سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر". رواه الطبراني.
يقول الله عز وجل: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحديث.
مادام الرسول نهانا عن المعازف بكل انواعها فهذا معناه انها محرمة لذلك يجب علينا طاعة الرسول لان طاعته من طاعة الله ، فكيف ياتي احدهم ويقول بان الموسيقى ليست محرمةو النصوص السابقة فيها تحريم صريح ؟
افيدونا الحجج التي تدل على جواز الغناء و الموسيقا ان كان لديكم دليل واحد و لاداعي لتضليل القراء لانكم مسئولين على ما تكتبون.
قال تعالى" ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ "

يا أخي الفاضل: تراك تظنّ الشّيخ الّذي نشهّر لكتابه كما تقول، وغيره من الشّيوخ الّذين يوافقونه الرّأي كثير، بعد إحرازهم على دكتوراه دولة في العلوم الشّرعيّة من أكبر جامعات العلوم الإسلاميّة في العالم الإسلاميّ، وبعد إمضائهم عشرات السّنين في دراسة الموضوع، لم يسمعوا بهذا الحديث الّذي تذكره والآيات الّتي تستشهد بها والّتي يعرفها القاصي والدّاني، أم تراهم عميانا لا يفقهون، أم تراهم شرّحوها وتمعّنوا فيها ثمّ طرحوها لضوء العقل والحكمة ونور التّحليل فاستنبطوا منها ما استنبطوه من أحكام ؟ بربّك فقط دبّرها بينك وبين نفسك لحظة وقل إن كان يستلزم أن نواصل الحديث.
أقول: اعثر على الكتاب وتسلّح بقلم وتمعّن في كلّ حرف منه وسطّر على كلّ ما تراه مريبا فيه ثمّ راسل الشّيخ الجديع فإنّه ما يزال حيّا يرزق ومسؤولا عن عدّة هيئات إسلاميّة وناقشه ودعه يحاججك وحاججه ثمّ اكشف خطأه أمام الملإ وكِلْهُ لله ودعه يُجلَد على ابتداعه في دين محمّد عليه السّلام. أمّا أن تتطاول علينا نحن فلا أفهم المقصود بصراحة لأنّ الخطوة أصلا غير علميّة بالمرّة.

كلامك ياصاحبة الرد في محله
هذا الشخص يرى في الموسيق و الغناء انها حرام و سكت عن المجازر الجماعية التي ارتكبها هؤلاء المتشددين في التسعينات في حق الابرياء باسم الدين ليصلوا الى الحكم ..
قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ..)

هدانا الله جميعا
و وفقنا لما يحب و يرضا

آمين يا ربَّ العالمين!

دوختونا بين الحلال و الحرام . ما فهمنا والو
كل ما نتحركو حرام . لا يجوز. ممنوع . منهي عنه ......
نخاف كاش يوم يجي اللي يقولنا الحلال حرام
رب استرنا من الجهال

إي والله استرنا يا ربّ!