تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
أسطورة سيّدي الجوديّ:
تُشتهَر قرية حمّام قرقور أيضا باسم "حَمَّام سيّدي الجوديّ". الواقع أنّ حقيقة هذا الوليّ الصّالح مجهولة أيضا. ولكنّ العامّة تزعم أنّ أربعةَ إخوة بينهم: شيخنا سيّدي الجوديّ بَلْحاج، وسيّدي الجوديّ آعُولْمِيّ وليُّ القرية القبائليّة المعروفة بِاسْمه، وسيّدي بَالرَّاشد وَلِيِّ قسنطينة، وفدوا جميعهم من منطقة "تافِيلالْتِ" المغرب المباركة وتفرّقوا في المغرب الأوسط يُرشِدون ويفقّهون، بينما رجع رابعُهم إلى مكّة –وكانت بلادهم الأصليّة- حيث مات.
وتدّعي أنّ سيّدي الجوديّ بلحاج، يوم وطئ أرض القرقور، ألفاها بقعة يبابا بلقعا، لا إنس فيها ولا جانَّ. فدعا ربّه أن يعطيه ماءً يتوضّأ به للصّلاة، ثمّ ضرب الأرض بعصاه من حيث المكانُ المدعوُّ "المدينةَ"، والّذي يعدّ أقدمَ حيّ في القرية. فانفجر ينبوع ساخن أضحى الآن الحمّام الشّهير. ويضيفون أنّه قال: "لا أرجو زيتا عسَى أن تتقاتل عليه ذُرِّيَّتِي. ولكن أبغي ماءً أتوضَّأ به". ولذلك لا زيتون ببُقعة القرقور هته.
الواقع أنّ المنطقة زلزاليّة غير ثابتة. يُقال إنّ حيّ المدينة (قَلْبُ الْقَرْيَة) خُسِفَ ثلاث مرّات بسبب الهزّات الأرضيّة قبل أن تلفظه الأرض من جديد. ومن يتجوّلْ على حُدود القرية، لا سيّما عند سفح هضبة "ثِينَسْوِينَ" حيث القبور الرّومانيّة، يَعجَبْ من تماسُكِ الحجارة الضّخمة بين السّماء والأرض بفعل اهتزاز أرضيّ. ومن ثمّة فنرى أنّ المياه تكون قد غارت عقب بعض الزّلازل ثمّ عادت إلى الظّهور لمّا وجد سيّدي الجوديّ هذا منبعَها، لئن كان في أسطورته بعضُ صحّة.
فإذا توفّر له الماء السّاخن للصّلاة، يدّعون أنّ الشّيخ استقرّ بها. فقصدته قبائلُ أولاد عَبِيد الّتي كانت متمكّنة في الجبال المجاورة وزوّجته إحدى بناتِها لمّا تبيّن لها انّه من أولياء الله الصّالحين. ففرّخ ونسَل فانتسب إليه سُكَّان القرية وتفاخروا به.
الواقع أنّ أحفاده يجتمعون في سبع أُسَر كُبْرى هي: آلُ شَرْبال (الزَّرارِقة)، وآلُ ابن بَتْقَة (الْمَحافِظة)، وآل الأكحل (الْكُحْلان)، وآلُ بَلْمُوهُوب (الْمَواهِبَة)، وآلُ مَجُّوبِي (الْمَجاذِيب)، وآلُ ابْنِ جَدُّه، وآلُ سَنْساوِي (أُولادُ سُنُوسِيّ). أمّا غيرهم من أهالي القرية، فليسوا أصليِّين لأنّهم ليسوا مُرابطين من نسل سيّدي الجوديّ. لأجل ذلك، نرى عنصريّة غير محفوظة وطبقيّة يؤسف لها بين أولاد سيّدي الجوديّ وغيرهم من القَرْقُورِيِّين، حتّى وإنْ مرّ عليهم قرنٌ من التّعاشر. ويُقال إنّ المَوَاهِبَةَ أولئك كانُوا، إلى زمن قريب، أوّل من يحرث في القرية تبرّكا بهم وتكريما، لما يجري في عروقهم من دم زكيّ.
وسيِّدي اخْنانْفُه الغريبُ أحد طلبة الوليّ الصّالح. أوصى به سيّدي الجوديّ خيرا وأمر بأن يُزار قبره قبل تُرْبته هو. ويدّعون أنّه قال فيه: "سيّدي اخْنانْفُه الغريبُ والّذي يجيءُ إليه ما يَخِيبُ". وسيّدي اخْنانْفُه مدفون عند زَبُّوجةٍ (زيونة غير مُلقَّحة) تظلّله. ويحتار القرويّون من أنّ هته الزّبّوجة لا تيبس أبدا ودائما خضراء. ويرون أنّ ذلك بركة من السّيّد.
وعلى ذلك فإنّ العامّة لم تمتنع عن طقوس وثنيّة وكثير من الشّعوذة حول القبرين الصّالحين. فجعلت تزورهما كلّ جمعة كا يؤدّي غيرها الجمعة بالمسجد. تتوسّط بهما استشفاعا وتدعوهما مطوّلا وتوزّع الخبز والكسرة على جميع الحاضرين في المقبرة. وتشعل النّساء الشّموع على المقامين ويحرقن البخور ويربطن حولهما سَفائفَ ملوّنة كما يصنع الأتراكُ والمغول في عاداتهم الوثنيّة. ويَقْصِدْنَهُما لِرفع السّحر أو رَمْي الأذى على أعدائهنّ أو الدّعاء على من ظلمهنَّ. فتضجَّر القائمون على المسجد من أفعالهنّ وهدّموا القبرين اللّذين كانا رُومانِيَّيْ الطّراز فغطّوْهما بالإسمنت وسيَّجُوهما بالحديد المعقوف فنقُصت تلك الأفعال لكنّها لم تنعدم.
ثمّ إنّ القائمين على المسجد، واحسرتاه، هدّموا جامع سيّدي الجوديّ القديم لِما تعوَّدُوا عليه من تخريب للآثار – وقد كان مسجدا أبيض صغيرا على طراز المساجد المنتشرة في سائر الشّمال الإفريقيّ- وشيّدوا محلّه جامعا أكبر وأفخم. وعمدوا إلى تأسيس زاوية تطمح إلى تخريج طلبة مجازين على مستوى عال بعد أن لامهم وزير الشّؤون الدّينيّة، وهو يزور المنطقة، على إهمالهم تراث الشّيخ الصّالح.
"الواقع أنّ أحفاد سيّدي الجوديّ ينقسمون إلى:
-أولاد سي أحمد الطّيّب بن سليمان وهم: الزّرارقة وأولاد محمّد السّعيد وأولاد بلجوديّ بن سليمان، وهؤلاء بنو عمومة قريبة لجوديّ الّذين استوطنوا "بابُور".
-أولاد سيّدي أحمد بن الشّريف: والي، الاَنْوار، درّاس. كثرتهم في "بوعريبة".
-المَحافظة: بن بتقة، برّي، ابن توهامي.
-المجاذيب: مجّوبي، وهّاب (أولاد ابن عبد القادر).
- الكُحْلان: الاكْحَلْ، بَهْلول، الاحْمَر، كريمي.
-أولاد السّنوسي، عوف.
-أولاد حمّادي: "جنّيدي": بعضهم قال إنّهم نسبة إلى حمّاد الّذي جاء من قلعة بني حمّاد، والبعض الآخر يقولون مؤكّدين إنّهم نسبة إلى حمّاد الّذي جاء من سيّدي الجودي كأحد أبنائه وأنّه أوصى بأهله خيرا قائلا: "من أنكر شرف حمّاد فهو خصمي ومن ذرّيّته أيضا الموافيق."
-وهناك المهادى نسبة إلى المهديّ وهم أحفاد سيّدي إسماعيل الفوملاليّ. أصلهم قبائل استوطنوا جهة عَيْشُونَ من القديم وهم: عكّاشة ومخالدي.
-بيت القاضي وهم: ابن الزّين جاؤُوا من بني ورثيلان.
بالإضافة إلى عناصر ليست من نسب شريف على حدّ تعبير المرابطين، وهم رعاة وفلاّحون وخدم وسقّاؤون لا يتنازل المرابطون فيتزوّجوا منهم إلاّ نادرا جدّا. أمّا الآن فمستواهم تحسّن وتعلّموا وسكنوا أفضل بكثير وصاروا كغيرهم أسياد أنفسهم.
أمّا دار سيّدي الجوديّ فمكانها اليوم بيت "الْمَغْرَاويّة " وهي زوجة أحد أحفاده بالمدينة. وقد طلبت منها لجنة بناء الزّاوية إرث الوليّ المحفوظ عندها إلاّ أنّها رفضت بحجّة أنّها أمانة وأنّهم لم يلتفتوا إليها وهي في أشدّ حالات العوز ويريدون أخذ ما بقي لديها من بركة الشّيخ. "
أسطورة غار دَقْيُوس:
قلنا إنّ قرية حمّام قرقور تقع في قَلْبٍ جبليّ علّهُ فُوهة بركان (ممّا يفسّر وجود تلك المياه المعدنيّة السّاخنة). وبالطّبع، تكثر في هذه الجبال الكهوفُ والأشكال الجيولوجيّة الغريبة. فاستولى الخيال على ذهنيّة القرويّين ونسجوا حولها الأساطير. هذه "لالاّ القُلَْيعةُ"حجر ناتئ أعلى كاف الحمّام، كانوا إلى زمن قريب يتورّعون إليه ويتعبّدون به بعد أن يرقوْا إليه بجهد، ويشعلوا عنده الشّموع وما إلى ذلك، طالبين حلّ حِزامِ النّساء وامتلاء بطونهنّ بالضّنى.
فإذا التفت المرء إلى جبل "بُوقْدامَةَ"، ظهر له شكل كالباب المضروب في صلب الحجر ضربا محكما. وتقول العامّة إنّه باب سَدَّ مدخل غارِ "دَقْيُوسَ" الّذي كان به فتية الكهف.
يدّعون أنّ الوليّ الصّالح سيّدي بَلَّكْحَل (أبو الأكحل)، حفيد سيّدي الجوديّ، عثر على منفذه ذات مرّة صدفة فولج فيه. فألفى بقلبه كنزا ضخما لا يقدّر بثمن. بيد أنّه اكتفى بِوِيزَةٍ فريدة ينفق بها على نفسه وعياله وانصرف. حتّى إذا نفِدت، عاد إلى الكهف وتناول ويزة أخرى. وكذلك زمنا. على أنّ الشّيطان اللّعين وسوس له ذات يوم تعيس فخمّن:
-وأنا لِمَ عليّ هذا التّعب كلّه؟ لأخذنَّ كِيسا مملوءا فرْد مرّة وكفى!
فإذا بلغ بيته، وجد محتوى الكيس رمادا. فإذا انكفأ إلى الكهف، غُبِّر عنه أثرُه ولم يعد أبدا يجد سبيله. ويقولون إنّ الفرنسيّين صدّقوا بهذه الأسطورة وبحثوا كثيرا عن هذا الكهف ثمّ أخفقوا.
" كنز غار دقيوس ليس بأسطورة صرفة. ذلك أنّ جدّ والدي (بَلْجُودِي بن البهلول صاحب القائد إيّاه). قصده مع صديقين له حاملين معهم شموعا وحبالا. وبعد ولوجهم بمسيرة كذا، وجدوا ماء حمئا وقصب اليراع نابتا فيه بكثرة. وبعدما جاوزوه، هاجمتهم فراشات كبيرة الحجم (على حدّ وصفهم) وأطفأت لهم الشّموع. وكلّما أَشعلوها، عادت إليهم وهم يتقدّمون حتّى وجدوا بابا أمامه تمثال أسد، ثمّ على بعد قليل وجدوا بابا آخر يحرسه تمثال جنديّ زنجيّ يحمل سيفا. ولم يستطيعوا إكمال المهمّة لاشتداد شراسة الفراشات فعادوا أدراجهم خوفا من الأسوإ. وبعدما رووا مغامرتهم لأحد الشّيوخ، قال لهم: -لو زدتم خطوات لصادفتم الكنز!
ومن زمن ليس ببعيد، كان احد فلاّحي أولاد بَلْعابَد يحرث. فعلقت سكّته بصندوق مدفون مملوء دنانير، فأسرع ليخبر أصحاب الأرض فاستخرجوا كنزهم واستغنوا والجميع يشهد أنّهم كانوا ككلّ النّاس."
تُشتهَر قرية حمّام قرقور أيضا باسم "حَمَّام سيّدي الجوديّ". الواقع أنّ حقيقة هذا الوليّ الصّالح مجهولة أيضا. ولكنّ العامّة تزعم أنّ أربعةَ إخوة بينهم: شيخنا سيّدي الجوديّ بَلْحاج، وسيّدي الجوديّ آعُولْمِيّ وليُّ القرية القبائليّة المعروفة بِاسْمه، وسيّدي بَالرَّاشد وَلِيِّ قسنطينة، وفدوا جميعهم من منطقة "تافِيلالْتِ" المغرب المباركة وتفرّقوا في المغرب الأوسط يُرشِدون ويفقّهون، بينما رجع رابعُهم إلى مكّة –وكانت بلادهم الأصليّة- حيث مات.
وتدّعي أنّ سيّدي الجوديّ بلحاج، يوم وطئ أرض القرقور، ألفاها بقعة يبابا بلقعا، لا إنس فيها ولا جانَّ. فدعا ربّه أن يعطيه ماءً يتوضّأ به للصّلاة، ثمّ ضرب الأرض بعصاه من حيث المكانُ المدعوُّ "المدينةَ"، والّذي يعدّ أقدمَ حيّ في القرية. فانفجر ينبوع ساخن أضحى الآن الحمّام الشّهير. ويضيفون أنّه قال: "لا أرجو زيتا عسَى أن تتقاتل عليه ذُرِّيَّتِي. ولكن أبغي ماءً أتوضَّأ به". ولذلك لا زيتون ببُقعة القرقور هته.
الواقع أنّ المنطقة زلزاليّة غير ثابتة. يُقال إنّ حيّ المدينة (قَلْبُ الْقَرْيَة) خُسِفَ ثلاث مرّات بسبب الهزّات الأرضيّة قبل أن تلفظه الأرض من جديد. ومن يتجوّلْ على حُدود القرية، لا سيّما عند سفح هضبة "ثِينَسْوِينَ" حيث القبور الرّومانيّة، يَعجَبْ من تماسُكِ الحجارة الضّخمة بين السّماء والأرض بفعل اهتزاز أرضيّ. ومن ثمّة فنرى أنّ المياه تكون قد غارت عقب بعض الزّلازل ثمّ عادت إلى الظّهور لمّا وجد سيّدي الجوديّ هذا منبعَها، لئن كان في أسطورته بعضُ صحّة.
فإذا توفّر له الماء السّاخن للصّلاة، يدّعون أنّ الشّيخ استقرّ بها. فقصدته قبائلُ أولاد عَبِيد الّتي كانت متمكّنة في الجبال المجاورة وزوّجته إحدى بناتِها لمّا تبيّن لها انّه من أولياء الله الصّالحين. ففرّخ ونسَل فانتسب إليه سُكَّان القرية وتفاخروا به.
الواقع أنّ أحفاده يجتمعون في سبع أُسَر كُبْرى هي: آلُ شَرْبال (الزَّرارِقة)، وآلُ ابن بَتْقَة (الْمَحافِظة)، وآل الأكحل (الْكُحْلان)، وآلُ بَلْمُوهُوب (الْمَواهِبَة)، وآلُ مَجُّوبِي (الْمَجاذِيب)، وآلُ ابْنِ جَدُّه، وآلُ سَنْساوِي (أُولادُ سُنُوسِيّ). أمّا غيرهم من أهالي القرية، فليسوا أصليِّين لأنّهم ليسوا مُرابطين من نسل سيّدي الجوديّ. لأجل ذلك، نرى عنصريّة غير محفوظة وطبقيّة يؤسف لها بين أولاد سيّدي الجوديّ وغيرهم من القَرْقُورِيِّين، حتّى وإنْ مرّ عليهم قرنٌ من التّعاشر. ويُقال إنّ المَوَاهِبَةَ أولئك كانُوا، إلى زمن قريب، أوّل من يحرث في القرية تبرّكا بهم وتكريما، لما يجري في عروقهم من دم زكيّ.
وسيِّدي اخْنانْفُه الغريبُ أحد طلبة الوليّ الصّالح. أوصى به سيّدي الجوديّ خيرا وأمر بأن يُزار قبره قبل تُرْبته هو. ويدّعون أنّه قال فيه: "سيّدي اخْنانْفُه الغريبُ والّذي يجيءُ إليه ما يَخِيبُ". وسيّدي اخْنانْفُه مدفون عند زَبُّوجةٍ (زيونة غير مُلقَّحة) تظلّله. ويحتار القرويّون من أنّ هته الزّبّوجة لا تيبس أبدا ودائما خضراء. ويرون أنّ ذلك بركة من السّيّد.
وعلى ذلك فإنّ العامّة لم تمتنع عن طقوس وثنيّة وكثير من الشّعوذة حول القبرين الصّالحين. فجعلت تزورهما كلّ جمعة كا يؤدّي غيرها الجمعة بالمسجد. تتوسّط بهما استشفاعا وتدعوهما مطوّلا وتوزّع الخبز والكسرة على جميع الحاضرين في المقبرة. وتشعل النّساء الشّموع على المقامين ويحرقن البخور ويربطن حولهما سَفائفَ ملوّنة كما يصنع الأتراكُ والمغول في عاداتهم الوثنيّة. ويَقْصِدْنَهُما لِرفع السّحر أو رَمْي الأذى على أعدائهنّ أو الدّعاء على من ظلمهنَّ. فتضجَّر القائمون على المسجد من أفعالهنّ وهدّموا القبرين اللّذين كانا رُومانِيَّيْ الطّراز فغطّوْهما بالإسمنت وسيَّجُوهما بالحديد المعقوف فنقُصت تلك الأفعال لكنّها لم تنعدم.
ثمّ إنّ القائمين على المسجد، واحسرتاه، هدّموا جامع سيّدي الجوديّ القديم لِما تعوَّدُوا عليه من تخريب للآثار – وقد كان مسجدا أبيض صغيرا على طراز المساجد المنتشرة في سائر الشّمال الإفريقيّ- وشيّدوا محلّه جامعا أكبر وأفخم. وعمدوا إلى تأسيس زاوية تطمح إلى تخريج طلبة مجازين على مستوى عال بعد أن لامهم وزير الشّؤون الدّينيّة، وهو يزور المنطقة، على إهمالهم تراث الشّيخ الصّالح.
"الواقع أنّ أحفاد سيّدي الجوديّ ينقسمون إلى:
-أولاد سي أحمد الطّيّب بن سليمان وهم: الزّرارقة وأولاد محمّد السّعيد وأولاد بلجوديّ بن سليمان، وهؤلاء بنو عمومة قريبة لجوديّ الّذين استوطنوا "بابُور".
-أولاد سيّدي أحمد بن الشّريف: والي، الاَنْوار، درّاس. كثرتهم في "بوعريبة".
-المَحافظة: بن بتقة، برّي، ابن توهامي.
-المجاذيب: مجّوبي، وهّاب (أولاد ابن عبد القادر).
- الكُحْلان: الاكْحَلْ، بَهْلول، الاحْمَر، كريمي.
-أولاد السّنوسي، عوف.
-أولاد حمّادي: "جنّيدي": بعضهم قال إنّهم نسبة إلى حمّاد الّذي جاء من قلعة بني حمّاد، والبعض الآخر يقولون مؤكّدين إنّهم نسبة إلى حمّاد الّذي جاء من سيّدي الجودي كأحد أبنائه وأنّه أوصى بأهله خيرا قائلا: "من أنكر شرف حمّاد فهو خصمي ومن ذرّيّته أيضا الموافيق."
-وهناك المهادى نسبة إلى المهديّ وهم أحفاد سيّدي إسماعيل الفوملاليّ. أصلهم قبائل استوطنوا جهة عَيْشُونَ من القديم وهم: عكّاشة ومخالدي.
-بيت القاضي وهم: ابن الزّين جاؤُوا من بني ورثيلان.
بالإضافة إلى عناصر ليست من نسب شريف على حدّ تعبير المرابطين، وهم رعاة وفلاّحون وخدم وسقّاؤون لا يتنازل المرابطون فيتزوّجوا منهم إلاّ نادرا جدّا. أمّا الآن فمستواهم تحسّن وتعلّموا وسكنوا أفضل بكثير وصاروا كغيرهم أسياد أنفسهم.
أمّا دار سيّدي الجوديّ فمكانها اليوم بيت "الْمَغْرَاويّة " وهي زوجة أحد أحفاده بالمدينة. وقد طلبت منها لجنة بناء الزّاوية إرث الوليّ المحفوظ عندها إلاّ أنّها رفضت بحجّة أنّها أمانة وأنّهم لم يلتفتوا إليها وهي في أشدّ حالات العوز ويريدون أخذ ما بقي لديها من بركة الشّيخ. "
أسطورة غار دَقْيُوس:
قلنا إنّ قرية حمّام قرقور تقع في قَلْبٍ جبليّ علّهُ فُوهة بركان (ممّا يفسّر وجود تلك المياه المعدنيّة السّاخنة). وبالطّبع، تكثر في هذه الجبال الكهوفُ والأشكال الجيولوجيّة الغريبة. فاستولى الخيال على ذهنيّة القرويّين ونسجوا حولها الأساطير. هذه "لالاّ القُلَْيعةُ"حجر ناتئ أعلى كاف الحمّام، كانوا إلى زمن قريب يتورّعون إليه ويتعبّدون به بعد أن يرقوْا إليه بجهد، ويشعلوا عنده الشّموع وما إلى ذلك، طالبين حلّ حِزامِ النّساء وامتلاء بطونهنّ بالضّنى.
فإذا التفت المرء إلى جبل "بُوقْدامَةَ"، ظهر له شكل كالباب المضروب في صلب الحجر ضربا محكما. وتقول العامّة إنّه باب سَدَّ مدخل غارِ "دَقْيُوسَ" الّذي كان به فتية الكهف.
يدّعون أنّ الوليّ الصّالح سيّدي بَلَّكْحَل (أبو الأكحل)، حفيد سيّدي الجوديّ، عثر على منفذه ذات مرّة صدفة فولج فيه. فألفى بقلبه كنزا ضخما لا يقدّر بثمن. بيد أنّه اكتفى بِوِيزَةٍ فريدة ينفق بها على نفسه وعياله وانصرف. حتّى إذا نفِدت، عاد إلى الكهف وتناول ويزة أخرى. وكذلك زمنا. على أنّ الشّيطان اللّعين وسوس له ذات يوم تعيس فخمّن:
-وأنا لِمَ عليّ هذا التّعب كلّه؟ لأخذنَّ كِيسا مملوءا فرْد مرّة وكفى!
فإذا بلغ بيته، وجد محتوى الكيس رمادا. فإذا انكفأ إلى الكهف، غُبِّر عنه أثرُه ولم يعد أبدا يجد سبيله. ويقولون إنّ الفرنسيّين صدّقوا بهذه الأسطورة وبحثوا كثيرا عن هذا الكهف ثمّ أخفقوا.
" كنز غار دقيوس ليس بأسطورة صرفة. ذلك أنّ جدّ والدي (بَلْجُودِي بن البهلول صاحب القائد إيّاه). قصده مع صديقين له حاملين معهم شموعا وحبالا. وبعد ولوجهم بمسيرة كذا، وجدوا ماء حمئا وقصب اليراع نابتا فيه بكثرة. وبعدما جاوزوه، هاجمتهم فراشات كبيرة الحجم (على حدّ وصفهم) وأطفأت لهم الشّموع. وكلّما أَشعلوها، عادت إليهم وهم يتقدّمون حتّى وجدوا بابا أمامه تمثال أسد، ثمّ على بعد قليل وجدوا بابا آخر يحرسه تمثال جنديّ زنجيّ يحمل سيفا. ولم يستطيعوا إكمال المهمّة لاشتداد شراسة الفراشات فعادوا أدراجهم خوفا من الأسوإ. وبعدما رووا مغامرتهم لأحد الشّيوخ، قال لهم: -لو زدتم خطوات لصادفتم الكنز!
ومن زمن ليس ببعيد، كان احد فلاّحي أولاد بَلْعابَد يحرث. فعلقت سكّته بصندوق مدفون مملوء دنانير، فأسرع ليخبر أصحاب الأرض فاستخرجوا كنزهم واستغنوا والجميع يشهد أنّهم كانوا ككلّ النّاس."
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
بارك الله فيك يا أخي صابر، كنت أتسائل كيف أتصرّف لأدخل صورا وأنا أفتقد جهاز التّصوير.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
إلى اللّقاء في الحلقة الثّالثة إن شاء الله.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
مواضيع مماثلة
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف "أصول الفقه"
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف عامّ بقرية حمّام قرقور
» تعريف "أصول الفقه"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس