ماذا تعرف عن شعرة معاوية ؟
2 مشترك
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: المكتبــــــــةالأدبيــــــــة والثقافيــــــــة :: همسات ثقافيـــة
صفحة 1 من اصل 1
ماذا تعرف عن شعرة معاوية ؟
ماذا تعرف عن شعرة معاوية التي اهترأت؟
كلنا يدرك أو يسمع عن مصطلح شعرة معاوية الذي أصبح ماركة مسجلة ما إن تسمعه لتدرك أنه يعني و يقصد الديبلوماسية و الذكاء في التعامل مع الناس بمهارةو حزم.
ترجع قصة الشعرة الي وقت خلافة (معاوية بن أبي سفيان) حيث كان معروفا بالدهاء السياسي و الحكمة البالغة في تولي زمام الامور و حكم الرعية باللين تارة و القسوة تارة اخري حسب ما يتراءي له من المواقف و المقولة الكاملة هي"اني لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا اضع سوطي حيث يكفيني لساني و لوكان بيني و بين الناس ما انقطعت كانوا اذا امدّوهاارخيتها و اذا ارخوها مددتهها" هذة البلاغة و الحكمة تجعلنا نفغر فاهنا تعجبا من عقلية فذة كمعاوية ..فكان مثالا لحاكم يدرك و يعرف مداخل رعيته ..يدرك متي يفسو و متي يحنو ..واذا ما تركنا جانبا حادثة الفتنة التي كان معاوية ضلعا اساسيا فيها و خلافه مع (علي بن ابي طالب )حول احقيته في خلافة المسلمين و ما تلا ذلك من احداث مؤسفة معروفة نترك الخلاف حول شخص معاوية و اثارته لفتنة بين المسلمين حيث اختلف في الحكم علي شخصه الكثيرين لكن –في رأي الشخصي- ما يعاب بشدة علي معاوية هو تحويله الخلافة الاسلامية الي توريث امتد اثره حتي وقتنا هذا علي امتنا العربية حيث الغيت الشوري صار التوريث عادة في الخلافة الاسلامية ..لو تركناا ذلك جانبا لنهتم اكثر بالجانب السياسي لمعاوية و ذكاءه الشديد الذي امكنه من الاستمرار في الحكم حوالي الاربعين عاما!..نعم.. فعشرون عاما قضاها كأمير يتولي احدي الامارات الهامة و عشرون اخرون كخليفة للمسلمين ..ثم اتي بابنه يزيد خليفة بعده خليفة ايضا! ..من هذا لا يحتاج المرء ان يكتشف ان السلطة فعلا مغرية و بريقها جذاب حتي لصحابي كمعاوية شهد الغزوات مع الرسول الكريم لكن كما قلنا لندع ذلك جانبا و نتأمل اكثر العقل السياسي الذي كان يحرك معاوية ..فمقولته هذة اكبر دليل علي دهاء ليس سياسي فحسب انما اجتماعي ايضا و ديبلوماسية قوية اتاحت لن ان يتربع علي قلوب الشعب طيلة هذة المدة و لا يتمرد الشعب لطول الحكم سوي مرات قلائل كانت في الغالب يتولي امرهاالحجاج ابن يوسف ! و رغم ذلك احب الناس معاوية و حكم معاوية!
من حقا مازال يطبق قاعدة شعرة معاوية؟ ..ان تلتزم الوسطية في تعاملك مع الناس و تتولي الامور بالحصافة و الذكاء الذي يمكنك من امتلاك قلوب الناس قبل عقولهم لانك لو علمت مكانة معاوية في قلوب الرعية في ذلك الوقت ستندهش فلقد احبوه و رهبوه في ذات الوقت رغم طيلة فترة حكمه.
فلو نظرت الي مجتمعاتنا العربية حاليا لادركت ان الشعرة قد اهترأت حقا !
..لم يعد أحد يعبأ بقطعها او بمدها او بوجودها من الاساس ..فعلي الجانب السياسي الدولي نري ان الجميع اصبح يتسابق لجذب الشعرة فالعالم بأكمله يتجه نحو حافة الهلاك سعيدا باقتراب انقطاع الشعرة و كأنه اشتاق للمعارك و الحروب و افتقد مشاهد الدماء و الدمار! ..ولو التقطنا لقطة مقربة بعدسة زووم علي اوطاننا العربية الحبيبة نجد ان حكومتها تجتهد لقطع الشعرة بقراراتها التي تزيد من سخط الشعب و شحن الكراهية داخله فكل يوم تزداد كوارث حكومتنا من غلاء اسعار ..لتدهور تعليم ..لانعدام رعاية صحية ..لمزيد من التقييد علي الحريات الي جانب مصائبها من حوادث القطارات و العبارات و الفضائح المالية لتستمر في جذب الشعرة حتي تصبح وترا حساسا بدأت اطرافه في التمزق و تتمزق معها اي تواصل بين الدول و الشعوب ..فالدولة الان في واد و الشعب بفئاته في واد اخر لكنه واد صحراوي قاحل جفت اباره ..فلقد اوشك فتيل الناس علي الاشتعال منذرا بانفجار في وجه هده الحكومات فلك يعد في قوس الصبر اي منزع كما يقال!
اذا تركنا جانبا الشان السياسي و حكومتنا لانه يبدو ان الكلام لا طائل منه بهذا الصدد لتعمد هده الدول لعب دور الاصم الاعمي الابكم ..فالشعرة ايضا اوشكت علي التمزق بيننا كشعوب و كأسر و كمجتمعات ..فالوسطية في الكلام او الفعل او رد الفعل اصبحت شيئا نادرا و حلت محلها المبالغة في كل شيء، فتجد عند اي نقاش اجتماعي اسري او حتي بين الزملاء نفقد سريعا كل ادوات الخطاب الراقي المتحضر و يفقد الحوار (استكيته) من استك! و قابليته للمط و التقصير لتقريب وجهات النظر بل يسارع كل فرد لفرض رأيه و رغباته علي الاخر كل علي حسب قدرته علي جذب الشعرة تجاهه و علي حسب حجم عضلات الساعدين –البنات سيأخذن صفوف المتفرجين في هذا السباق!- ليجذب الشعرة ناحيته غافلا بذلك –او متغافلا- عن ان الشعرة ستنقطع و تنقطع معها كل جسور العلاقات بينه و بين من حوله .
اكثر المحاولات وضوحا لذلك هي تربية الابناء –علي اساس انهم متربيين!-اري حولي غرائب كثيرة فالاباء نوعان اما نوع يقسو بشدة فيفقد كل تواصل مع ابنائه و يكسب خوفهم لكنه يخسر محبتهم او من يتساهل بشدة فيخسر الاحترام الواجب و يختلط الحابل بالنابل و الفوضي التي نراها حولنا
فلنحاول ان نتبع سياسة معاوية الداهية ..اترك الشعرة بينك و بين من حولك و حافظ علي وجودها لا تجذب بشدة و لا ترخي بتهاون لتكسب حبك و احترامك في ان واحد حافظ علي جسور الاتصال قائمة بينك و بين الناس حتي لا تصبح في يوم و ليلة و قد تم نفيك الي جزيرة معزولة عن اي معلم حضاري و بشري.
كلنا يدرك أو يسمع عن مصطلح شعرة معاوية الذي أصبح ماركة مسجلة ما إن تسمعه لتدرك أنه يعني و يقصد الديبلوماسية و الذكاء في التعامل مع الناس بمهارةو حزم.
ترجع قصة الشعرة الي وقت خلافة (معاوية بن أبي سفيان) حيث كان معروفا بالدهاء السياسي و الحكمة البالغة في تولي زمام الامور و حكم الرعية باللين تارة و القسوة تارة اخري حسب ما يتراءي له من المواقف و المقولة الكاملة هي"اني لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا اضع سوطي حيث يكفيني لساني و لوكان بيني و بين الناس ما انقطعت كانوا اذا امدّوهاارخيتها و اذا ارخوها مددتهها" هذة البلاغة و الحكمة تجعلنا نفغر فاهنا تعجبا من عقلية فذة كمعاوية ..فكان مثالا لحاكم يدرك و يعرف مداخل رعيته ..يدرك متي يفسو و متي يحنو ..واذا ما تركنا جانبا حادثة الفتنة التي كان معاوية ضلعا اساسيا فيها و خلافه مع (علي بن ابي طالب )حول احقيته في خلافة المسلمين و ما تلا ذلك من احداث مؤسفة معروفة نترك الخلاف حول شخص معاوية و اثارته لفتنة بين المسلمين حيث اختلف في الحكم علي شخصه الكثيرين لكن –في رأي الشخصي- ما يعاب بشدة علي معاوية هو تحويله الخلافة الاسلامية الي توريث امتد اثره حتي وقتنا هذا علي امتنا العربية حيث الغيت الشوري صار التوريث عادة في الخلافة الاسلامية ..لو تركناا ذلك جانبا لنهتم اكثر بالجانب السياسي لمعاوية و ذكاءه الشديد الذي امكنه من الاستمرار في الحكم حوالي الاربعين عاما!..نعم.. فعشرون عاما قضاها كأمير يتولي احدي الامارات الهامة و عشرون اخرون كخليفة للمسلمين ..ثم اتي بابنه يزيد خليفة بعده خليفة ايضا! ..من هذا لا يحتاج المرء ان يكتشف ان السلطة فعلا مغرية و بريقها جذاب حتي لصحابي كمعاوية شهد الغزوات مع الرسول الكريم لكن كما قلنا لندع ذلك جانبا و نتأمل اكثر العقل السياسي الذي كان يحرك معاوية ..فمقولته هذة اكبر دليل علي دهاء ليس سياسي فحسب انما اجتماعي ايضا و ديبلوماسية قوية اتاحت لن ان يتربع علي قلوب الشعب طيلة هذة المدة و لا يتمرد الشعب لطول الحكم سوي مرات قلائل كانت في الغالب يتولي امرهاالحجاج ابن يوسف ! و رغم ذلك احب الناس معاوية و حكم معاوية!
من حقا مازال يطبق قاعدة شعرة معاوية؟ ..ان تلتزم الوسطية في تعاملك مع الناس و تتولي الامور بالحصافة و الذكاء الذي يمكنك من امتلاك قلوب الناس قبل عقولهم لانك لو علمت مكانة معاوية في قلوب الرعية في ذلك الوقت ستندهش فلقد احبوه و رهبوه في ذات الوقت رغم طيلة فترة حكمه.
فلو نظرت الي مجتمعاتنا العربية حاليا لادركت ان الشعرة قد اهترأت حقا !
..لم يعد أحد يعبأ بقطعها او بمدها او بوجودها من الاساس ..فعلي الجانب السياسي الدولي نري ان الجميع اصبح يتسابق لجذب الشعرة فالعالم بأكمله يتجه نحو حافة الهلاك سعيدا باقتراب انقطاع الشعرة و كأنه اشتاق للمعارك و الحروب و افتقد مشاهد الدماء و الدمار! ..ولو التقطنا لقطة مقربة بعدسة زووم علي اوطاننا العربية الحبيبة نجد ان حكومتها تجتهد لقطع الشعرة بقراراتها التي تزيد من سخط الشعب و شحن الكراهية داخله فكل يوم تزداد كوارث حكومتنا من غلاء اسعار ..لتدهور تعليم ..لانعدام رعاية صحية ..لمزيد من التقييد علي الحريات الي جانب مصائبها من حوادث القطارات و العبارات و الفضائح المالية لتستمر في جذب الشعرة حتي تصبح وترا حساسا بدأت اطرافه في التمزق و تتمزق معها اي تواصل بين الدول و الشعوب ..فالدولة الان في واد و الشعب بفئاته في واد اخر لكنه واد صحراوي قاحل جفت اباره ..فلقد اوشك فتيل الناس علي الاشتعال منذرا بانفجار في وجه هده الحكومات فلك يعد في قوس الصبر اي منزع كما يقال!
اذا تركنا جانبا الشان السياسي و حكومتنا لانه يبدو ان الكلام لا طائل منه بهذا الصدد لتعمد هده الدول لعب دور الاصم الاعمي الابكم ..فالشعرة ايضا اوشكت علي التمزق بيننا كشعوب و كأسر و كمجتمعات ..فالوسطية في الكلام او الفعل او رد الفعل اصبحت شيئا نادرا و حلت محلها المبالغة في كل شيء، فتجد عند اي نقاش اجتماعي اسري او حتي بين الزملاء نفقد سريعا كل ادوات الخطاب الراقي المتحضر و يفقد الحوار (استكيته) من استك! و قابليته للمط و التقصير لتقريب وجهات النظر بل يسارع كل فرد لفرض رأيه و رغباته علي الاخر كل علي حسب قدرته علي جذب الشعرة تجاهه و علي حسب حجم عضلات الساعدين –البنات سيأخذن صفوف المتفرجين في هذا السباق!- ليجذب الشعرة ناحيته غافلا بذلك –او متغافلا- عن ان الشعرة ستنقطع و تنقطع معها كل جسور العلاقات بينه و بين من حوله .
اكثر المحاولات وضوحا لذلك هي تربية الابناء –علي اساس انهم متربيين!-اري حولي غرائب كثيرة فالاباء نوعان اما نوع يقسو بشدة فيفقد كل تواصل مع ابنائه و يكسب خوفهم لكنه يخسر محبتهم او من يتساهل بشدة فيخسر الاحترام الواجب و يختلط الحابل بالنابل و الفوضي التي نراها حولنا
فلنحاول ان نتبع سياسة معاوية الداهية ..اترك الشعرة بينك و بين من حولك و حافظ علي وجودها لا تجذب بشدة و لا ترخي بتهاون لتكسب حبك و احترامك في ان واحد حافظ علي جسور الاتصال قائمة بينك و بين الناس حتي لا تصبح في يوم و ليلة و قد تم نفيك الي جزيرة معزولة عن اي معلم حضاري و بشري.
رد: ماذا تعرف عن شعرة معاوية ؟
هاذا سر التعامل بين كل الناس ولكن قليل منا من يدرك هادا
شكرا استاذنا
نسيمة- نائب المدير
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 22/07/2011
العـــــمـــــر : 43
عـــدد المساهمـــات : 2260
الـمــــــــــــزاج : هادئة
مواضيع مماثلة
» ماذا تعرف عن قوس قزح؟؟؟
» ماذا تعرف عن اليورانيوم؟
» ماذا تعرف عن دفن رسول الله ؟
» ماذا تعرف عن "جحا" الشخصية الحقيقية
» ماذا تعرف عن منظمة الوحدة الافريقية
» ماذا تعرف عن اليورانيوم؟
» ماذا تعرف عن دفن رسول الله ؟
» ماذا تعرف عن "جحا" الشخصية الحقيقية
» ماذا تعرف عن منظمة الوحدة الافريقية
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: المكتبــــــــةالأدبيــــــــة والثقافيــــــــة :: همسات ثقافيـــة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس