ماذا تعرف عن منظمة الوحدة الافريقية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماذا تعرف عن منظمة الوحدة الافريقية
نشأة منظمة الوحدة الإفريقية:
- انعكست
الحملة الدولية العارمة لتأكيد احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية
على إفريقيا فيما شهدته القارة من حركة واسعة لتصفية الاستعمار وهو ما
ساعد على اتجاه إفريقيا نحو الوحدة التي اتخذت صورة نهائية وهي منظمة
الوحدة الإفريقية منذ
عام 1963.
مرت منظمة
الوحدة الإفريقية منذ إنشائها عام 1963
حتى تحولها للاتحاد الإفريقي
2001
بأنماط دولية ثلاث هي مرحلة الحرب الباردة، ثم مرحلة ما بعد الحرب الباردة،
وأخيرا مرحلة العولمة.
-الظروف
التي أنشأت فيها منظمة الوحدة الإفريقية:
تعاقبت على
إفريقيا نظم دولية متعددة أثرت عليها بأشكال مختلفة، فلا شك
أن الاستعمار الغربي الذي عرف إفريقيا بشكل مكثف مع حركة الكشوف
الجغرافية في نهاية القرن الخامس عشر، وعندما استقرت أحوال أوربا بعد مؤتمر فيينا
1815
ونشأة الكونسرت الأوربي
الذي وضع نظاماً للمحافظة علي الوضع الراهن ضد النظم والحركات الثورية وبعد
هزيمة نابليون بونابرت في معركة ووترلو بعد حروب عسكرية واقتصادية عاتية نهاية الثورة الفرنسية، لذلك عرفت الفترة من 1815 حتى 1884 اشد
الفترات تكالباً علي
إفريقيا من جانب القوى الاستعمارية التقليدية والصاعدة مما اوجب تنظيم عملية الاستعمار
ووضع ضوابط لها ومعايير الحيازة الإقليمية حتى لا يكون التكالب الاستعماري سبباً
رئيسياً في الحروب الأوروبية التي لم تكن تعدم الأسباب لاشتعالها مما دفع بالدول الإفريقية إلى
التحرك من أجل تصفية الإستعمار و هو ما ساعد على تكتل الدول الإفريقية مع بعضها
البعض حتى إتخذت صورة نهائية منذ عام
1963 على شكل منظمة تدعى بمنظمة الوحدة
الإفريقية .
ومنذ مؤتمر
برلين ساد نظام دولي جديد هو نظام توازن القوي الذي انفرط عقده
باندلاع الحرب العالمية الأولى.
- وعندما نشأ
نظام الانتداب في إطار عصبة الأمم كان حظ إفريقيا خضوعها لأدني
فئات الانتداب الأقرب إلى الاستعمار. وعندما استبدل نظام الانتداب بنظام الوصاية
مع نشأة الأمم المتحدة عام 1945 انبسط النظام الجديد على بعض الدول الإفريقية خاصة
في ضوء نتائج الحرب العالمية التي أسفرت عن هزيمة ايطاليا ووضع مستعمراتها تحت
نظام الوصاية وصولاً إلى الاستقلال، أما جنوب إفريقيا، فقد رفضت التنازل عن
انتدابها على ناميبيا التي حولت وجودها فيها منذ البداية إلى استعمار حتى اضطرت
الأمم المتحدة عام 1966 إلى إعلان هذه الحقيقة وأنشأت مجلس الأمم
المتحدة لناميبيا لمتابعة
وصولها إلى الاستقلال في وقت اشتدت الحملة الدولية ضد العنصرية حتى انتهي
الأمر بتحرر جنوب إفريقيا واستقلال ناميبيا.
أولاً: تأثير الحرب الباردة على منظمة الوحدة
الإفريقية:
عندما بدأت
الدول الإفريقية تنال استقلالها كان العالم بالفعل منقسماً إيديولوجيا
وسياسياُ إلى شرق وغرب، واقتصاديا إلى شمال وجنوب فكان المعسكر الشرقي بزعامة
الاتحاد السوفيتي والمسكر الغربي بزعامة أمريكا. وبدأت الدول الإفريقية في
التأرجح بين الشرق والغرب.
وما كان
الاتفاق الأمريكي - السوفيتي على استقلال الدول الإفريقية إلا
ستارا يخفي وراءه سعي كل منهما لإدخال الدول الحديثة الاستقلال في معسكره تحقيقا
لمصالحه الذاتية. وظهر هذا
الصراع الإيديولوجي بصورة واضحة في مأساة الكونغو 1960 ـ
1964
حيث كان باتريس لوممبا رئيس الوزراء مدعوماً من موسكو بينما يؤيد الغرب جوزيف كازافوبو
رئيس الجمهورية وانتهي الأمر إلى اغتيال لوممبا في سجنه، ولكن القوات الدولية
عجزت عن إصلاح النظام السياسي في الكونغو في أولى حلقات مأساتها، فإذا كانت
قد سارعت في مقاومة حركات الانفصال في الكونغو فإن الموقف قد تدهور إلى حرب أهلية
واسعة، انتهت بسيطرة القائد العسكري جوزيف موبوتو وكانت تلك بداية فصول مأساة الكونغو
وغيرها من دول افريقية كثيرة لم تبرأ منها حتى الآن.
أهداف
منظمة الوحدة الوطنية:
في هذه الظروف العاصفة وبينما القارة منقسمة إلى تيارات
بسبب الحرب الباردة
نشأت منظمة الوحدة الإفريقية لتكون الوسط المعتدل الذي يجذب إليه الاتجاهات المختلفة
والحق إن تعدد التيارات المتصارعة وارتفاع وتيرة القومية الإفريقية بوصفها
احد سبل الخلاص من التبعية والانقسام القاري قد انعكس حتى بعد قيام منظمة
الوحدة الإفريقية في انتشار ملحوظ لمنظمات فرعية حكومية بلغ عددها
عام 1969
تسع
وعشرون منظمة منها ثلاث ذات طابع سياسي خالص، وست ذات وظائف اقتصادية واثنتان لهما
أهداف متنوعة إضافة إلى ثماني عشرة منظمة تسعي إلى تحقيق أهداف اجتماعية وفنية
ذات نفع عام.
وفي عام
1980
ارتفع العدد من تسع وعشرين إلى تسع وأربعين منظمة دولية حكومية
ارتفع بينها عدد المنظمات الاقتصادية من ست إلى ست وعشرين منظمة بين عامي 1969 و1980.
ويفسر تزايد
عدد المنظمات الإفريقية بأن القضايا السياسية والأمنية تحتل
المرتبة الثانوية في اهتمام الدول الإفريقية أي أن منظمة الوحدة الإفريقية كانت
منذ البداية تحتاج إلى قوة سياسية أكبر، وتفسير ذلك أن معظم الدول الإفريقية كانت
تعتمد علي الدول غير الإفريقية شرقية وغربية لتحقيق أمنها وحمايتها حتى أن
بعض الدول تعتمد في استقرار نظامها علي قوات المرتزقة التي تستخدمها
دول كبري لتحقيق
سياستها أو الحاميات العسكرية للدول الاستعمارية.
كما يفسر
ذلك باتجاه الدول الإفريقية إلى تجنب التورط في قضايا داخلية ذات
طبيعة سياسية حساسة. وقد يكون السبب كامناً في الاقتناع داخل إفريقيا بالنظرية الوظيفية
التي تعلي المصالح الاقتصادية والفنية علي المصالح السياسية علي أن تكون
الأولى مؤدية إلى خدمة الثانية، علي أساس إن العمل في الأولى يخلو من
الجدل والخلاف.
وقد خلصت
دراسة مهمة في علاقة منظمة الوحدة الإفريقية بهذه البيئة التي
نشأت وعملت فيها خاصة من زاوية انتشار المنظمات الحكومية غير السياسية علي امتداد
القارة إلى أن العلاقات الدولية الإفريقية تدور حول الدولة مما يعني
انه ما دامت
منظمة الوحدة الإفريقية تخضع وتتبع نظام الدولة فهي تملك القوة الكافية لفرض حلول
لمشاكل القارة علي أعضائها ولكن قد لا تكون تلك ميزة حتى لا تضيق الدول بالمنظمة أو
حيازة القوة.
وقد أصرت
الدول الإفريقية علي تجربة محاولاتها في التسوية عبر المنظمة أولاً
قبل اللجوء إلى الأمم المتحدة.
ولا شك
أن اختيار أديس أبابا مقراُ لمنظمة الوحدة الإفريقية له دلالته في
الوقت الذي كان فيه إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي نموذجاً للإباء
الإفريقي منذ صارعت
بلاده ايطاليا وهزمتها في موقعة عدوة في مارس
1896.
وقد أثرت
الحرب البادرة علي منظمة الوحدة الإفريقية في مجالات متعددة أهمها
الأتي:
1- أدى
انقسام العالم ايدلوجياً وسياسياً وعسكرياً إلى نتيجتين متلازمتين فمن
ناحية شعرت الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة الوحدة الإفريقية إن توحيد كلمتها
داخل المنظمة مع انقسام أعضائها بين موسكو وواشنطن أمر صعب.
2- ولعل
علي المستوي العالمي، من ناحية أخرى وفي إطار الأمم المتحدة، فقد
عجزت الدول الإفريقية عن رؤية المصلحة الإفريقية وانطلقت تؤيد في هذه المحافل المعسكر
الذي تنتمي إليه علي حساب القضايا الإفريقية والمصالح الإفريقية العليا.
3- ترتب
علي هذا الانقسام اختلاف النظم الإفريقية في الطابع الاقتصادي والاجتماعي
والثقافي مما يجعل الوحدة والتنسيق بينها أشد صعوبة.
4- يعني
الانقسام والتحزب السياسي في إفريقيا اضطراب التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وانعدام الرؤية الواضحة نحو إستراتيجية فعالة مما أثر علي معدلات النمو
وتفاقم المشاكل الاقتصادية وأعاق منظمة الوحدة الإفريقية عن وضع حلول ناجحة لهذه
المشاكل.
5- أدى
هذا الانقسام إلى نشوء الصراعات بين الدول الأفريقية ونشوب الحروب
الأهلية واستفحال النزعة العرقية.
وعلي الجملة
أضافت الحرب البادرة تعقيدات جديدة للقضايا الإفريقية التقليدية
ذلك أنها أثرت علي المنظمة في ضوء أهداف المنظمة وتوجهاتها.
إن نظرة
سريعة علي المادة الثانية من ميثاق المنظمة تكشف أن الحرب الباردة
أثرت علي مجمل هذه الأهداف، فهدف تقوية وحدة دول إفريقيا وتضامنها منذ البداية
كان ينظر إليه علي انه خلاص من الانقسام الثقافي والتشرذم الأيديولوجي الذي كانت
بوادره قد ظهرت ولم تكن أثاره بعد قد تفاقمت، أما الدفاع عن سيادة
الدول وسلامة أراضيها
واستقلالها، فقد أصبح هدفاًُ نسبياً محضاُ، فسيادة دولة وسلامة أراضيها في
ظل حكم شيوعي وتحالف مع كوبا أو موسكو تناقض دولاً أخرى تسير في
المعسكر الغربي.
أما القضاء
علي الاستعمار في إفريقيا بكافة صوره فربما كان هدفاً مشتركاً
مفهوماُ علي انه الاستعمار القديم التقليدي لان صور الاستعمار الجديد أصبحت أداة
في الحرب البادرة. وقد أطلقت موسكو مصطلح "الامبريالية" تمييزاً للإستعمار الجديد
عن الاستعمار القديم. وكانت الامبريالية التي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية،
تعني صور الهيمنة واستغلال موارد الدول والسيطرة علي مقدراتها.
وقد أثرت
الحرب الباردة بالفعل علي أهداف المنظمة ومبادئها خاصة مبدأ
عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول.
أما مبدأ
التفاني المطلق في التحرر من الاستعمار فقد انصب علي نوعي الاستعمار
التقليدي وهما: الاستعمار العسكري والاستعمار الاستيطاني، لكنه لا يمتد إلى
الاستعمار الجديد أو إلى تحرر إفريقيا من الوجود الغربي والسوفيتي الذي عرفته مرحلة
الحرب الباردة.
وإما مبدأ
عدم الانحياز فقد ظل من المثاليات الإفريقية التي حاولت الجهود
الإفريقية تحقيقه دون أي نجاح يذكر لأنه النقيض الكامل لتوزع إفريقيا بين المعسكرين
مما جعلها اكثر ساحات الحرب الباردة اشتعالا.
الدور
السياسي للمنظمة:
تتداخل عدة
عوامل لتقييم منظمة الوحدة الأفريقية منها الصورة المثالية التي
كانت الدول تأمل من المنظمة تحقيقها، أيضا التحولات المتعددة في السياسات العالمية
والإقليمية ومدى كفاءة المنظمة في القيام بالمهام المنوط بها.
ومن أميز
ما قامت به المنظمة هو مساهمتها في تصفية الاستعمار السياسي والعنصرية
فقد نجحت في حشد التأييد الدولي في الأمم المتحدة بالرغم من إنقسامها في
ظل الحرب الباردة ومساندة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للنظام العنصري في
جنوب إفريقيا والخلافات السياسية المعلنة.
أما عن
دور المنظمة في تسوية النزاعات فقد كانت هناك مرحلتين ينبغي التمييز
بينهما فالمرحلة الأولي من 1963-
1990
والمرحلة الثانية من 2001- 1991وتميزت
المرحلة الأولي بأن النزاع كان ينشب بين الدول الأفريقية، بينما تميزت المرحلة
الثانية بنشوب الحروب داخل الدول نفسها وتتعلق بالحروب الأهلية والعرقية.
تمسكت منظمة
الوحدة الأفريقية في كل نزاعات القارة بمبادئ ميثاقها وأهمها
التسوية السلمية للمنازعات وإحترام حدود الدول الموروثة عند إستقلالها ، ومن
الملاحظ عدم إستفادة المنظمة من لجنة الوساطة والتوفيق التي أنشأها الميثاق وإنما
كانت تحث الدول على التسوية القضائية أمام محكمة العدل الدولية مثل النزاع الحدودي
بين نيجيريا والكاميرون والذي أدي لإحتكاك مسلح بين الدولتين وأحيل لمحكمة العدل
الدولية بناء على توصية المنظمة 1994
.كذلك شجعت السنغال وغينيا بيساو علي تسوية
نزاعهما الحدودي البحري أمام محكمة العدل الدولية 1991-1995،أيضا
النزاع بين ليبيا
وتشاد حيث شجعت المنظمة الدولتين علي التسوية عن طريق محكمة العدل الدولية في
الفترة من 1990-1994
وساهمت في تهدئة الأوضاع بين الدولتين وكذلك تعاونت المنظمة مع
الأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ ليبيا في الحكم الصادر في هذا الشأن في فبراري 1994، كما
أرسلت بعثة إلي تشاد لحفظ السلام .
وحرصت المنظمة
علي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء وإستحدثت
نظام قوات حفظ السلام التي لعبت دورا مهما في مراقبة وقف إطلاق النار المتفق
عليه بين الأطراف المعنية ، وعلي ذلك فإن المنظمة قد أدت دورا حيويا في تسوية
المنازعات الأفريقية سلميا.
المنظمةوالحروب
الأهلية والعرقية والإقليمية:
من المعروف
أن نهاية الحرب الباردة أدت لإرتفاع صوت القبلية والعرقية وضعف
سلطة وهيبة الدولة ونشطت هذه الظاهرة وإتسعت في عقد التسعينات. ووسط هذه الظروف
عجزت المنظمة عن مواجهة هذه الظاهرة على مستويين الأول هو عدم بذل
الجهد الكافي والعناية
الواجبة والمتابعة الحقيقية والثاني هو وقف الإنهيار وإعادة الأوضاع لما
كانت عليه عن طريق تسوية سياسية مقبولة.
وهنالك بعض
الأمثلة فانفصال بيافرا عن نيجيريا حسم عن طريق التدخل الخارجي
من قبل بريطانيا والإتحاد السوفيتي على الرغم من جهود المنظمة والتي تدخلت بناء
على طلب الحكومة النيجيرية بإنشاء لجنة تحقيق وتشاور مهمتها التوفيق
بين أطراف المشكلة
بشكل نهائي .برئاسة الإمبراطور هيلاسلاسي أيضا حسمت الولايات المتحدة الأمريكية
وبلجيكا محاولة الإنفصال في الكونغو في الستينات.
وفطنت المنظمة
لطبيعة تحول الصراع في أفريقيا وتزايد المد العرقي لذلك
أنشأت آلية عام 1993
لإدارة فض المنازعات الأفريقية تعمل علي ثلاثة مستويات مستوي
القمة، المستوى الوزاري ثم مستو سفراء الدول أعضاء الجهاز المركزي للآلية.. وهي
أداة للمتابعة والمراقبة المستمرة للمنازعات في طور النشأة والمنازعات التي تحولت
إلي أزمات حقيقية.
وبالنسبة لمشكلة
رواتدا يجب أن نفرق بين محاولات المنظمة تسوية المشكلة
بين الحكومة والمتمردين منذ 1991
وعجز المنظمة عن معالجة آثار الإنفجار العرقي
في عام
1994،
فقد أسهمت المنظمة في إبرام إتفاق أروشا في مارس
1994 القاضي بوقف
إطلاق النار وإعادة الحوار كما أرسلت مراقبين عسكريين
تزايد عددهم من 20
فرد
1992
إلي 120
فرادا في عام
1993.كما
التقى أمين عام المنظمة أطراف
النزاع عدة مرات.
وإقتصرت منظمة الوحدة الأفريقية علي مباركة الجهود التي بذلتها منظمة الأكواس وقواتها
المعروفة بإسم الأيكوموج تحت سيطرة القوات النيجيرية. وقد كان لهذه القوات
دور حاسم في ليبريا وسيراليون.
وربما لم
تتعامل المنظمة مباشرة مع هذه القوة بسبب مشاركة نيجيريا تحت
الحكم العسكري. وأيضا ظلت منظمة الوحدة الأفريقية بعيدة عن فرض عقوبات علي بوروندي
بسبب الإنقلاب العسكري في يوليو
1996
وفي اجتماعات المنظمة وإجتماعات الآلية الخاصة
بفض النزاعات ظلت تحاول مساعدة الأطراف البورنديية على التوصل إلي تسوية سياسية
من خلال مبعوث الأمين العام للمنظمة ثم أرسلت قوة من المراقبين العسكريين والمدنيين
لبث الثقة بين السكان والتعاون مع الجيش إلا أنها لم تستطع تحقيق أية
نتيجة في محادثات السلام بين الحكومة والثوار أو تطوير مشاعر الهوتو والتوتسي.
من هذا
نخلص إلى أن المنظمة قد نجحت إلي حد ما في تسوية المنازعات بين
الدول الأفريقية بينما ظل دورها في تسوية الصراعات داخل الدول يتم في إطار
ما تمثله هذه الصراعات من تحديات وفي ضوء الإمكانات الأفريقية
والتحولات الاجتماعية في
القارة.
وقد ظلت
المنظمة تعاني من صعوبات مالية لعدم مقدرة بعض الدول الافريقيه الإيفاء
بالتزاماتها المالية للمنظمة، مما دفع المنظمة لاستحداث نظام للعقوبات
علي هذه الدول لذلك حاولت المنظمة الإستعانة بالإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
إلا أن شبه التبعية لهذه الجهات الأجنبية أسقطت هذه الفكرة.
- انعكست
الحملة الدولية العارمة لتأكيد احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية
على إفريقيا فيما شهدته القارة من حركة واسعة لتصفية الاستعمار وهو ما
ساعد على اتجاه إفريقيا نحو الوحدة التي اتخذت صورة نهائية وهي منظمة
الوحدة الإفريقية منذ
عام 1963.
مرت منظمة
الوحدة الإفريقية منذ إنشائها عام 1963
حتى تحولها للاتحاد الإفريقي
2001
بأنماط دولية ثلاث هي مرحلة الحرب الباردة، ثم مرحلة ما بعد الحرب الباردة،
وأخيرا مرحلة العولمة.
-الظروف
التي أنشأت فيها منظمة الوحدة الإفريقية:
تعاقبت على
إفريقيا نظم دولية متعددة أثرت عليها بأشكال مختلفة، فلا شك
أن الاستعمار الغربي الذي عرف إفريقيا بشكل مكثف مع حركة الكشوف
الجغرافية في نهاية القرن الخامس عشر، وعندما استقرت أحوال أوربا بعد مؤتمر فيينا
1815
ونشأة الكونسرت الأوربي
الذي وضع نظاماً للمحافظة علي الوضع الراهن ضد النظم والحركات الثورية وبعد
هزيمة نابليون بونابرت في معركة ووترلو بعد حروب عسكرية واقتصادية عاتية نهاية الثورة الفرنسية، لذلك عرفت الفترة من 1815 حتى 1884 اشد
الفترات تكالباً علي
إفريقيا من جانب القوى الاستعمارية التقليدية والصاعدة مما اوجب تنظيم عملية الاستعمار
ووضع ضوابط لها ومعايير الحيازة الإقليمية حتى لا يكون التكالب الاستعماري سبباً
رئيسياً في الحروب الأوروبية التي لم تكن تعدم الأسباب لاشتعالها مما دفع بالدول الإفريقية إلى
التحرك من أجل تصفية الإستعمار و هو ما ساعد على تكتل الدول الإفريقية مع بعضها
البعض حتى إتخذت صورة نهائية منذ عام
1963 على شكل منظمة تدعى بمنظمة الوحدة
الإفريقية .
ومنذ مؤتمر
برلين ساد نظام دولي جديد هو نظام توازن القوي الذي انفرط عقده
باندلاع الحرب العالمية الأولى.
- وعندما نشأ
نظام الانتداب في إطار عصبة الأمم كان حظ إفريقيا خضوعها لأدني
فئات الانتداب الأقرب إلى الاستعمار. وعندما استبدل نظام الانتداب بنظام الوصاية
مع نشأة الأمم المتحدة عام 1945 انبسط النظام الجديد على بعض الدول الإفريقية خاصة
في ضوء نتائج الحرب العالمية التي أسفرت عن هزيمة ايطاليا ووضع مستعمراتها تحت
نظام الوصاية وصولاً إلى الاستقلال، أما جنوب إفريقيا، فقد رفضت التنازل عن
انتدابها على ناميبيا التي حولت وجودها فيها منذ البداية إلى استعمار حتى اضطرت
الأمم المتحدة عام 1966 إلى إعلان هذه الحقيقة وأنشأت مجلس الأمم
المتحدة لناميبيا لمتابعة
وصولها إلى الاستقلال في وقت اشتدت الحملة الدولية ضد العنصرية حتى انتهي
الأمر بتحرر جنوب إفريقيا واستقلال ناميبيا.
أولاً: تأثير الحرب الباردة على منظمة الوحدة
الإفريقية:
عندما بدأت
الدول الإفريقية تنال استقلالها كان العالم بالفعل منقسماً إيديولوجيا
وسياسياُ إلى شرق وغرب، واقتصاديا إلى شمال وجنوب فكان المعسكر الشرقي بزعامة
الاتحاد السوفيتي والمسكر الغربي بزعامة أمريكا. وبدأت الدول الإفريقية في
التأرجح بين الشرق والغرب.
وما كان
الاتفاق الأمريكي - السوفيتي على استقلال الدول الإفريقية إلا
ستارا يخفي وراءه سعي كل منهما لإدخال الدول الحديثة الاستقلال في معسكره تحقيقا
لمصالحه الذاتية. وظهر هذا
الصراع الإيديولوجي بصورة واضحة في مأساة الكونغو 1960 ـ
1964
حيث كان باتريس لوممبا رئيس الوزراء مدعوماً من موسكو بينما يؤيد الغرب جوزيف كازافوبو
رئيس الجمهورية وانتهي الأمر إلى اغتيال لوممبا في سجنه، ولكن القوات الدولية
عجزت عن إصلاح النظام السياسي في الكونغو في أولى حلقات مأساتها، فإذا كانت
قد سارعت في مقاومة حركات الانفصال في الكونغو فإن الموقف قد تدهور إلى حرب أهلية
واسعة، انتهت بسيطرة القائد العسكري جوزيف موبوتو وكانت تلك بداية فصول مأساة الكونغو
وغيرها من دول افريقية كثيرة لم تبرأ منها حتى الآن.
أهداف
منظمة الوحدة الوطنية:
في هذه الظروف العاصفة وبينما القارة منقسمة إلى تيارات
بسبب الحرب الباردة
نشأت منظمة الوحدة الإفريقية لتكون الوسط المعتدل الذي يجذب إليه الاتجاهات المختلفة
والحق إن تعدد التيارات المتصارعة وارتفاع وتيرة القومية الإفريقية بوصفها
احد سبل الخلاص من التبعية والانقسام القاري قد انعكس حتى بعد قيام منظمة
الوحدة الإفريقية في انتشار ملحوظ لمنظمات فرعية حكومية بلغ عددها
عام 1969
تسع
وعشرون منظمة منها ثلاث ذات طابع سياسي خالص، وست ذات وظائف اقتصادية واثنتان لهما
أهداف متنوعة إضافة إلى ثماني عشرة منظمة تسعي إلى تحقيق أهداف اجتماعية وفنية
ذات نفع عام.
وفي عام
1980
ارتفع العدد من تسع وعشرين إلى تسع وأربعين منظمة دولية حكومية
ارتفع بينها عدد المنظمات الاقتصادية من ست إلى ست وعشرين منظمة بين عامي 1969 و1980.
ويفسر تزايد
عدد المنظمات الإفريقية بأن القضايا السياسية والأمنية تحتل
المرتبة الثانوية في اهتمام الدول الإفريقية أي أن منظمة الوحدة الإفريقية كانت
منذ البداية تحتاج إلى قوة سياسية أكبر، وتفسير ذلك أن معظم الدول الإفريقية كانت
تعتمد علي الدول غير الإفريقية شرقية وغربية لتحقيق أمنها وحمايتها حتى أن
بعض الدول تعتمد في استقرار نظامها علي قوات المرتزقة التي تستخدمها
دول كبري لتحقيق
سياستها أو الحاميات العسكرية للدول الاستعمارية.
كما يفسر
ذلك باتجاه الدول الإفريقية إلى تجنب التورط في قضايا داخلية ذات
طبيعة سياسية حساسة. وقد يكون السبب كامناً في الاقتناع داخل إفريقيا بالنظرية الوظيفية
التي تعلي المصالح الاقتصادية والفنية علي المصالح السياسية علي أن تكون
الأولى مؤدية إلى خدمة الثانية، علي أساس إن العمل في الأولى يخلو من
الجدل والخلاف.
وقد خلصت
دراسة مهمة في علاقة منظمة الوحدة الإفريقية بهذه البيئة التي
نشأت وعملت فيها خاصة من زاوية انتشار المنظمات الحكومية غير السياسية علي امتداد
القارة إلى أن العلاقات الدولية الإفريقية تدور حول الدولة مما يعني
انه ما دامت
منظمة الوحدة الإفريقية تخضع وتتبع نظام الدولة فهي تملك القوة الكافية لفرض حلول
لمشاكل القارة علي أعضائها ولكن قد لا تكون تلك ميزة حتى لا تضيق الدول بالمنظمة أو
حيازة القوة.
وقد أصرت
الدول الإفريقية علي تجربة محاولاتها في التسوية عبر المنظمة أولاً
قبل اللجوء إلى الأمم المتحدة.
ولا شك
أن اختيار أديس أبابا مقراُ لمنظمة الوحدة الإفريقية له دلالته في
الوقت الذي كان فيه إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي نموذجاً للإباء
الإفريقي منذ صارعت
بلاده ايطاليا وهزمتها في موقعة عدوة في مارس
1896.
وقد أثرت
الحرب البادرة علي منظمة الوحدة الإفريقية في مجالات متعددة أهمها
الأتي:
1- أدى
انقسام العالم ايدلوجياً وسياسياً وعسكرياً إلى نتيجتين متلازمتين فمن
ناحية شعرت الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة الوحدة الإفريقية إن توحيد كلمتها
داخل المنظمة مع انقسام أعضائها بين موسكو وواشنطن أمر صعب.
2- ولعل
علي المستوي العالمي، من ناحية أخرى وفي إطار الأمم المتحدة، فقد
عجزت الدول الإفريقية عن رؤية المصلحة الإفريقية وانطلقت تؤيد في هذه المحافل المعسكر
الذي تنتمي إليه علي حساب القضايا الإفريقية والمصالح الإفريقية العليا.
3- ترتب
علي هذا الانقسام اختلاف النظم الإفريقية في الطابع الاقتصادي والاجتماعي
والثقافي مما يجعل الوحدة والتنسيق بينها أشد صعوبة.
4- يعني
الانقسام والتحزب السياسي في إفريقيا اضطراب التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وانعدام الرؤية الواضحة نحو إستراتيجية فعالة مما أثر علي معدلات النمو
وتفاقم المشاكل الاقتصادية وأعاق منظمة الوحدة الإفريقية عن وضع حلول ناجحة لهذه
المشاكل.
5- أدى
هذا الانقسام إلى نشوء الصراعات بين الدول الأفريقية ونشوب الحروب
الأهلية واستفحال النزعة العرقية.
وعلي الجملة
أضافت الحرب البادرة تعقيدات جديدة للقضايا الإفريقية التقليدية
ذلك أنها أثرت علي المنظمة في ضوء أهداف المنظمة وتوجهاتها.
إن نظرة
سريعة علي المادة الثانية من ميثاق المنظمة تكشف أن الحرب الباردة
أثرت علي مجمل هذه الأهداف، فهدف تقوية وحدة دول إفريقيا وتضامنها منذ البداية
كان ينظر إليه علي انه خلاص من الانقسام الثقافي والتشرذم الأيديولوجي الذي كانت
بوادره قد ظهرت ولم تكن أثاره بعد قد تفاقمت، أما الدفاع عن سيادة
الدول وسلامة أراضيها
واستقلالها، فقد أصبح هدفاًُ نسبياً محضاُ، فسيادة دولة وسلامة أراضيها في
ظل حكم شيوعي وتحالف مع كوبا أو موسكو تناقض دولاً أخرى تسير في
المعسكر الغربي.
أما القضاء
علي الاستعمار في إفريقيا بكافة صوره فربما كان هدفاً مشتركاً
مفهوماُ علي انه الاستعمار القديم التقليدي لان صور الاستعمار الجديد أصبحت أداة
في الحرب البادرة. وقد أطلقت موسكو مصطلح "الامبريالية" تمييزاً للإستعمار الجديد
عن الاستعمار القديم. وكانت الامبريالية التي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية،
تعني صور الهيمنة واستغلال موارد الدول والسيطرة علي مقدراتها.
وقد أثرت
الحرب الباردة بالفعل علي أهداف المنظمة ومبادئها خاصة مبدأ
عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول.
أما مبدأ
التفاني المطلق في التحرر من الاستعمار فقد انصب علي نوعي الاستعمار
التقليدي وهما: الاستعمار العسكري والاستعمار الاستيطاني، لكنه لا يمتد إلى
الاستعمار الجديد أو إلى تحرر إفريقيا من الوجود الغربي والسوفيتي الذي عرفته مرحلة
الحرب الباردة.
وإما مبدأ
عدم الانحياز فقد ظل من المثاليات الإفريقية التي حاولت الجهود
الإفريقية تحقيقه دون أي نجاح يذكر لأنه النقيض الكامل لتوزع إفريقيا بين المعسكرين
مما جعلها اكثر ساحات الحرب الباردة اشتعالا.
الدور
السياسي للمنظمة:
تتداخل عدة
عوامل لتقييم منظمة الوحدة الأفريقية منها الصورة المثالية التي
كانت الدول تأمل من المنظمة تحقيقها، أيضا التحولات المتعددة في السياسات العالمية
والإقليمية ومدى كفاءة المنظمة في القيام بالمهام المنوط بها.
ومن أميز
ما قامت به المنظمة هو مساهمتها في تصفية الاستعمار السياسي والعنصرية
فقد نجحت في حشد التأييد الدولي في الأمم المتحدة بالرغم من إنقسامها في
ظل الحرب الباردة ومساندة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للنظام العنصري في
جنوب إفريقيا والخلافات السياسية المعلنة.
أما عن
دور المنظمة في تسوية النزاعات فقد كانت هناك مرحلتين ينبغي التمييز
بينهما فالمرحلة الأولي من 1963-
1990
والمرحلة الثانية من 2001- 1991وتميزت
المرحلة الأولي بأن النزاع كان ينشب بين الدول الأفريقية، بينما تميزت المرحلة
الثانية بنشوب الحروب داخل الدول نفسها وتتعلق بالحروب الأهلية والعرقية.
تمسكت منظمة
الوحدة الأفريقية في كل نزاعات القارة بمبادئ ميثاقها وأهمها
التسوية السلمية للمنازعات وإحترام حدود الدول الموروثة عند إستقلالها ، ومن
الملاحظ عدم إستفادة المنظمة من لجنة الوساطة والتوفيق التي أنشأها الميثاق وإنما
كانت تحث الدول على التسوية القضائية أمام محكمة العدل الدولية مثل النزاع الحدودي
بين نيجيريا والكاميرون والذي أدي لإحتكاك مسلح بين الدولتين وأحيل لمحكمة العدل
الدولية بناء على توصية المنظمة 1994
.كذلك شجعت السنغال وغينيا بيساو علي تسوية
نزاعهما الحدودي البحري أمام محكمة العدل الدولية 1991-1995،أيضا
النزاع بين ليبيا
وتشاد حيث شجعت المنظمة الدولتين علي التسوية عن طريق محكمة العدل الدولية في
الفترة من 1990-1994
وساهمت في تهدئة الأوضاع بين الدولتين وكذلك تعاونت المنظمة مع
الأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ ليبيا في الحكم الصادر في هذا الشأن في فبراري 1994، كما
أرسلت بعثة إلي تشاد لحفظ السلام .
وحرصت المنظمة
علي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء وإستحدثت
نظام قوات حفظ السلام التي لعبت دورا مهما في مراقبة وقف إطلاق النار المتفق
عليه بين الأطراف المعنية ، وعلي ذلك فإن المنظمة قد أدت دورا حيويا في تسوية
المنازعات الأفريقية سلميا.
المنظمةوالحروب
الأهلية والعرقية والإقليمية:
من المعروف
أن نهاية الحرب الباردة أدت لإرتفاع صوت القبلية والعرقية وضعف
سلطة وهيبة الدولة ونشطت هذه الظاهرة وإتسعت في عقد التسعينات. ووسط هذه الظروف
عجزت المنظمة عن مواجهة هذه الظاهرة على مستويين الأول هو عدم بذل
الجهد الكافي والعناية
الواجبة والمتابعة الحقيقية والثاني هو وقف الإنهيار وإعادة الأوضاع لما
كانت عليه عن طريق تسوية سياسية مقبولة.
وهنالك بعض
الأمثلة فانفصال بيافرا عن نيجيريا حسم عن طريق التدخل الخارجي
من قبل بريطانيا والإتحاد السوفيتي على الرغم من جهود المنظمة والتي تدخلت بناء
على طلب الحكومة النيجيرية بإنشاء لجنة تحقيق وتشاور مهمتها التوفيق
بين أطراف المشكلة
بشكل نهائي .برئاسة الإمبراطور هيلاسلاسي أيضا حسمت الولايات المتحدة الأمريكية
وبلجيكا محاولة الإنفصال في الكونغو في الستينات.
وفطنت المنظمة
لطبيعة تحول الصراع في أفريقيا وتزايد المد العرقي لذلك
أنشأت آلية عام 1993
لإدارة فض المنازعات الأفريقية تعمل علي ثلاثة مستويات مستوي
القمة، المستوى الوزاري ثم مستو سفراء الدول أعضاء الجهاز المركزي للآلية.. وهي
أداة للمتابعة والمراقبة المستمرة للمنازعات في طور النشأة والمنازعات التي تحولت
إلي أزمات حقيقية.
وبالنسبة لمشكلة
رواتدا يجب أن نفرق بين محاولات المنظمة تسوية المشكلة
بين الحكومة والمتمردين منذ 1991
وعجز المنظمة عن معالجة آثار الإنفجار العرقي
في عام
1994،
فقد أسهمت المنظمة في إبرام إتفاق أروشا في مارس
1994 القاضي بوقف
إطلاق النار وإعادة الحوار كما أرسلت مراقبين عسكريين
تزايد عددهم من 20
فرد
1992
إلي 120
فرادا في عام
1993.كما
التقى أمين عام المنظمة أطراف
النزاع عدة مرات.
وإقتصرت منظمة الوحدة الأفريقية علي مباركة الجهود التي بذلتها منظمة الأكواس وقواتها
المعروفة بإسم الأيكوموج تحت سيطرة القوات النيجيرية. وقد كان لهذه القوات
دور حاسم في ليبريا وسيراليون.
وربما لم
تتعامل المنظمة مباشرة مع هذه القوة بسبب مشاركة نيجيريا تحت
الحكم العسكري. وأيضا ظلت منظمة الوحدة الأفريقية بعيدة عن فرض عقوبات علي بوروندي
بسبب الإنقلاب العسكري في يوليو
1996
وفي اجتماعات المنظمة وإجتماعات الآلية الخاصة
بفض النزاعات ظلت تحاول مساعدة الأطراف البورنديية على التوصل إلي تسوية سياسية
من خلال مبعوث الأمين العام للمنظمة ثم أرسلت قوة من المراقبين العسكريين والمدنيين
لبث الثقة بين السكان والتعاون مع الجيش إلا أنها لم تستطع تحقيق أية
نتيجة في محادثات السلام بين الحكومة والثوار أو تطوير مشاعر الهوتو والتوتسي.
من هذا
نخلص إلى أن المنظمة قد نجحت إلي حد ما في تسوية المنازعات بين
الدول الأفريقية بينما ظل دورها في تسوية الصراعات داخل الدول يتم في إطار
ما تمثله هذه الصراعات من تحديات وفي ضوء الإمكانات الأفريقية
والتحولات الاجتماعية في
القارة.
وقد ظلت
المنظمة تعاني من صعوبات مالية لعدم مقدرة بعض الدول الافريقيه الإيفاء
بالتزاماتها المالية للمنظمة، مما دفع المنظمة لاستحداث نظام للعقوبات
علي هذه الدول لذلك حاولت المنظمة الإستعانة بالإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
إلا أن شبه التبعية لهذه الجهات الأجنبية أسقطت هذه الفكرة.
نسيمة- نائب المدير
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 22/07/2011
العـــــمـــــر : 43
عـــدد المساهمـــات : 2260
الـمــــــــــــزاج : هادئة
رد: ماذا تعرف عن منظمة الوحدة الافريقية
شكرا للأخت نسيمة على هذا المجهود وهذه المعلومات التاريخية القيمة
الباحث عن الحكمة- عضو جديد
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/03/2012
العـــــمـــــر : 45
عـــدد المساهمـــات : 19
الـمــــــــــــزاج : ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
رد: ماذا تعرف عن منظمة الوحدة الافريقية
شكرا لمرورك الكريم
نسيمة- نائب المدير
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 22/07/2011
العـــــمـــــر : 43
عـــدد المساهمـــات : 2260
الـمــــــــــــزاج : هادئة
كمال- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 1127
الـمــــــــــــزاج : دائما احسن
مواضيع مماثلة
» ماذا تعرف عن قوس قزح؟؟؟
» ماذا تعرف عن اليورانيوم؟
» ماذا تعرف عن دفن رسول الله ؟
» ماذا تعرف عن "جحا" الشخصية الحقيقية
» ماذا تعرف عن شعرة معاوية ؟
» ماذا تعرف عن اليورانيوم؟
» ماذا تعرف عن دفن رسول الله ؟
» ماذا تعرف عن "جحا" الشخصية الحقيقية
» ماذا تعرف عن شعرة معاوية ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس