تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
+4
عاشق الجنه
رياض
saddek.74
نجمة سيّدأحمد
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
تَارِيخُ الْمُوسِيقَا عِنْدَ الْعَرَبِ
(الجزء الثّانِي)
(الجزء الثّانِي)
وَمَعَ اتِّسَاعِ وَجُوهِ الْحَضَارَةِ فِي الْعَصْرِ الْعَبَّاسِيِّ واسْتِفْحَالِ الْعُمْرَانِ اِزْدَهَرَتْ صِنَاعَةُ الْغِنَاءِ وتَطَوَّرَتِ الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةُ فِي إِطَارِ الْمُوسِيقَا الشَّرْقِيَّةِ. [ ...] وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ الْمُوسِيقَا الشَّرْقِيَّةِ تَتَعَدَّدُ بِتَعَدُّدِ الأُمَمِ يُهِمُّنَا مِنْهَا الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةُ ذَاتُ الأَلْحَانِ. فَالأَلْحَانُ الْعَرَبِيَّةُ غَنِيَّةٌ مُمْتِعَةٌ بَعِيدَةٌ عَنِ الرَّتَابَةِ الْمُمِلَّةِ كُلَّ الْبُعْدِ، ولَئِنْ اِسْتَخْدَمَ الْعَرَبُ السُّلَّمَ الَّذِي وَضَعَهُ فِيُثَاغُورْسُ مُدَّةً لاَ يُسْتَهَانُ بِهَا مِنْ تَارِيخِهِمْ إِلاَّ أًَنَّ هَذَا السُّلَّمَ الْمُسْتَوْرَدَ لَمْ يَمْنَعِ الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةَ مِنَ الظُّهُورِ ولَمْ يَحُلَّ مَحَلَّهَا بَلْ لَقَدْ لُقِّحَ بِلِقاحٍ عَرَبِيٍّ لِيَكُونَ مُنْطَلَقاً لِمُوسِيقَا عَرَبِيَّةٍ جَدِيدَةٍ.
وكَانَ طَابَعُ الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةِ هُوَ الإِيقَاعَ الْمُنْتَظِمَ. والإِيقَاعُ شََرْقِيٌّ أَصِيلٌ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ وهُوَ الَّذِي أَدَّى إِلَى تَنْظِيمِ النَّغَمِ. وكَانَ الْحِجَازُ هُوَ مَرْكَزَ الْمُوسِيقَا الإِيقاعِيَّةِ فِي عُهُودِ الإِسْلاَمِ الأُولَى ومِنْهُ انْتَقَلَ إِلَى سَائِرِ الْبِلاَدِ الإِسْلاَمِيَّةِ والْكِنْدِيُّ فَيْلَسُوفُ الْعَرَبِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَصَفَ ذَلِكَ فِي مُنْتَصَفِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ لِلْمِيلاَدِ.
واللَّحْنُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَشْبَهُ بِالإِيقَاعِ وَزَخْرَفَتُهُ كَثِيراً مَا تَتضَمَّنُ ضَرَباتٍ إِيقاعِيَّةً هِيَ الْمُقَدِّمَةُ الَّتِي تُعْرَفُ بِاسْمِ "التَّرْكِيب". ولَمْ تَتَغَيَّرِ الآلاَتُ الْمُصَاحِبَةُ أَبَداً وهِيَ الْعُودُ والطُّنْبُورُ والْقَانُونُ والنَّايُ. أَمَّا أَهَمُّ الأَشْكَالِ الْمُوسِيقِيَّةِ فَهِيَ النُّوبَةُ الْمُرَكَّبَةُ مِنْ أَصْوَاتٍ حَلْقِيَّةٍ وآلِيَةٍ مُتَتالِيَةٍ فِي حَرَكَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ.
[...]
يَرَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُوسِيقَا الشَّرْقِيَّةَ مِنْ أَصْلٍ إِغْرِيقِيٍّ وهَذِهِ الشَّنْشَنَةُ نَسْمَعُهَا كَثِيراً لاَ فِيمَا يَتَّصِلُ بِالْمُوسِيقَا وَحْدَهَا بَلْ فِي كُلِّ إِنْتَاجٍ عِلْمِيٍّ أَوْ فَلْسَفِيٍّ أَوْ قَانُونِيٍّ اَوْ فَنِّيٍّ يَنُمُّ عَنِ الأَصَالَةِ والذَّكَاءِ كَأَنَّمَا كُلُّ ذَلِكَ وَقْفٌ عَلَى بِلاَدِ الْيُونَانِ وكَأَنَّمَا بِلاَدُ الْيُونَانِ مَصْدَرٌ لِكُلِّ إِلْهَامٍ. ويَقُولُ بَعْضُ الْمُتَطَرِّفِينَ فِي التَّجْدِيدِ حَدِيثاً إِنَّنَا لَمْ نَفْعَلْ شَيْئاً فِي مُوسِيقَانَا الشَّرْقِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ نَقْلِ أَنْغَامِ الإِغْرِيقِ الْبِدَائِيِّينَ ثُمَّ بِتَسْمِيَّتِهَا بِأَسْمَاءٍ عَرَبِيَّةٍ أَوْ فَارِسِيَّةٍ أَوْ تُرْكِيَّةٍ والْبُرْهَانُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْمُوسِيقَا الْيُونَانِيَّةَ الْقَدِيمَةَ كَانَتْ ذَاتَ "سَلاَلِمَ" أَوْ "مَدَارِجَ" مُتَعَدِّدَةٍ بِتَعَدُّدِ أَقَالِيمِهَا وقَبَائِلِهَا وقَدْ نُقِلَتْ هَذِهِ السَّلاَلِمُ إِلَى الْمُوسِيقَا الشَّرْقِيَّةِ واسْتَقَرَّتْ فِي تُرَاثِنَا الْغِنَائِيِّ حَتَّى اسْتَسْلَمْنَا لَهَا وفَقَدْنَا كُلَّ قُدْرَةٍ عَلَى الْخَلْقِ والاِبْتَكَارِ. ولا أَدَلَّ عَلَى الْخِفَّةِ والسَّطْحِيَّةِ فِي إِصْدَارِ مِثْلِ هَذِهِ الأَحْكَامِ مِنْ أَنَّ الْعَرَبَ هُمُ الَّذِينَ قَدْ جَعَلُوا فِي الْمُوسِيقا عِلْماً لَهُ أُصُولُهُ وقَوَاعِدُهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى الصُّدْفَةِ ومُجَرَّدِ الْمَوْهِبَةِ بِلاَ قَوَاعِدَ ولاَ أُصُولٍ. فَقَدِ اهْتَمَّ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ وفَلاَسِفَتُهُمْ ومُفَكِّرُوهُمْ بِالْمُوسِيقَا وأَوْسَعُوهَا بَحْثاً ودِرَاسَةً وَصَنَّفُوا فِيهَا التَّصَانِيفَ وأَلَّفُوا الْكُتُبَ وابْتَكَرُوا فِيهَا وأَبْدَعُوا حَتَّى أَوْفَوْا عَلَى الْغايَةِ فِي ذَلِكَ بِقَدْرِ مَا تَتَّسِعُ لَهُ ظُرُوفُ الزَّمَانِ والْمَكَانِ الَّتِي كَانَتْ تُحِيطُ بِهِمْ والْمَرْحَلَةُ التَّارِيخِيَّةِ الَّتِي وُجِدُوا فِيهَا ومُقْتَضيَاتُ التَّطَوُّرِ الْعَقْلِيِّ والنُّضْجِ الْحَضَارِيِّ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَيْهَا الإِنْسَانِيَّةُ عَلَى عَهْدِهِمْ.
لَكِنَّهُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى هِذِهِ الْغايَةِ كَانَ لِزَاماً عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْقُلُوا عَنِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى مَا وَصَلُوا إِلَيْهِ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ. فَأَخَذُوا عَنِ الْيُونَانِ والْفُرْسِ والْهُنُودِ والأَنْبَاطِ كَثِيراً مِنَ الأَلْحَانِ فَنَغَّمُوها وَجَمَعُوا بَيْنَهَا وبَيْنَ أَلْحَانِ غَيْرِهِمْ مِنَ الأُمَمِ والشُّعُوبِ الَّتِي احْتَكُّوا بِها واسْتَنْبَطُوا أَلْحاناً جَدِيدَةً لَمْ تَكُنْ مَعْرُوفَةً مِنْ قَبْلُ كَمَا جَمَعُوا الآلاَتِ الْغِنَائِيَّةَ الَّتِي تَكْثُرُ فِي الأُمَمِ فَأَصْلَحُوا بَعْضَهَا واخْتَارُوا مِنْهَا مَا يُلاَئِمُ أَذْوَاقَهُمْ هُمْ واخْتَرَعُوا آلاَتٍ جَدِيدَةً لاَ عَهْدَ لِلأَقْدَمِينَ بِهَا وطَبَّقُوا عَلَى الْمُوسِيقَا مَبَادِئَ عِلْمِ الطَّبِيعَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالصَّوْتِ وغَيْرِهِ حَتَّى لَقَدْ فَاقُوا أَساتِذَتَهُمُ الْيُونَانَ. ولاَ غَرْوَ فِي ذَلِكَ فَقَدْ كَانُوا – كَشَأْنِهِمْ دَائِماً – لاَ يَقْبَلُونَ نَظَرِيَّةً فِي الصَّوْتِ والْمُوسِيقَا إِلاَّ بَعْدَ التَّثَبُّتِ مِنْهَا وإِجْرَاءِ التَّجَارِبِ عَلَيْهَا فَلَمْ يَأْخُذُوا بِآرَاءِ الَّذِينَ سَبَقُوهُمْ دُونَ تَحْقِيقٍ ونَظَرٍ وكَانَتْ كِتَابَاتُهُمْ وأَبْحَاثُهُمْ وتَعْلِيقاتُهُمْ فِي مَيْدَانِ الْمُوسِيقا والصَّوْتِ زَاداً لِلْعُقُولِ وُوُقُوداً للأَذْهَانِ ودُسْتُوراً لِعُلَمَاءِ الْمُوسِيقا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ حَتَّى الْقَرْنِ السَّابِعَ عَشَرَ.
هَذا وشَيْخُ الْمُغَنِّينَ فِي زَمَانِهِ إِسْحاقُ الْمُوصِلِيُّ (الْمُتَوَفَّى سَنَة 235 هجريّة / 853 م) الَّذِي كَانَ مُجَدِّداً وصَاحِبَ مَذْهَبٍ ومُخْتَرِعَ إِيقاعاتٍ، كَانَ أَعْلَمَ رِجَالِ زَمَانِهِ بِالْغِنَاءِ وأَكْثَرَهُمْ اِطِّلاَعاً عَلَيْهِ لِذَلِكَ كَانَ حَرِيصاً عَلَى بَقَاءِ الْغِنَاءِ الْعَرَبِيِّ وَثِيقَ الصِّلَةِ بِالْغِنَاءِ الْجَاهِلِيِّ فَقَدْ تَوَلَّى الدِّفَاعَ عَنِ الْغِنَاءِ الْقَدِيمِ وتَجْرِيحَ الْجَدِيدِ. صَنَّفَ الْكَثِيرَ مِنَ الْكُتُبِ مِثْلِ "النَّغَمِ والإِيقَاعِ" و"أَغانِي مَعْبَد" " وغَيْرِهِمَا. وُلِدَ وتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وأَصَابَهُ الْعَمَى قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ ولَمَّا مَاتَ نَعَاهُ الْخَلِيفَةُ قَائِلاً: "ذَهَبَ صَدْرٌ عَظِيمٌ مِنْ جَمَالِ الْمُلْكِ وزِينَتِهِ وبَهَائِهِ !"
يُؤْخَذُ عَلَى الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا طَرِيقَةً كِتَابِيَّةً لِتَدْوِينِ الْمُوسِيقَا وهَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ. فَقَدْ ذَكَرَ أَبُو الْفَرْجِ الأَصْفَهَانِيُّ فِي "الأَغَانِي" أَنَّ إِسْحَاقَ الْمُوصِلِيَّ كَتَبَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بِنْ الْمَهْدِيِّ بِجِنْسِ لَحْنٍ صَنَعَهُ وإِصْبِعِهِ ومَجْرَاهُ وإِجْرَاءِ لَحْنِهِ فَغَنَّاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْمَعَهُ فَأَدَّى مَا صَنَعَهُ. ومَعْنَى هَذَا أَنَّ نَوْعاً مِنَ التَّدْوِينِ الْمُوسِيقِيِّ كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ الْمُوسِيقِيِّينَ الْعَرَبِ مُنْذُ الْقَرْنِ الثَّانِي لِلْهِجْرَةِ وإِنْ كُنَّا لاَ نَعْلَمُ نَوْعِيَّةَ ذَلِكَ التَّدْوِينِ.
وَنَبَغَ بِبَغْدَادَ أَيْضاً زِرْيَابُ تِلْمِيذُ الْمُوصِلِيِّ فَانْتَقَلَ مِنْها إْلَى قُرْطُبَةَ حاضِرَةِ الأَنْدَلُسِ. زَادَ أَوْتَارَ عُودِهِ وَتَراً خامِساً وَسَطاً مِنْ حَيْثُ الْمَكَانُ ومِنْ حَيْثُ الْقُوَّةُ سَمَّاهُ الأَوْسَطَ وجَعَلَهُ فِي وَسَطِ الأَوْتَارِ الأَرْبَعَةِ إِذْ كَانَ لِلْعُودِ قَبْلَهُ أَرْبَعَةُ أَوْتَارٍ فَقَطْ بِعَدِّ الْعَنَاصِرِ الأَرْبَعَةِ والطَّبَائِعِ الأَرْبَعَةِ والْجِهَاتِ الأَرْبَعِ. وهُوَ الَّذِي اخْتَرَعَ مِضْرَابَ الْعُودِ "الرِّيشَةَ" مِنْ قَوَادِمِ النَّسْرِ مُعْتَاضاً بِهِ مِنْ مُرْهِفِ الْخَشَبِ كَما اتَّخَذَ الْمُثَلَّثَ والْبَمَّ مِنْ أَمْعَاءِ شِبْلِ الأَسَدِ والْبَاقِي مِنْ حَرِيرٍ لَمْ يُغْمَسْ قَبْلَ غَزْلِهِ فِي مَاءٍ سَاخِنٍ كَيْلاَ يَلِينَ أَوْ يَرْتَخِيَ.
وكَانَ لِلْمُوسِيقَا أَهَمِّيَّةٌ عَسْكَرِيَّةٌ إِذْ صَارَتْ جُزْءاً مِنَ التَّكْتِيكِ الْحَرْبِيِّ وفِيهَا يُسْتَعْمَلُ الْبُوقُ والنَّفِيرُ والطَّبْلُ والنُّقَارَةُ والْقَصْعَةُ. كَمَا كَانَ لِكُلِّ أَمِيرٍ جَوْقَتُهُ الْخَاصَّةُ. ورُغْمَ مَا يُتَّهَمُ بِهِ الإِسْلاَمُ مِنْ أَنَّهُ لاَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُوسِيقَا بِعَيْنِ الرِّضَى والاِرْتِيَاحِ فَقَدْ تَغَلْغَلَتْ فِي أَوْسَاطٍ كَثِيرَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ فَهَذَا الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ مَثَلاً يَقُولُ: "الطَّرَبُ عَقْلٌ وكَرَمٌ، ومَنْ لاَ يَطْرَبُ فَلَيْسَ بِعَاقِلٍ ولاَ كَرِيمٍ!". وقَدْ رَافَقَتِ الْمُوسِيقَا كُلَّ مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ الْحَيَاةِ الإِسْلاَمِيَّةِ وامْتَلأَتِ اللَّيالِي بِأَغَانِي الْحُبِّ والْحَرْبِ والْمَوْتِ. ولَطَالَمَا عَمَّرَتْ مَجَالِسُ الْخُلَفاءِ فِي صَدْرِ الإِسْلاَمِ والْعُصُورِ الأُمَوِيِّةِ والْعَبَّاسِيَّةِ ومَا بَعْدَهَا بِالْمُوسِيقِيِّينَ والْمُغَنِّينَ، بَلْ إِنَّ مَجالِسَ السَّيِّدَةِ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ كَانَتْ تَضُمُّ الْمُوسِيقِيِّينَ والأُدَبَاءَ والشُّعَرَاءَ. وكَذَلِكَ اشْتَغَلَ بِالْعُلُومِ الْمُوسِيقِيَّةِ مُفَكِّرُونَ مُسْلِمُونَ وفَلاَسِفَةٌ وعُلَمَاءُ كَالْخَلِيلِ والْكِنْدِيِّ والْفَارَابِيِّ والرَّازِيِّ وابْنِ سِينَا وابْنِ الْهَيْثَمِ وكَثِيرٍ غَيْرِهِمْ. وقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّ هَارُونَ الرَّشِيدِ لِلْمُوسِيقَا أَنْ شَجَّعَ هَذِهِ الْمَوْهِبَةَ فِي أَخِيهِ لأَبِيهِ الأَمِيرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ عَلَى الرُّغْمِ مِنْ تَقَالِيدِ طَبَقَتِهِ وكَانَ لَهُ صَوْتٌ شَجِيٌّ لاَ نَظِيرَ لَهُ فَضْلاً عَنْ أَنَّهُ قَامَ بِحَرَكَةٍ ابْتِدَاعِيَّةٍ فِي الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةِ مُضادَّةٍ لِلنَّزْعَةِ الاِتِّباعِيَّةِ الَّتِي يُمَثِّلُهَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُوصِلِيِّ. وَكَذَلِكَ يَنْظُرُ الصُّوفِيَّةُ إِلَى الْمُوسِيقا عَلَى أَنَّهَا وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ الْكَشْفِ وعَنْ طَرِيقِهَا نَظَمَ الدَّرَاوِيشُ إِيقاعاتِ الذِّكْرِ وتَحَقَّقُوا بِالْمَشاهِدِ الإِلَهِيَّةِ والْفَيُوضاتِ الرَّبَّانِيَّةِ فَالنَّشْوَةُ الْمُوسِيقِيَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ لاَ تَحْدُثُ إِلاَّ فِي الْحالاَتِ الصُّوفِيَّةِ الْعَمِيقَةِ. قَال أَحَدُ أَئِمَّةِ الصُّوفِيَّةِ: "إِنَّ الْفَقِيرَ لاَ يسْمَعُ إِلاَّ عِنْدَ الْوَجْدِ ."بَلْ إِنَّ حَلَقَاتِ الذِّكْرِ الَّتِي كَانَ يَعْقِدُهَا أَهْلُ السُّنَّةِ لَمْ تَكُنْ تَخْلُو مِنْ نَفَحَاتِ الْمُوسِيقَا وكَثِيراً مَا كَانَ الْفُقَهَاءُ أَنْفُسُهُمْ يُشارِكُونَ فِي هَذِهِ الْحَلَقاتِ.
ثُمَّ إِنَّ فائِدَةَ الْمُوسِيقا فِي الشِّفاءِ مَعْرُوفَةٌ [ ...] ولِذَلِكَ اِهْتَمَّ أَطِبَّاءُ الْعَرَبِ وفَلاَسِفَتُهُمْ بِاسْتِخْدَامِ الْمُوسِيقا في مُعَالَجِةِ بَعْضِ الأَمْراضِ.
وكَانَ طَابَعُ الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةِ هُوَ الإِيقَاعَ الْمُنْتَظِمَ. والإِيقَاعُ شََرْقِيٌّ أَصِيلٌ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ وهُوَ الَّذِي أَدَّى إِلَى تَنْظِيمِ النَّغَمِ. وكَانَ الْحِجَازُ هُوَ مَرْكَزَ الْمُوسِيقَا الإِيقاعِيَّةِ فِي عُهُودِ الإِسْلاَمِ الأُولَى ومِنْهُ انْتَقَلَ إِلَى سَائِرِ الْبِلاَدِ الإِسْلاَمِيَّةِ والْكِنْدِيُّ فَيْلَسُوفُ الْعَرَبِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَصَفَ ذَلِكَ فِي مُنْتَصَفِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ لِلْمِيلاَدِ.
واللَّحْنُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَشْبَهُ بِالإِيقَاعِ وَزَخْرَفَتُهُ كَثِيراً مَا تَتضَمَّنُ ضَرَباتٍ إِيقاعِيَّةً هِيَ الْمُقَدِّمَةُ الَّتِي تُعْرَفُ بِاسْمِ "التَّرْكِيب". ولَمْ تَتَغَيَّرِ الآلاَتُ الْمُصَاحِبَةُ أَبَداً وهِيَ الْعُودُ والطُّنْبُورُ والْقَانُونُ والنَّايُ. أَمَّا أَهَمُّ الأَشْكَالِ الْمُوسِيقِيَّةِ فَهِيَ النُّوبَةُ الْمُرَكَّبَةُ مِنْ أَصْوَاتٍ حَلْقِيَّةٍ وآلِيَةٍ مُتَتالِيَةٍ فِي حَرَكَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ.
[...]
يَرَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُوسِيقَا الشَّرْقِيَّةَ مِنْ أَصْلٍ إِغْرِيقِيٍّ وهَذِهِ الشَّنْشَنَةُ نَسْمَعُهَا كَثِيراً لاَ فِيمَا يَتَّصِلُ بِالْمُوسِيقَا وَحْدَهَا بَلْ فِي كُلِّ إِنْتَاجٍ عِلْمِيٍّ أَوْ فَلْسَفِيٍّ أَوْ قَانُونِيٍّ اَوْ فَنِّيٍّ يَنُمُّ عَنِ الأَصَالَةِ والذَّكَاءِ كَأَنَّمَا كُلُّ ذَلِكَ وَقْفٌ عَلَى بِلاَدِ الْيُونَانِ وكَأَنَّمَا بِلاَدُ الْيُونَانِ مَصْدَرٌ لِكُلِّ إِلْهَامٍ. ويَقُولُ بَعْضُ الْمُتَطَرِّفِينَ فِي التَّجْدِيدِ حَدِيثاً إِنَّنَا لَمْ نَفْعَلْ شَيْئاً فِي مُوسِيقَانَا الشَّرْقِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ نَقْلِ أَنْغَامِ الإِغْرِيقِ الْبِدَائِيِّينَ ثُمَّ بِتَسْمِيَّتِهَا بِأَسْمَاءٍ عَرَبِيَّةٍ أَوْ فَارِسِيَّةٍ أَوْ تُرْكِيَّةٍ والْبُرْهَانُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْمُوسِيقَا الْيُونَانِيَّةَ الْقَدِيمَةَ كَانَتْ ذَاتَ "سَلاَلِمَ" أَوْ "مَدَارِجَ" مُتَعَدِّدَةٍ بِتَعَدُّدِ أَقَالِيمِهَا وقَبَائِلِهَا وقَدْ نُقِلَتْ هَذِهِ السَّلاَلِمُ إِلَى الْمُوسِيقَا الشَّرْقِيَّةِ واسْتَقَرَّتْ فِي تُرَاثِنَا الْغِنَائِيِّ حَتَّى اسْتَسْلَمْنَا لَهَا وفَقَدْنَا كُلَّ قُدْرَةٍ عَلَى الْخَلْقِ والاِبْتَكَارِ. ولا أَدَلَّ عَلَى الْخِفَّةِ والسَّطْحِيَّةِ فِي إِصْدَارِ مِثْلِ هَذِهِ الأَحْكَامِ مِنْ أَنَّ الْعَرَبَ هُمُ الَّذِينَ قَدْ جَعَلُوا فِي الْمُوسِيقا عِلْماً لَهُ أُصُولُهُ وقَوَاعِدُهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى الصُّدْفَةِ ومُجَرَّدِ الْمَوْهِبَةِ بِلاَ قَوَاعِدَ ولاَ أُصُولٍ. فَقَدِ اهْتَمَّ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ وفَلاَسِفَتُهُمْ ومُفَكِّرُوهُمْ بِالْمُوسِيقَا وأَوْسَعُوهَا بَحْثاً ودِرَاسَةً وَصَنَّفُوا فِيهَا التَّصَانِيفَ وأَلَّفُوا الْكُتُبَ وابْتَكَرُوا فِيهَا وأَبْدَعُوا حَتَّى أَوْفَوْا عَلَى الْغايَةِ فِي ذَلِكَ بِقَدْرِ مَا تَتَّسِعُ لَهُ ظُرُوفُ الزَّمَانِ والْمَكَانِ الَّتِي كَانَتْ تُحِيطُ بِهِمْ والْمَرْحَلَةُ التَّارِيخِيَّةِ الَّتِي وُجِدُوا فِيهَا ومُقْتَضيَاتُ التَّطَوُّرِ الْعَقْلِيِّ والنُّضْجِ الْحَضَارِيِّ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَيْهَا الإِنْسَانِيَّةُ عَلَى عَهْدِهِمْ.
لَكِنَّهُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى هِذِهِ الْغايَةِ كَانَ لِزَاماً عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْقُلُوا عَنِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى مَا وَصَلُوا إِلَيْهِ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ. فَأَخَذُوا عَنِ الْيُونَانِ والْفُرْسِ والْهُنُودِ والأَنْبَاطِ كَثِيراً مِنَ الأَلْحَانِ فَنَغَّمُوها وَجَمَعُوا بَيْنَهَا وبَيْنَ أَلْحَانِ غَيْرِهِمْ مِنَ الأُمَمِ والشُّعُوبِ الَّتِي احْتَكُّوا بِها واسْتَنْبَطُوا أَلْحاناً جَدِيدَةً لَمْ تَكُنْ مَعْرُوفَةً مِنْ قَبْلُ كَمَا جَمَعُوا الآلاَتِ الْغِنَائِيَّةَ الَّتِي تَكْثُرُ فِي الأُمَمِ فَأَصْلَحُوا بَعْضَهَا واخْتَارُوا مِنْهَا مَا يُلاَئِمُ أَذْوَاقَهُمْ هُمْ واخْتَرَعُوا آلاَتٍ جَدِيدَةً لاَ عَهْدَ لِلأَقْدَمِينَ بِهَا وطَبَّقُوا عَلَى الْمُوسِيقَا مَبَادِئَ عِلْمِ الطَّبِيعَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالصَّوْتِ وغَيْرِهِ حَتَّى لَقَدْ فَاقُوا أَساتِذَتَهُمُ الْيُونَانَ. ولاَ غَرْوَ فِي ذَلِكَ فَقَدْ كَانُوا – كَشَأْنِهِمْ دَائِماً – لاَ يَقْبَلُونَ نَظَرِيَّةً فِي الصَّوْتِ والْمُوسِيقَا إِلاَّ بَعْدَ التَّثَبُّتِ مِنْهَا وإِجْرَاءِ التَّجَارِبِ عَلَيْهَا فَلَمْ يَأْخُذُوا بِآرَاءِ الَّذِينَ سَبَقُوهُمْ دُونَ تَحْقِيقٍ ونَظَرٍ وكَانَتْ كِتَابَاتُهُمْ وأَبْحَاثُهُمْ وتَعْلِيقاتُهُمْ فِي مَيْدَانِ الْمُوسِيقا والصَّوْتِ زَاداً لِلْعُقُولِ وُوُقُوداً للأَذْهَانِ ودُسْتُوراً لِعُلَمَاءِ الْمُوسِيقا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ حَتَّى الْقَرْنِ السَّابِعَ عَشَرَ.
هَذا وشَيْخُ الْمُغَنِّينَ فِي زَمَانِهِ إِسْحاقُ الْمُوصِلِيُّ (الْمُتَوَفَّى سَنَة 235 هجريّة / 853 م) الَّذِي كَانَ مُجَدِّداً وصَاحِبَ مَذْهَبٍ ومُخْتَرِعَ إِيقاعاتٍ، كَانَ أَعْلَمَ رِجَالِ زَمَانِهِ بِالْغِنَاءِ وأَكْثَرَهُمْ اِطِّلاَعاً عَلَيْهِ لِذَلِكَ كَانَ حَرِيصاً عَلَى بَقَاءِ الْغِنَاءِ الْعَرَبِيِّ وَثِيقَ الصِّلَةِ بِالْغِنَاءِ الْجَاهِلِيِّ فَقَدْ تَوَلَّى الدِّفَاعَ عَنِ الْغِنَاءِ الْقَدِيمِ وتَجْرِيحَ الْجَدِيدِ. صَنَّفَ الْكَثِيرَ مِنَ الْكُتُبِ مِثْلِ "النَّغَمِ والإِيقَاعِ" و"أَغانِي مَعْبَد" " وغَيْرِهِمَا. وُلِدَ وتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وأَصَابَهُ الْعَمَى قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ ولَمَّا مَاتَ نَعَاهُ الْخَلِيفَةُ قَائِلاً: "ذَهَبَ صَدْرٌ عَظِيمٌ مِنْ جَمَالِ الْمُلْكِ وزِينَتِهِ وبَهَائِهِ !"
يُؤْخَذُ عَلَى الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا طَرِيقَةً كِتَابِيَّةً لِتَدْوِينِ الْمُوسِيقَا وهَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ. فَقَدْ ذَكَرَ أَبُو الْفَرْجِ الأَصْفَهَانِيُّ فِي "الأَغَانِي" أَنَّ إِسْحَاقَ الْمُوصِلِيَّ كَتَبَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بِنْ الْمَهْدِيِّ بِجِنْسِ لَحْنٍ صَنَعَهُ وإِصْبِعِهِ ومَجْرَاهُ وإِجْرَاءِ لَحْنِهِ فَغَنَّاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْمَعَهُ فَأَدَّى مَا صَنَعَهُ. ومَعْنَى هَذَا أَنَّ نَوْعاً مِنَ التَّدْوِينِ الْمُوسِيقِيِّ كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ الْمُوسِيقِيِّينَ الْعَرَبِ مُنْذُ الْقَرْنِ الثَّانِي لِلْهِجْرَةِ وإِنْ كُنَّا لاَ نَعْلَمُ نَوْعِيَّةَ ذَلِكَ التَّدْوِينِ.
وَنَبَغَ بِبَغْدَادَ أَيْضاً زِرْيَابُ تِلْمِيذُ الْمُوصِلِيِّ فَانْتَقَلَ مِنْها إْلَى قُرْطُبَةَ حاضِرَةِ الأَنْدَلُسِ. زَادَ أَوْتَارَ عُودِهِ وَتَراً خامِساً وَسَطاً مِنْ حَيْثُ الْمَكَانُ ومِنْ حَيْثُ الْقُوَّةُ سَمَّاهُ الأَوْسَطَ وجَعَلَهُ فِي وَسَطِ الأَوْتَارِ الأَرْبَعَةِ إِذْ كَانَ لِلْعُودِ قَبْلَهُ أَرْبَعَةُ أَوْتَارٍ فَقَطْ بِعَدِّ الْعَنَاصِرِ الأَرْبَعَةِ والطَّبَائِعِ الأَرْبَعَةِ والْجِهَاتِ الأَرْبَعِ. وهُوَ الَّذِي اخْتَرَعَ مِضْرَابَ الْعُودِ "الرِّيشَةَ" مِنْ قَوَادِمِ النَّسْرِ مُعْتَاضاً بِهِ مِنْ مُرْهِفِ الْخَشَبِ كَما اتَّخَذَ الْمُثَلَّثَ والْبَمَّ مِنْ أَمْعَاءِ شِبْلِ الأَسَدِ والْبَاقِي مِنْ حَرِيرٍ لَمْ يُغْمَسْ قَبْلَ غَزْلِهِ فِي مَاءٍ سَاخِنٍ كَيْلاَ يَلِينَ أَوْ يَرْتَخِيَ.
وكَانَ لِلْمُوسِيقَا أَهَمِّيَّةٌ عَسْكَرِيَّةٌ إِذْ صَارَتْ جُزْءاً مِنَ التَّكْتِيكِ الْحَرْبِيِّ وفِيهَا يُسْتَعْمَلُ الْبُوقُ والنَّفِيرُ والطَّبْلُ والنُّقَارَةُ والْقَصْعَةُ. كَمَا كَانَ لِكُلِّ أَمِيرٍ جَوْقَتُهُ الْخَاصَّةُ. ورُغْمَ مَا يُتَّهَمُ بِهِ الإِسْلاَمُ مِنْ أَنَّهُ لاَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُوسِيقَا بِعَيْنِ الرِّضَى والاِرْتِيَاحِ فَقَدْ تَغَلْغَلَتْ فِي أَوْسَاطٍ كَثِيرَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ فَهَذَا الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ مَثَلاً يَقُولُ: "الطَّرَبُ عَقْلٌ وكَرَمٌ، ومَنْ لاَ يَطْرَبُ فَلَيْسَ بِعَاقِلٍ ولاَ كَرِيمٍ!". وقَدْ رَافَقَتِ الْمُوسِيقَا كُلَّ مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ الْحَيَاةِ الإِسْلاَمِيَّةِ وامْتَلأَتِ اللَّيالِي بِأَغَانِي الْحُبِّ والْحَرْبِ والْمَوْتِ. ولَطَالَمَا عَمَّرَتْ مَجَالِسُ الْخُلَفاءِ فِي صَدْرِ الإِسْلاَمِ والْعُصُورِ الأُمَوِيِّةِ والْعَبَّاسِيَّةِ ومَا بَعْدَهَا بِالْمُوسِيقِيِّينَ والْمُغَنِّينَ، بَلْ إِنَّ مَجالِسَ السَّيِّدَةِ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ كَانَتْ تَضُمُّ الْمُوسِيقِيِّينَ والأُدَبَاءَ والشُّعَرَاءَ. وكَذَلِكَ اشْتَغَلَ بِالْعُلُومِ الْمُوسِيقِيَّةِ مُفَكِّرُونَ مُسْلِمُونَ وفَلاَسِفَةٌ وعُلَمَاءُ كَالْخَلِيلِ والْكِنْدِيِّ والْفَارَابِيِّ والرَّازِيِّ وابْنِ سِينَا وابْنِ الْهَيْثَمِ وكَثِيرٍ غَيْرِهِمْ. وقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّ هَارُونَ الرَّشِيدِ لِلْمُوسِيقَا أَنْ شَجَّعَ هَذِهِ الْمَوْهِبَةَ فِي أَخِيهِ لأَبِيهِ الأَمِيرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ عَلَى الرُّغْمِ مِنْ تَقَالِيدِ طَبَقَتِهِ وكَانَ لَهُ صَوْتٌ شَجِيٌّ لاَ نَظِيرَ لَهُ فَضْلاً عَنْ أَنَّهُ قَامَ بِحَرَكَةٍ ابْتِدَاعِيَّةٍ فِي الْمُوسِيقَا الْعَرَبِيَّةِ مُضادَّةٍ لِلنَّزْعَةِ الاِتِّباعِيَّةِ الَّتِي يُمَثِّلُهَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُوصِلِيِّ. وَكَذَلِكَ يَنْظُرُ الصُّوفِيَّةُ إِلَى الْمُوسِيقا عَلَى أَنَّهَا وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ الْكَشْفِ وعَنْ طَرِيقِهَا نَظَمَ الدَّرَاوِيشُ إِيقاعاتِ الذِّكْرِ وتَحَقَّقُوا بِالْمَشاهِدِ الإِلَهِيَّةِ والْفَيُوضاتِ الرَّبَّانِيَّةِ فَالنَّشْوَةُ الْمُوسِيقِيَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ لاَ تَحْدُثُ إِلاَّ فِي الْحالاَتِ الصُّوفِيَّةِ الْعَمِيقَةِ. قَال أَحَدُ أَئِمَّةِ الصُّوفِيَّةِ: "إِنَّ الْفَقِيرَ لاَ يسْمَعُ إِلاَّ عِنْدَ الْوَجْدِ ."بَلْ إِنَّ حَلَقَاتِ الذِّكْرِ الَّتِي كَانَ يَعْقِدُهَا أَهْلُ السُّنَّةِ لَمْ تَكُنْ تَخْلُو مِنْ نَفَحَاتِ الْمُوسِيقَا وكَثِيراً مَا كَانَ الْفُقَهَاءُ أَنْفُسُهُمْ يُشارِكُونَ فِي هَذِهِ الْحَلَقاتِ.
ثُمَّ إِنَّ فائِدَةَ الْمُوسِيقا فِي الشِّفاءِ مَعْرُوفَةٌ [ ...] ولِذَلِكَ اِهْتَمَّ أَطِبَّاءُ الْعَرَبِ وفَلاَسِفَتُهُمْ بِاسْتِخْدَامِ الْمُوسِيقا في مُعَالَجِةِ بَعْضِ الأَمْراضِ.
(
يُتْبَع بِذكر نماذج من أطبّاء المسلمين الّذين استخدموا الموسيقا في العلاج)
د. محمّد عبد الرّحمان مرحبا
(الْجامع في تاريخ العلوم عند العرب بتصرّف طفيف)
د. محمّد عبد الرّحمان مرحبا
(الْجامع في تاريخ العلوم عند العرب بتصرّف طفيف)
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
saddek.74- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 31/03/2013
العـــــمـــــر : 50
عـــدد المساهمـــات : 121
الـمــــــــــــزاج : الصمت
رياض- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
العـــــمـــــر : 38
عـــدد المساهمـــات : 40
الـمــــــــــــزاج : مرح
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
سبحان الله !
سبحان الله و بحمده! سبحان الله العظيم!
كيف لي أن أجعل ما حُرِّم دواء لي .. و أترك قول ربي جلَّ و علا " ألَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ "؟؟؟
عجز اللسان و الله !
و إني لأحلف جازما و لست كاذبا أن لا أحد من العلماء الكبار و الفقهاء سمع الغناء .. فبربكم قولوا لي " كيف يحدث الخشوع إن خالط الذكرُ الغناءَ " ؟؟؟ الله أكبر .. و الله عجز اللسان !
فلما الإفتراء ... ... ... !
الغناء حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام شئتم أم أبيتم .. و الله الذي لا إله إلا هو لَلْغِنَاءَ حَرَامٌ
و قد قرأت أقوال العلماء عن الغناء و قد أوردو أحاديث دالة و تنص على أن الغناء حرام ..
و ليكن في علمكم أن الأئمة الأربعة كلهم لهم نفس القول عن الغناء و لو أنهم اختلفوا في الكلمات ..
إطَّلعوا على علم نافع بارك الله فيكم ..
{ و سمحولي نكتبهالكم بالدارجة : " و إذا حبيتو تديرو الزكارة ... هههههههههه .. الزكارة في رواحتيكم ... } و ما دعاني لقول هذا إلا غيرتي .
كفاكم تشويها للسلفية .. فهي أسمى بكثيييير مما تتوقعون ..
فهي الوسط .. تدعو إلى التوحيد و معرفة الرب و النبي و الدين الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه و سلم .
هدانا الله و إياكم جميعا .
سبحان الله و بحمده! سبحان الله العظيم!
كيف لي أن أجعل ما حُرِّم دواء لي .. و أترك قول ربي جلَّ و علا " ألَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ "؟؟؟
عجز اللسان و الله !
و إني لأحلف جازما و لست كاذبا أن لا أحد من العلماء الكبار و الفقهاء سمع الغناء .. فبربكم قولوا لي " كيف يحدث الخشوع إن خالط الذكرُ الغناءَ " ؟؟؟ الله أكبر .. و الله عجز اللسان !
فلما الإفتراء ... ... ... !
الغناء حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام شئتم أم أبيتم .. و الله الذي لا إله إلا هو لَلْغِنَاءَ حَرَامٌ
و قد قرأت أقوال العلماء عن الغناء و قد أوردو أحاديث دالة و تنص على أن الغناء حرام ..
و ليكن في علمكم أن الأئمة الأربعة كلهم لهم نفس القول عن الغناء و لو أنهم اختلفوا في الكلمات ..
إطَّلعوا على علم نافع بارك الله فيكم ..
{ و سمحولي نكتبهالكم بالدارجة : " و إذا حبيتو تديرو الزكارة ... هههههههههه .. الزكارة في رواحتيكم ... } و ما دعاني لقول هذا إلا غيرتي .
كفاكم تشويها للسلفية .. فهي أسمى بكثيييير مما تتوقعون ..
فهي الوسط .. تدعو إلى التوحيد و معرفة الرب و النبي و الدين الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه و سلم .
هدانا الله و إياكم جميعا .
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
كفاكم فلسفة جزاكم الله خيرا ..
الذي هو حرام حرام .. و الذي هو حلال حلال !
" الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات ... " أكملو الحديث
و الله إني أشفق عليكم .. و لو لا حبي غيرتي و إرادتي لكم الخير لما أظهرت لكم الحقيقة .. في الواقع كنت سأمر كأن لم أر شيئا لكن لا ..!
فكفاكم .. كفاكم .. كفى كفى ... .. .
الذي هو حرام حرام .. و الذي هو حلال حلال !
" الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات ... " أكملو الحديث
و الله إني أشفق عليكم .. و لو لا حبي غيرتي و إرادتي لكم الخير لما أظهرت لكم الحقيقة .. في الواقع كنت سأمر كأن لم أر شيئا لكن لا ..!
فكفاكم .. كفاكم .. كفى كفى ... .. .
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
( و من المعرف هو أن العصر العباسي امتاز بكثرة المجون و الفسق و المغنيين و الفساق .. .. .. و العياذ بالله )
فكفاكم ترويجا لما حرَّم الله جزاكم الله خيرا .
فكفاكم ترويجا لما حرَّم الله جزاكم الله خيرا .
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
هَلْ تشرب القهوة يا عاشق الجنّة؟
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
و مع أنني لا أرى داعي من هذا السؤال إلا أنني سأجيب عنه
نعم أشرب
نعم أشرب
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
و مع أنني لا أرى داعي من هذا السؤال و لا علاقة ... إلا أنني سأجيب عنه
نعم أشرب
نعم أشرب
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
فاعلم أنّ ابن تيميّة رحمه الله ولفيف من فقهاء المالكيّة كانوا قد حرّموا شرب القهوة في عهدهم وعدّوها من باب المسكر والمخدّر وعليك بكتاب يحيا مِيشُو وهو من أكبر المتخصّصين في شيخ الإسلام ابن تيميّة يأتك الخبر اليقين. وما سُكت عن شرب القهوة إلاّ يوم انتشرت المقاهي على قوارع الطّرقات وتعاطاها النّاس دون اهتمام ( مع احترامي لهم ) بآراء الفقهاء.
بينك وبين نفسك الآنَ في أن تستمرّ بشرب القهوة أو تمسك أخذا برأي ابن تيميّة في الموضوع وهو من هو، أو مستخدما عقلك في تأويل هذه المسألة.
أمّا أنا فلا أشرب القهوة قطعا وأعلمك بهذا حتّى لا يتبادر إلى ذهنك أنّني أدافع عن شربها.
بينك وبين نفسك الآنَ في أن تستمرّ بشرب القهوة أو تمسك أخذا برأي ابن تيميّة في الموضوع وهو من هو، أو مستخدما عقلك في تأويل هذه المسألة.
أمّا أنا فلا أشرب القهوة قطعا وأعلمك بهذا حتّى لا يتبادر إلى ذهنك أنّني أدافع عن شربها.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
عدل سابقا من قبل عاشق الجنه في الإثنين 29 ديسمبر 2014, 02:19 عدل 1 مرات
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
و مع ردي السابق ..
سأقول شيئا :
إنه ليس من الرشد أن نتهرب من موضوع إلى موضوع آخر فنحن كنا نتحدث عن الغناء و المعازف فما الذي حملنا لذكر القهوة و حكمها ؟؟
هههه لكن ... فأنا أقول أن هذا تهرب ..
و لكم أن تردوا على كل الردود التي نشرتها اليوم ..
و لكم ... ... .!
...
و عن القهوة ...
و مع ... إلا أنني و كما سبق و وعدتك سأبحث .. و ... .. .!
سأقول شيئا :
إنه ليس من الرشد أن نتهرب من موضوع إلى موضوع آخر فنحن كنا نتحدث عن الغناء و المعازف فما الذي حملنا لذكر القهوة و حكمها ؟؟
هههه لكن ... فأنا أقول أن هذا تهرب ..
و لكم أن تردوا على كل الردود التي نشرتها اليوم ..
و لكم ... ... .!
...
و عن القهوة ...
و مع ... إلا أنني و كما سبق و وعدتك سأبحث .. و ... .. .!
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
أحسنت يا عاشق الجنه
و هل هناك أي دليل عن ذلك يا نجمة سيدأحمد ؟
و هل هناك أي دليل عن ذلك يا نجمة سيدأحمد ؟
aissa.b- عضو برونزي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 885
الـمــــــــــــزاج : هادىء
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
أوّلا نحن لا نتهرّب وإنّما نحاول أن نستدرج عقولكم إلى التّفكير والمقارنة وإلى الانسجام مع الذّات وطالما أنّكم تتبعون قول شيخ مهما كان مذهبه وتتعصّبون لرأيه فاتبعوه إلى الآخر وفي كلّ شيء ولا تتنتقوا ما يوافق ميولكم فقط . وأمّا وإن كنتم تتوخّون الفهم فإنّكم عندئذ تتواضعون وتستمعون إلى كلّ العلماء مع اختلاف آرائهم ثمّ تقولون: إنّ في اختلاف العلماء رحمة.
ثانيا: أقلّ شيء هو النّظر في معاجم اللّغة المعتمدة والبحث عن معنى كلمة المعازيف واللّهو قبل التّبجّح بكلام فارغ.
ثالثا: طلب التّكوّن في علم الحديث وأصول تخريج ما صحّ منه وما لم يصحّ، ما يتطلّب منكم سنين عمركم ولم تبلغوا من ذلك باعا قصيرا ناهيكم عن الطّويل فأنّى لكم التّقعّر بالكلام والتّكبّر على من أوتي علما لم تؤتوه!
رابعا: طلب التّكوّن في مقاصد الشّريعة ولكنّه مصطلح لا أظنّكم تفقهونه أو سبق وأن سمعتم به فالدّين لديكم فارغ من معناه.
خامسا: أيّ دليل تطلبه يا عيسى.ب وعمّا؟ عن الموسيقا أم عن القهوة؟ ما عليك سوى النّظر في الكتب الّتي ذكرتها أو غيرها وسينفعك ذلك ولا شكّ فأنت بحاجة إليها.
والله لقد تمكّنتم من إغضابي مع ما بذلته من جهد للصّبرعليكم؛ ولم تغضبوني بمخالفتي الرّأي ولكن بضيق عقولكم وتحجّركم واحتقاركم لمن يخالفكم الرّأي وتحزّبكم لشيوخ دون شيوخ حتّى إنّكم جعلتم منهم أشباه معصومين وبعدائكم لكلّ حضارة في الإسلام وبإفقاركم لهذا الدّين من حيث إنّه غنيّ وواسع وبخروجكم على قول النّبيّ صلوات الله عليه: "إنّ هذا الدّين متين فاوغلوا فيه برفق."، وبقبوعكم في جاهليّة تعمهون وإذلالكم لعلماء الأمّة وقد كان العلماء ورثة الأنبياء وبتحويلكم هذا الدّين إلى فرقة مارقة تجثو لدرويشها الملتحي فإذا قال: موتي ماتت وإذا قال: ابنعثي انبعثت!" وبقتلكم للعقل ورفضكم استعماله وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الحكيم بالتّفكير خمسين مرّة وما كرّمنا على الملائكة إلاّ به، ثمّ بعدولكم عن جادّة الصّواب وتصرّفكم مثل رعاع الأسواق كأنّكم لم تدخلوا مدارس ولا ولجتم جامعات لأنّ طالب العلم لا ينتقد ظلما ولا يتطاول على أستاذه فإن كان أستاذا فإنّه لا يتطاول على زميله أو على من فاته درجة وإنّما يطلب النّظر ويقرأ ويفهم ثمّ يحلّل ثمّ يقارن ثمّ ينقد بكلّ احترام فكان أولى بكم لو اتّصفتم بصفة الطّالب المسلم أن تحصلوا على الكتاب وتطّلعوا على مادّته ثمّ تنظروا، ولو فعلتم لدخلتم بحرا لا قاع له لأنّه كان سيدفع بكم إلى البحث أزيد وأزيد والقفز من كتاب فقه إلى مصنّف حديث إلى معجم لغة إلى كتاب تاريخ ثمّ تقولون بالآخر: "الله أعلم!" ثمّ إنّكم قد ملأتم القلب غثيانا والله فأكتفي بهذا وأعتذر إلى الأخ أبي إلياس على إثارة هذه الفتنة على المنتدى ولكنّني ظننتني أاتحدّث إلى شعب ذاق ويلات التّعصّب وضاق بها فرجع إلى المحجّة البيضاء، إلى الوسطيّة المعتدلة، ولكن لا رجاء في هذه الأمّة المتخلّفة على ما يبدو.
ثانيا: أقلّ شيء هو النّظر في معاجم اللّغة المعتمدة والبحث عن معنى كلمة المعازيف واللّهو قبل التّبجّح بكلام فارغ.
ثالثا: طلب التّكوّن في علم الحديث وأصول تخريج ما صحّ منه وما لم يصحّ، ما يتطلّب منكم سنين عمركم ولم تبلغوا من ذلك باعا قصيرا ناهيكم عن الطّويل فأنّى لكم التّقعّر بالكلام والتّكبّر على من أوتي علما لم تؤتوه!
رابعا: طلب التّكوّن في مقاصد الشّريعة ولكنّه مصطلح لا أظنّكم تفقهونه أو سبق وأن سمعتم به فالدّين لديكم فارغ من معناه.
خامسا: أيّ دليل تطلبه يا عيسى.ب وعمّا؟ عن الموسيقا أم عن القهوة؟ ما عليك سوى النّظر في الكتب الّتي ذكرتها أو غيرها وسينفعك ذلك ولا شكّ فأنت بحاجة إليها.
والله لقد تمكّنتم من إغضابي مع ما بذلته من جهد للصّبرعليكم؛ ولم تغضبوني بمخالفتي الرّأي ولكن بضيق عقولكم وتحجّركم واحتقاركم لمن يخالفكم الرّأي وتحزّبكم لشيوخ دون شيوخ حتّى إنّكم جعلتم منهم أشباه معصومين وبعدائكم لكلّ حضارة في الإسلام وبإفقاركم لهذا الدّين من حيث إنّه غنيّ وواسع وبخروجكم على قول النّبيّ صلوات الله عليه: "إنّ هذا الدّين متين فاوغلوا فيه برفق."، وبقبوعكم في جاهليّة تعمهون وإذلالكم لعلماء الأمّة وقد كان العلماء ورثة الأنبياء وبتحويلكم هذا الدّين إلى فرقة مارقة تجثو لدرويشها الملتحي فإذا قال: موتي ماتت وإذا قال: ابنعثي انبعثت!" وبقتلكم للعقل ورفضكم استعماله وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الحكيم بالتّفكير خمسين مرّة وما كرّمنا على الملائكة إلاّ به، ثمّ بعدولكم عن جادّة الصّواب وتصرّفكم مثل رعاع الأسواق كأنّكم لم تدخلوا مدارس ولا ولجتم جامعات لأنّ طالب العلم لا ينتقد ظلما ولا يتطاول على أستاذه فإن كان أستاذا فإنّه لا يتطاول على زميله أو على من فاته درجة وإنّما يطلب النّظر ويقرأ ويفهم ثمّ يحلّل ثمّ يقارن ثمّ ينقد بكلّ احترام فكان أولى بكم لو اتّصفتم بصفة الطّالب المسلم أن تحصلوا على الكتاب وتطّلعوا على مادّته ثمّ تنظروا، ولو فعلتم لدخلتم بحرا لا قاع له لأنّه كان سيدفع بكم إلى البحث أزيد وأزيد والقفز من كتاب فقه إلى مصنّف حديث إلى معجم لغة إلى كتاب تاريخ ثمّ تقولون بالآخر: "الله أعلم!" ثمّ إنّكم قد ملأتم القلب غثيانا والله فأكتفي بهذا وأعتذر إلى الأخ أبي إلياس على إثارة هذه الفتنة على المنتدى ولكنّني ظننتني أاتحدّث إلى شعب ذاق ويلات التّعصّب وضاق بها فرجع إلى المحجّة البيضاء، إلى الوسطيّة المعتدلة، ولكن لا رجاء في هذه الأمّة المتخلّفة على ما يبدو.
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
ما عساي أن أقول إلاّ ما قاله ابن سينا - رحمه الله - : " بُلينا بقوم يظنّون أنّ الله لم يهدِ سواهم ".
نسأل الله العافية
نسأل الله العافية
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
هذا دليل على أنك لم تطلعي على ردودي إطلاقا ... ؟؟؟!!!
و هذا ليس كلام فارغ يا نجمة سيد أحمد .. هذه أقوال العلماء و الفقهاء وليس لنا منها شيء ... جاءوا بها بأدلة من الكتاب و السنة ..
قلت لكم أنكم لا تبحثون عن العلم .. إنما عن الإختلاف ..
سبحان الله ..
ربي يهديكم و يهدينا معاكم
و هذا ليس كلام فارغ يا نجمة سيد أحمد .. هذه أقوال العلماء و الفقهاء وليس لنا منها شيء ... جاءوا بها بأدلة من الكتاب و السنة ..
قلت لكم أنكم لا تبحثون عن العلم .. إنما عن الإختلاف ..
سبحان الله ..
ربي يهديكم و يهدينا معاكم
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
____________________________________________عاشق الجنه كتب:كفاكم فلسفة جزاكم الله خيرا ..
الذي هو حرام حرام .. و الذي هو حلال حلال !
" الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات ... " أكملو الحديث
و الله إني أشفق عليكم .. و لو لا حبي غيرتي و إرادتي لكم الخير لما أظهرت لكم الحقيقة .. في الواقع كنت سأمر كأن لم أر شيئا لكن لا ..!
فكفاكم .. كفاكم .. كفى كفى ... .. .
تنصب نفسك عالما ...ترد وكأنك من أنت في العلم
كان عليك أن تقدم الأدلة وليس الفضفضة والإعجاب بالنفس وكأنك بلغت مبلغ الجِدّْ
كان عليك أن تنقل لنا أقوال العلماء وفتاويهم فيما يخص الغناء ''بالدف أم بغيره'' أما أنك تتكلم بكلام لا دليل فيه فهذا مردود عليك إن كنت حقا عاشق الجنة أُسلك سبيل الوصول إلى الجنة وهما الكتاب والسنة وعلى فهم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وأزواجه -رضي الله عنهم أجمعين-
لقد بوب البخاري رحمه الله رحمة واسعة في كتابه الصحيح بابا سماه ''العلم قبل القول والعمل''
فالسبيل إلى العمل بالعلم ...وتعليقاتك تخلوا من العلم ومن أقوال العلماء وتريد أن يصدقك القوم هذا منتهى الهوس ...
قال الحسن البصري عليه رحمة الله :العامل على غير علم كالسالك على غير طريق ...فتعلم ما ينفعك قبل أن تتقول به فتضل وتُضِلْ ...
عبد الله ابن عبد الله- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 10/05/2013
العـــــمـــــر : 40
عـــدد المساهمـــات : 193
الـمــــــــــــزاج : معتدل
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
أولا : قد اعتذرت على ما أظن .. فأنا و من أنا حتى أرد .. لكن كما سبق و قلت ما حملني لذاك إلا غيرتي و غضبي لديني .. .
ثانيا : لو اطلعت على جميع الردود لرأيت أنني قدمت أدلة و براهين هي من العلماء الكبار ... و الأئمة الأربعة و ليس لي مما كتبته عنهم شيئا .. .
ثالثا : أنا أشكرك على النصيحة القيمة .. و أكرر اعتذاري .. فقد قمت بالرد كما و سبق الذكر لصغر عقلي و قلة صبري .. و ليكن في علمك و جيدا أنني لم أحسب نفسي ذا علم كاف إلا أنني و كما قلت و سأعيد القول حملني لذاك صغر عقلي .. و قلة صبري .
ثانيا : لو اطلعت على جميع الردود لرأيت أنني قدمت أدلة و براهين هي من العلماء الكبار ... و الأئمة الأربعة و ليس لي مما كتبته عنهم شيئا .. .
ثالثا : أنا أشكرك على النصيحة القيمة .. و أكرر اعتذاري .. فقد قمت بالرد كما و سبق الذكر لصغر عقلي و قلة صبري .. و ليكن في علمك و جيدا أنني لم أحسب نفسي ذا علم كاف إلا أنني و كما قلت و سأعيد القول حملني لذاك صغر عقلي .. و قلة صبري .
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
إِذًا عَرَفْتَ فَلْزَمْ ...
قال الذهبي-رحمه الله- :
العـِلم قال الله قال رسولـه *** قال الصحـابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأى فقيه
وقال ابن القيم في النونية :
العِـلم قال الله قال رسولـه *** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فلان
ولله دَرُّ أبي الطيِّب المتنبي القائل:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيـمِ
وَلَكِنْ تَـأْخُذُ الأَذْهَـانُ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ القَرَائِحِ وَالفُهُومِ
ونختم الكلام بقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والعَجَب من قومٍ أرادوا نصرَ الشرع بعقولهم الناقصة، وأَقْيِسَتِهِم الفاسدة، فكان ما فعلوه مَمَرًّا جَرَّأَ الملحدين أعداءَ الدِّين عليه، فلا الإسلامَ نصروا، ولا الأعداءَ كسروا»«في مجموع الفتاوى» (9/253-254).
-------------------------------------------------------------
نسأل اللهُ أن يبصرَنا بعيوبنا، ويرزقَنا حقَّ العلم وخيرَ العلم وخيرَ العمل، وأن يسلك بنا سبيلَ المهتدين من سلفنا الصالح الأوَّلين، من أهل التقوى والدِّين، والسير على رِكابهم، والاعتزاز بالانتماء إليهم، سائلين اللهَ الثبات فإنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف شاء
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
قال الذهبي-رحمه الله- :
العـِلم قال الله قال رسولـه *** قال الصحـابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأى فقيه
وقال ابن القيم في النونية :
العِـلم قال الله قال رسولـه *** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فلان
ولله دَرُّ أبي الطيِّب المتنبي القائل:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيـمِ
وَلَكِنْ تَـأْخُذُ الأَذْهَـانُ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ القَرَائِحِ وَالفُهُومِ
ونختم الكلام بقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والعَجَب من قومٍ أرادوا نصرَ الشرع بعقولهم الناقصة، وأَقْيِسَتِهِم الفاسدة، فكان ما فعلوه مَمَرًّا جَرَّأَ الملحدين أعداءَ الدِّين عليه، فلا الإسلامَ نصروا، ولا الأعداءَ كسروا»«في مجموع الفتاوى» (9/253-254).
-------------------------------------------------------------
نسأل اللهُ أن يبصرَنا بعيوبنا، ويرزقَنا حقَّ العلم وخيرَ العلم وخيرَ العمل، وأن يسلك بنا سبيلَ المهتدين من سلفنا الصالح الأوَّلين، من أهل التقوى والدِّين، والسير على رِكابهم، والاعتزاز بالانتماء إليهم، سائلين اللهَ الثبات فإنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف شاء
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
عبد الله ابن عبد الله- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 10/05/2013
العـــــمـــــر : 40
عـــدد المساهمـــات : 193
الـمــــــــــــزاج : معتدل
رد: تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الثّاني
((الفتنة نائمة ، لعن الله من ايقضها))
اتقاء لها ، اطلب من ادارة المنتدى غلق الموضوع
اتقاء لها ، اطلب من ادارة المنتدى غلق الموضوع
adlani- عضو مشارك
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 19/03/2011
العـــــمـــــر : 46
عـــدد المساهمـــات : 45
الـمــــــــــــزاج : nerve..
مواضيع مماثلة
» تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الأخير
» تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الأوّل
» جرجى زيدان..تاريخ آداب اللغة العربية..الجزء الاول
» جرجى زيدان..تاريخ آداب اللغة العربية..الجزء الثانى
» من طرائف العرب
» تاريخ الموسيقا عند العرب، الجزء الأوّل
» جرجى زيدان..تاريخ آداب اللغة العربية..الجزء الاول
» جرجى زيدان..تاريخ آداب اللغة العربية..الجزء الثانى
» من طرائف العرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس