عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
+3
صادق.74
أبو إلياس
نجمة سيّدأحمد
7 مشترك
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: القســــــــــم العـــــــــــــــــــام :: إبداعات الأعضاء و إصداراتهم
صفحة 1 من اصل 1
عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
عَرَقٌ ناشِفٌ
مَنْ دَاخَلْها زَاهَرْ
ومَنْ خَارَجْها هَارَبْ
ورِيحْها هَمْ
وبَرْدْها سَمْ
وعُمْرُه يا الَحْبِيبْ ما يْجِيكْ مَنْ ثَمْ
"أبيات نَظَمَها شاعر شاوِيٌّ قدِيما عن فرنسا"
هَذَا مُنْتَصَفُ الْقَرْنِ. وهَذِهِ عاصِمَةُ فِرَنْسَا بارِيسُ تَشُدُّ أَنْظارَ الْعالَمِينَ بِأَضْوَائِها وفُنُونِها ومَراقِصِها الصَّاخِبَةِ ومُوسِيقاها الْعَجِيبَةِ، رُغْمَ الظُّرُوفِ الْكالِحَةِ ورَحَى الْحَرْبِ الْهائلَةِ تَطْحَنُ بَيْنَ طَبَقَيْها أَعْناقَ الْخَلِيقَةِ في مَشارِقِ الأَرْضِ ومَغارِبِها.
في حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِ الْمَدِينَةِ الْقَمِيئَةِ، في عُشَّةٍ مِنَ الأَعْشاشِ الّتِي فَرَّخَ فِيها الْبَقُّ ونَوَّرَ الْخُنْفُسُ كَمَا يُنَوِّرُ الْبَرْلَلِّي في حُقُولِ سَطِيفَ والْبُرْجِ، تَحاشَرَ لَفِيفٌ مِنَ الْقَرَوِيِّينَ الْجَزَائرِيِّينَ، هَجَرُوا جِبالَهُمْ الشَّامِخَةَ بِالْهِضابِ، إلى مَدِينَةِ ما وَراءَ الْبَحْرِ، بَعْدَ أَنْ أَلْجَأَهُمْ شَظَفُ الْعَيْشِ إلى الْتِماسِ الْقُوتِ أَوْ ما يَسُدُّ الأَوَدَ في مَصانِعِ فِرَنْسَا ومَعامِلِها.
رَوَى الْعَمُّ عَلِيٌّ أَنَّهُ قَدْ كانَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ قُرَاهم لا يُعاشِرُ الآخَرِينَ إلاَّ لَمَاماً. يَنْدُرُ مِنْ صَبِيحَةِ رَبِّنَا إلى عَمَلِهِ ولا يَعُودُ إلاَّ مَعَ ضَوْءِ الْمِصْباحِ الْباهِتِ كَيْ يَتَكَوَّمَ على فَرْشَتِهِ الْوَضِيعَةِ، الّتِي تَجْرَحُ الْجَنْبَ ولا تَحْمِي مِنَ الرُّطُوبَةِ، فَيُخْلِدُ إلى نُعاسٍ يَرْجُوهُ خالِياً مِنَ الْكَوَابِيسِ أَوْ هُوَ يَتَناوَمُ قَرِيراً.
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَدْرِي عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ شَيْئاً. ولَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُدْرِكُ مِنْ ماضِيهِ أَوْ حاضِرِهِ أَوْ عَمَّا يُطَرِّزُهُ لِمُسْتَقْبَلِهِ مِنْ نَقْشٍ، كَثِيراً ولا قَلِيلاً. إنَّمَا كانَ الرَّجُلُ صامِتاً مُغْلَقاً كَالْقَبْرِ، فَتَهَيَّبَ زُمَلاؤُهُ ذَلِكَ الْعالَمَ الْمُنْحَجِبَ واحْتَرَمُوا صَمْتَهُ.
ذاتَ يَوْمٍ، اِنْكَفَأَ الْعُمَّالُ إلى غُرْفَتِهِمِ الْقَمِيئَةِ، وهُرِعَ أَحَدُهُمْ إلى مِدْفَأَةِ الْحَطَبِ آنَذاكَ يُلْقِي فِيها الشَّقَفَ بَعْدَ أَنْ تَجَلَّدَ مِنْهم الشَّحْمُ واللَّحْمُ وزادَ الْعَظْمُ. فَاغْتَبَطَ جَمْعُهم باسِمَ الثَّغْرِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ، لِذَلِكَ اللَّهَبِ تَتَرَقْرَقُ أَلْسِنَتُهُ بِلَوْنِ الْعَسْجَدِ، ولَهُ أَطِيطٌ كَأَنَّهُ شَجْوُ الْبُلْبُل.
وبَيْنَا الرَّبْعُ يَبْسُطُ يَدَيْهِ إلى الْمِدْفَأَةِ، يَتَضَرَّعُ إلَيْها حَرارَةً وشَفَقَةً ورَأْفَةً، إذا ذَلِكَ الْمَخْلُوقُ الْغَرِيبُ يَدْفَعُ الْبابَ ويَلِجُ صامِتاً كَعادَتِهِ، مُتَحَجِّرَ الْحَدَقَتَيْنِ، ناتِئَ الصُّورَةِ، مَزْمُومَ الْفَمِ كَأَنْ لا رُوحَ بِهِ، كَأَنَّمَا رَمْسٌ قَدِ انْتَصَبَ على عادَتِهِ.
لا يَذْكُرُ الْعَمُّ عَلِيٌّ كَمْ مِنَ الزَّمَنِ مَضَى. لَعَلَّها مُجَرَّدُ لَحْظَةٍ بَدَتْ دَهْراً. بَيْدَ أَنَّ الرَّجُلَ، ولأَوَّلِ مَرَّةٍ في تارِيخِ الرَّبْعِ، يَنْتَفِضُ كَالْفِزَّاعَةِ، وتَسْطَعُ شُعْلَةٌ مِنْ نارٍ في عَيْنَيْهِ، فَتَدِبُّ الدِّماءُ الْفَوَّارَةُ إلى وَجْهِهِ وصُدْغَيْهِ كَأَنَّما جَمْرٌ يَتَوَهَّجُ، وتَنْفَرِجُ شَفَتَاهُ عَنْ صَوْتٍ أَبَحَّ يَلْهَثُ، وإذا بِهِ يَرْتَمِي بِكُلِّ قامَتِهِ الْفارِعَةِ على تِلْكَ الْمِدْفَأَةِ الْمُسْتَدِيرَةِ، صاخِباً، ضابِحاً، لا أَحَدَ يَعِي عَنْهُ بِنْتَ شَفَةٍ، فَفَتَحَ بابَها الْحَدِيدِيَّ مُرْتَعِشَ الأَنامِلِ، ثُمَّ أَوْلَجَ يَدَيْهِ الْكَبِيرَتَيْنِ في النَّارِ الْهاصِرَةِ لا يَكْتَرِثُ لِلَهِيبِها يُذِيبُ لَحْمَ كَفَّيْهِ، كَفَّيْ الْعامِلِ الْكادِحِ، ثُمَّ جَعَلَ يُقَلِّبُ الْجَذْوَاتِ نادِباً، باكِياً، فَمَا أَلْفَى تَحْتَها سِوَى الرَّمادِ. عِنْدَئذٍ، أَمْسَكَ لَحْظَةً يُدِيرُ فِيهم حَدَقَتَيْنِ زائغَتَيْنِ كَأَنَّهُ يُقْبَضُ، يابِسَ الشَّفَتَيْنِ مُرْتَخِيَهُمَا، فَرَدَّ كَفَّيْهِ إلى ناظِرَيْهِ يَبْلَعُ رِيقَهُ ما طاقَ، وخَرَجَ مِنَ الْغُرْفَةِ مُنْتَحِباً فَمَا عَادُوا يَرَوْنَه أَوْ يَسْمَعُونَ عَنْهُ خَبَراً.
الْمَغْبُونُ كانَ مُصابُهُ جَلَلاً. إنَّما كانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْغَرِيبُ، ابْنُ هِضابِهم وقُراهم، يَعْمَلُ كَالْفَرَدِ الّذِي أَكَلَ السِّياطُ جَنْبَيْهِ، دُونَ هَمْسٍ أَوْ شَكْوًى. ثُمَّ، إذا خَلَطَ إلى مَبِيتِهِ، خَلَطَ إلَيْهِ وهُوَ خالٍ ساكِنٌ حَتَّى مِنْ دَبِيبِ الْخُنْفُسِ، وَخَبَّأَ ما جَناهُ مِنْ أُجْرَةٍ في تِلْكَ الْمِدْفَأَةِ وهِي مُطْفَأَةٌ، قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ. رُبَّمَا كانَ يَنْوِي أَنْ يَجْمَعَ صُرَّةً تَمْلأُ الْعَيْنَ، ثُمَّ يَنْكَفِئُ إلى دُوَّارِهِ يَدْفَعُ عَنْ ذَوِيهِ بَعْضَ شَظَفٍ. ولَكِنَّ اللهَ قَدَّرَ وشاءَ، وإذا صاحِبُهم الّذِي أَوْقَدَ النَّارَ دُونَ أَنْ يَدْرِيَ بِما فِي الْمِدْفَأَةِ مِنْ كَنْزٍ، أَحْرَقَ كُلَّ ذَخِيرَةِ الْمَخْلُوقِ وجَفَّفَ عَرَقَهُ سُدًى فَاخْتُبِلَ الْمِسْكِينُ.
كانَ هَذَا في الْخَمْسِينِيَّاتِ، مَعَ الدَّفْقَةِ الأولى مِنَ الْمُهاجِرِينَ الْجَزائرِيِّينَ، وما تِلْكُمْ سِوَى لَوْحَةٍ مِنْ لَوْحاتِ الشَّقاءِ والْبُؤْسِ الّتِي صَوَّرَتْ سِيَرَ أُولئكَ الْمُبْتَلِينَ.
باريس، 2004م
نجمة سيّد أحمد
(في قبب بني مزغنّا)
مَنْ دَاخَلْها زَاهَرْ
ومَنْ خَارَجْها هَارَبْ
ورِيحْها هَمْ
وبَرْدْها سَمْ
وعُمْرُه يا الَحْبِيبْ ما يْجِيكْ مَنْ ثَمْ
"أبيات نَظَمَها شاعر شاوِيٌّ قدِيما عن فرنسا"
هَذَا مُنْتَصَفُ الْقَرْنِ. وهَذِهِ عاصِمَةُ فِرَنْسَا بارِيسُ تَشُدُّ أَنْظارَ الْعالَمِينَ بِأَضْوَائِها وفُنُونِها ومَراقِصِها الصَّاخِبَةِ ومُوسِيقاها الْعَجِيبَةِ، رُغْمَ الظُّرُوفِ الْكالِحَةِ ورَحَى الْحَرْبِ الْهائلَةِ تَطْحَنُ بَيْنَ طَبَقَيْها أَعْناقَ الْخَلِيقَةِ في مَشارِقِ الأَرْضِ ومَغارِبِها.
في حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِ الْمَدِينَةِ الْقَمِيئَةِ، في عُشَّةٍ مِنَ الأَعْشاشِ الّتِي فَرَّخَ فِيها الْبَقُّ ونَوَّرَ الْخُنْفُسُ كَمَا يُنَوِّرُ الْبَرْلَلِّي في حُقُولِ سَطِيفَ والْبُرْجِ، تَحاشَرَ لَفِيفٌ مِنَ الْقَرَوِيِّينَ الْجَزَائرِيِّينَ، هَجَرُوا جِبالَهُمْ الشَّامِخَةَ بِالْهِضابِ، إلى مَدِينَةِ ما وَراءَ الْبَحْرِ، بَعْدَ أَنْ أَلْجَأَهُمْ شَظَفُ الْعَيْشِ إلى الْتِماسِ الْقُوتِ أَوْ ما يَسُدُّ الأَوَدَ في مَصانِعِ فِرَنْسَا ومَعامِلِها.
رَوَى الْعَمُّ عَلِيٌّ أَنَّهُ قَدْ كانَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ قُرَاهم لا يُعاشِرُ الآخَرِينَ إلاَّ لَمَاماً. يَنْدُرُ مِنْ صَبِيحَةِ رَبِّنَا إلى عَمَلِهِ ولا يَعُودُ إلاَّ مَعَ ضَوْءِ الْمِصْباحِ الْباهِتِ كَيْ يَتَكَوَّمَ على فَرْشَتِهِ الْوَضِيعَةِ، الّتِي تَجْرَحُ الْجَنْبَ ولا تَحْمِي مِنَ الرُّطُوبَةِ، فَيُخْلِدُ إلى نُعاسٍ يَرْجُوهُ خالِياً مِنَ الْكَوَابِيسِ أَوْ هُوَ يَتَناوَمُ قَرِيراً.
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَدْرِي عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ شَيْئاً. ولَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُدْرِكُ مِنْ ماضِيهِ أَوْ حاضِرِهِ أَوْ عَمَّا يُطَرِّزُهُ لِمُسْتَقْبَلِهِ مِنْ نَقْشٍ، كَثِيراً ولا قَلِيلاً. إنَّمَا كانَ الرَّجُلُ صامِتاً مُغْلَقاً كَالْقَبْرِ، فَتَهَيَّبَ زُمَلاؤُهُ ذَلِكَ الْعالَمَ الْمُنْحَجِبَ واحْتَرَمُوا صَمْتَهُ.
ذاتَ يَوْمٍ، اِنْكَفَأَ الْعُمَّالُ إلى غُرْفَتِهِمِ الْقَمِيئَةِ، وهُرِعَ أَحَدُهُمْ إلى مِدْفَأَةِ الْحَطَبِ آنَذاكَ يُلْقِي فِيها الشَّقَفَ بَعْدَ أَنْ تَجَلَّدَ مِنْهم الشَّحْمُ واللَّحْمُ وزادَ الْعَظْمُ. فَاغْتَبَطَ جَمْعُهم باسِمَ الثَّغْرِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ، لِذَلِكَ اللَّهَبِ تَتَرَقْرَقُ أَلْسِنَتُهُ بِلَوْنِ الْعَسْجَدِ، ولَهُ أَطِيطٌ كَأَنَّهُ شَجْوُ الْبُلْبُل.
وبَيْنَا الرَّبْعُ يَبْسُطُ يَدَيْهِ إلى الْمِدْفَأَةِ، يَتَضَرَّعُ إلَيْها حَرارَةً وشَفَقَةً ورَأْفَةً، إذا ذَلِكَ الْمَخْلُوقُ الْغَرِيبُ يَدْفَعُ الْبابَ ويَلِجُ صامِتاً كَعادَتِهِ، مُتَحَجِّرَ الْحَدَقَتَيْنِ، ناتِئَ الصُّورَةِ، مَزْمُومَ الْفَمِ كَأَنْ لا رُوحَ بِهِ، كَأَنَّمَا رَمْسٌ قَدِ انْتَصَبَ على عادَتِهِ.
لا يَذْكُرُ الْعَمُّ عَلِيٌّ كَمْ مِنَ الزَّمَنِ مَضَى. لَعَلَّها مُجَرَّدُ لَحْظَةٍ بَدَتْ دَهْراً. بَيْدَ أَنَّ الرَّجُلَ، ولأَوَّلِ مَرَّةٍ في تارِيخِ الرَّبْعِ، يَنْتَفِضُ كَالْفِزَّاعَةِ، وتَسْطَعُ شُعْلَةٌ مِنْ نارٍ في عَيْنَيْهِ، فَتَدِبُّ الدِّماءُ الْفَوَّارَةُ إلى وَجْهِهِ وصُدْغَيْهِ كَأَنَّما جَمْرٌ يَتَوَهَّجُ، وتَنْفَرِجُ شَفَتَاهُ عَنْ صَوْتٍ أَبَحَّ يَلْهَثُ، وإذا بِهِ يَرْتَمِي بِكُلِّ قامَتِهِ الْفارِعَةِ على تِلْكَ الْمِدْفَأَةِ الْمُسْتَدِيرَةِ، صاخِباً، ضابِحاً، لا أَحَدَ يَعِي عَنْهُ بِنْتَ شَفَةٍ، فَفَتَحَ بابَها الْحَدِيدِيَّ مُرْتَعِشَ الأَنامِلِ، ثُمَّ أَوْلَجَ يَدَيْهِ الْكَبِيرَتَيْنِ في النَّارِ الْهاصِرَةِ لا يَكْتَرِثُ لِلَهِيبِها يُذِيبُ لَحْمَ كَفَّيْهِ، كَفَّيْ الْعامِلِ الْكادِحِ، ثُمَّ جَعَلَ يُقَلِّبُ الْجَذْوَاتِ نادِباً، باكِياً، فَمَا أَلْفَى تَحْتَها سِوَى الرَّمادِ. عِنْدَئذٍ، أَمْسَكَ لَحْظَةً يُدِيرُ فِيهم حَدَقَتَيْنِ زائغَتَيْنِ كَأَنَّهُ يُقْبَضُ، يابِسَ الشَّفَتَيْنِ مُرْتَخِيَهُمَا، فَرَدَّ كَفَّيْهِ إلى ناظِرَيْهِ يَبْلَعُ رِيقَهُ ما طاقَ، وخَرَجَ مِنَ الْغُرْفَةِ مُنْتَحِباً فَمَا عَادُوا يَرَوْنَه أَوْ يَسْمَعُونَ عَنْهُ خَبَراً.
الْمَغْبُونُ كانَ مُصابُهُ جَلَلاً. إنَّما كانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْغَرِيبُ، ابْنُ هِضابِهم وقُراهم، يَعْمَلُ كَالْفَرَدِ الّذِي أَكَلَ السِّياطُ جَنْبَيْهِ، دُونَ هَمْسٍ أَوْ شَكْوًى. ثُمَّ، إذا خَلَطَ إلى مَبِيتِهِ، خَلَطَ إلَيْهِ وهُوَ خالٍ ساكِنٌ حَتَّى مِنْ دَبِيبِ الْخُنْفُسِ، وَخَبَّأَ ما جَناهُ مِنْ أُجْرَةٍ في تِلْكَ الْمِدْفَأَةِ وهِي مُطْفَأَةٌ، قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ. رُبَّمَا كانَ يَنْوِي أَنْ يَجْمَعَ صُرَّةً تَمْلأُ الْعَيْنَ، ثُمَّ يَنْكَفِئُ إلى دُوَّارِهِ يَدْفَعُ عَنْ ذَوِيهِ بَعْضَ شَظَفٍ. ولَكِنَّ اللهَ قَدَّرَ وشاءَ، وإذا صاحِبُهم الّذِي أَوْقَدَ النَّارَ دُونَ أَنْ يَدْرِيَ بِما فِي الْمِدْفَأَةِ مِنْ كَنْزٍ، أَحْرَقَ كُلَّ ذَخِيرَةِ الْمَخْلُوقِ وجَفَّفَ عَرَقَهُ سُدًى فَاخْتُبِلَ الْمِسْكِينُ.
كانَ هَذَا في الْخَمْسِينِيَّاتِ، مَعَ الدَّفْقَةِ الأولى مِنَ الْمُهاجِرِينَ الْجَزائرِيِّينَ، وما تِلْكُمْ سِوَى لَوْحَةٍ مِنْ لَوْحاتِ الشَّقاءِ والْبُؤْسِ الّتِي صَوَّرَتْ سِيَرَ أُولئكَ الْمُبْتَلِينَ.
باريس، 2004م
نجمة سيّد أحمد
(في قبب بني مزغنّا)
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
قدّر الله لهذا المغبون الشّقاء ، و إلاّ لما أوقد صاحبه النّار بما خبّأه في المدفأة من كنز.
قصّة رائعة و لغتها راقية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصّة رائعة و لغتها راقية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رد: عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
كثيرا ما تساءلت عن مصيره المسكين. هل جنّ، هل انتحر في نهر السّين، أم تراه رجع إلى الهضاب ناكسا مهوّما؟
نجمة سيّدأحمد- عضو مميز
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 04/12/2010
العـــــمـــــر : 56
عـــدد المساهمـــات : 695
الـمــــــــــــزاج : حادّ
رد: عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصة رائعة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصة رائعة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عاشق الجنه- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 27/03/2010
عـــدد المساهمـــات : 1234
رد: عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
امثال هذا المسكين كثيرون في بلادنا
karim- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 24/07/2009
العـــــمـــــر : 52
عـــدد المساهمـــات : 163
الـمــــــــــــزاج : طبيعي
رد: عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على هذه القصة المؤثرة
وأتمنا أن تتحفينا بمزيد من ابداعاتك المتميزة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على هذه القصة المؤثرة
وأتمنا أن تتحفينا بمزيد من ابداعاتك المتميزة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
benghouba- عضو نشيط
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
العـــــمـــــر : 29
عـــدد المساهمـــات : 141
الـمــــــــــــزاج : هادئ
رد: عرق ناشف (قصّة حقيقيّة)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
mariakari- عضو فضي
- الجـــنـــس :
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العـــــمـــــر : 27
عـــدد المساهمـــات : 1251
الـمــــــــــــزاج : سعيدة
منتديات بني ورثيلان التعليمية :: القســــــــــم العـــــــــــــــــــام :: إبداعات الأعضاء و إصداراتهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2016, 19:32 من طرف أبو إلياس
» الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:29 من طرف أبو إلياس
» صفة من صفات أهل الإسلام
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:27 من طرف أبو إلياس
» آداب الإنترنت: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء
الإثنين 08 فبراير 2016, 18:26 من طرف أبو إلياس
» مركز اللغات بجامعة المدينة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 18:35 من طرف أبو إلياس
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
الثلاثاء 19 يناير 2016, 00:34 من طرف Nassima Tlemcen
» aidez-moi vite svp
الثلاثاء 12 يناير 2016, 16:30 من طرف أبو إلياس
» حوليات وزارة التربية 2012 في العلوم الطبيعية
الجمعة 04 ديسمبر 2015, 13:04 من طرف lynda2013
» لمـــــــــــــــــــاذا تبـــــــكي النّســـــــــــــــــــاء
الأربعاء 18 نوفمبر 2015, 18:46 من طرف أبو إلياس